|


ناصر السيف
الصبر جميل
2011-12-02
لقد مللت الكتابة عن نادي الرياض وذلك لكثرة ما كتبت وزملائي عن هذا النادي الذي يعاني منذ سنوات تردي وانحدار في مستواه الرياضي، وبرغم ذلك لم نجد أيّ تجاوب أو محاولة تصحيح المسار للنادي الذي للأسف الشديد إن استمر الوضع على ما هو قائم الآن، فسوف يدخل النادي عالم النسيان وتطوى صفحته الرياضية من المجال الرياضي وهذا ما لا يتمناه محبو ومشجعو ومن يغار على النادي العاصمي أو مدرسة الوسطى كما يحلو للبعض تسميته ذلك.
العام المنصرم أتى الشاب الطموح تركي البراهيم واستلم رئاسة النادي وتم تشكيل إدارة ضمت أسماء غيورة على النادي ولديها من الخبرة والخلفية الرياضية الشيء الكثير، وتم إعداد آلية وأجندة تسير بالنادي وفق خطط مستقبلية ومدروسة لبلوغ دوري زين كذلك تم دعم النادي مالياً واستقطاب لاعبين مميزين وتكاتف الجهود والعطاء المستمر وأثمر ذلك أن النادي كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى دوري زين لولا سوء الطالع الذي لازمه في المباراة الأخيرة وبقي النادي بالدرجة الأولى.
ولظروف رئيس النادي العملية والعلمية استقال الشاب الطموح تركي البراهيم بعد جهود مضنية من قبل أعضاء الشرف ومحبي النادي لثنيه عن ذلك والاستمرار على الأقل حتى بلوغ النادي الصعودي إلى الممتاز ولكن تلك الجهود لم تفلح وترى النور وأصر الرجل على الرحيل وبعد ذلك دعي إلى ترشيح رئيس جديد ومجلس إدارة ولكن تأخر ذلك مرتين على ما أذكر بدليل أنه تم تمديد فترة الترشيح لفترتين حتى يتم الترشيح، وأعتقد بل أجزم أن سبب هذا التأخير يعود إلى أن أيّ مرشح متخوف من وضع النادي ومسيرته في الدوري بعد فقدان تركي البراهيم الذي أدى الرسالة على أكمل وجه.
بعد ذلك استبشر محبو النادي خيراً بانتخاب مرشح جديد لرئاسة النادي بعد جهود مضنية كما سبق وأن ذكرت وتم تشكيل إداري برئاسة الشاب فيصل الشيخ كذلك تعاقد النادي مع مدرب مميز وهو مدرب الأنصار الذي أوصل النادي إلى دوري زين وسارت الأمور بعد ذلك بأمل أن يعود النادي إلى المنافسة وبلوغ دوري زين.
ولقد وعد الرئيس الجديد عبر وسائل الإعلام الرياضي ببذل كل الجهود لتحقيق أماني وطموح محبي ومشجعي النادي ولكن للأسف الشديد وأقولها بمرارة أن تلك الوعود لم تفلح وتدني مستوى النادي وهو الآن بذيل القائمة والخوف عليه من الهبوط.
هنا أود أن أقول كلمة بصراحة متناهية وحب وعشق لهذا النادي العريق الذي يعرف الجميع ماضيه المجيد وأقول كفى العبث بسمعة هذا الكيان رئيس النادي المنتخب مع تقديري واحترامي الشديد له ليس لديه خلفية رياضية، كما ينقصه الدعم المالي الذي لو تم لتغيرت الأمور، هي عادة أزلية عادت مرة أخرى قبل الشاب تركي البراهيم وهي أن أيّ رئيس يأتي لنادي الرياض ليس حبا في النادي ولكن هو الولع في التلميع الإعلامي والبروز والتصاريح الصحفية.
آمل وأتمنى أن يتم انتشال النادي من تلك المعضلة والظروف الصعبة التي يمر بها وأن تتم دراسة ومناقشة تلك الأسباب التي أدت إلى تدهور وضع النادي وأن يكون شعار ذلك الصراحة والمكاشفة لأن النادي ليس ملكاً لأحد يأتي رئيس ثم يذهب رئيس ويبقى النادي ملك لمحبيه وجماهيره المسكينة التي صبرت الكثير والكثير ولكن دون جدوى والتي تريده الجماهير هو الإصلاح والدعم المالي وتدارك الوضع قبل أن تسوء الأمور ويهبط النادي إلى مصاف الدرجة الثانية وهنا الطامة الكبرى التي سوف تحل بنادي كان له ماضٍ مجيد وبطولات يعرفها الجميع.
في الختام أتمنى أن تكون المرحلة المتبقية من الدوري هي بذل الجهود المتواصلة والمخلصة والعمل الدؤوب المستمر لدفع عجلة التقدم للنادي وتلافي الأخطاء التي وصلت بالنادي على هذا الوضع المؤسف الذي لا يتماشى مع سمعته السابقة أيام الزمن الجميل والذي يأمل عودته محبو ومشجعو النادي، وما ذكرت سابقاً هو غيرة وحرص على سمعة النادي من لاعب سابق للنادي والذي أنجب عدة لاعبين كان يشار لهم بالبنان وحظوا بتمثيل منتخب المملكة الأول.
وأطلب من مشجعي ومحبي النادي الصبر بأن الأمل كبير -إن شاء الله- أن يعود النادي إلى سابق عهده؛ والصبر جميل.. وإلى اللقاء.