لم تأت مباراة ديربي الرياض النصر والهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد الأمين البارحة بأي جديد , فالهيمنة الزرقاء على مباريات الديربي تواصلت لموسم جديد , ولم يستطع النصر أن يفك العقدة التي أصبحت ملازمة لمبارياته مع المنافس والجار في السنوات الأخيرة , وتحديدا في منافسات كأس ولي العهد , ربما الاختلاف البسيط البارحة أن الفريق الأزرق احتاج لبعض الوقت لدراسة حال جاره, وكيفية استعداده للمباراة , حتى يتمكن من إعداد الطريقة المثالية لإلحاق الهزيمة التي أصبحت متكررة في الآونة الاخيرة وبطرق مختلفة ولكن حتما الغاية واحدة ( الفوز), وقد يكون سبب الحاجة للوقت تكمن في سوء الأحوال الجوية التي صاحبت بداية المباراة " موجة الغبار" التي أخفت بعض الملامح الصفراء , خسارة النصر لم تكن مفاجئة , ولن أخفي أنها كانت متوقعة فور معرفتي بقائمة الأصفر الرئيسية لأن قوة الهلال منذ الأزل معروفة في وسط الميدان , ومن يريد أن يوقف الأزرق عليه أن يعطل قدرات الوسط الهلالي المرصع بعدد من النجوم " فئة الخمس نجوم", فهي مزيج من الخبرة والحيوية , كل تلك الأمور تجاهلها مدرب النصر دراجان سكوسيتش الذي لم يتعامل بالشكل الصحيح , كانت هنالك جملة من الطرق وعدد من الأسماء الواجب مشاركتها في نزال البارحة , ولكنها غابت لظروف غامضة " قد تكون فنية وأخرى", ولا أريد وعطفا على ديربي الأمس أن أستبق الزمن , لتاكيد أن المدرب النصراوي " ماعندك أحد" , وفي الوقت ذاته أتمنى ألا ينخدع النصراويون بقدرات المدرب عقب مباراة الفريق الآسيوية الأخيرة مع باختاكور الأوزبكي , في الطرف الآخر كانت الشباك النصراوية خير وسيلة للهلاليين لنسيان أسبوع "المر" الذي مر به الفريق آسيويا والمتمثل بالخسارة من سباهان أصفهان الإيراني, ومحليا التعادل مع الأهلي وهو التعادل الذي قلص الفارق النقطي لست نقاط بين متصدر دوري زين الهلال ووصيفه فريق الاتحاد , ذات الأسبوع الذي كاد أن يعصف بمقعد الأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق ويؤتى بآخر بدلا عنه , وأجزم بأن نتيجة المباراة كانت أشبه بالدواء والبلسم الشافي لكل أنصار الهلال الذين قد يكونون استعادوا جزءا من ثقتهم بفريقهم الذي إن غاب مباراة ظهر بمباراة أخرى بشكل أقوى وأمتع لأن العناصر المتواجدة بالخارطة الزرقاء لايوجد لها مثيل في كل فرق دوري زين، فقط تحتاج لمدرب يعرف كيف يوظف قدرات تلك العناصر , فمن السهل أن تقود الخيل للنهر ولكن من الصعب أن تجبره على شرب ماء النهر " وافهموا المقصود ؟" .
