|


نايل الحربي
«خلصونا» من النكبة
2011-01-14
لا أرغب في الدخول مع جبهات تضعني في خانة «خالف تعرف», لأنه باختصار أنا أتحدث حسب وجهة نظري, وليس من عادتي تبني آراء أو وجهات نظر أختلف معها في قرارة نفسي, ولم أكن في أحد الأيام صوتاً أو مدافعاً لهذا أو ذاك مع تقديري لكل من أقصده في الكلمات السابقة, لذلك أجزم بأن خروج المنتخب السعودي من كأس آسيا الخامسة عشرة بالدوحة من الدور الأول وتحديدا في المباراة الثانية « الأخضر السعودي يحظى بلقب جديد لم نسمع به طيلة السنوات الماضية ويكمن في « أول المودعين», قد يكون ذو فوائد كبيرة, فالكرة السعودية كانت بحاجة جادة لصدمة قوية تعيد هيبتها, فالمشجع البسيط «شبع» وأصابه الملل من المهدئات والمسكنات التي ينتهي مفعولها, مع أول انتصار لنعود من جديد للمهدئات فور الإخفاق, ليس الاتحاد السعودي لكرة القدم من يتحمل المسؤولية, لقد عمل فوق طاقته, سأكون أكثر وضوحاً الأمير سلطان بن فهد لا يتحمل تبعات السقوط المتتالي للكرة السعودية, ونفس الحال ينطبق على نائبه الأمير نواف بن فيصل, فالاثنان يرغبان ويعملان ليل نهار من أجل رؤية الكرة السعودية سواء المنتخبات أو الأندية في أعلى الدرجات، وتواجدهم دائم في المنصات واستلام الذهب, يبذلان الغالي والنفيس من أجل الكرة السعودية, حالهم حال رؤساء الأندية الذين يرغبون في إسعاد جماهير أنديتهم, اتحاد الكرة السعودي يواجه معوقات كبيرة في تطوير الكرة السعودية من دعم مادي ومعنوي وأشياء أخرى, خذ مثلاً انظر لعدد الشركات التي تعمل في قطاع الرياضة السعودي وقارنه مع مثيلاتها في دول الخليج فقط قطر والإمارات, يد واحدة لا تصفق حتى وإن صفقت فإن صوتها لن يكون بذات القوة, حقيقة إن الاتحاد السعودي لكرة القدم يحتاج لمساندة قوية مع كافة القطاعات المختلفة التي تعمل في السعودية, أظن أن اتحاد الكرة السعودي تحمل طيلة الفترات السابقة كل شيء, وقام بواجباته على أكمل وجه ولا يلام عقب اجتهاده, تجد بعض رجال الأعمال والقائمين على الشركات التجارية مع أي إخفاق للمنتخب السعودي يتحدثون « وينظرون» كان المفروض كذا وكذا», وتناسى أنه يتحمل جزءا من مسؤولية الخسارة لأنه لم يقم بواجبه تجاه منتخب بلده أو أندية وطنه, لقد ترك البعض اتحاد الكرة يغرق وحيدا ولم يسانده, مع كل إخفاق تجد سهام النقد تتجه مباشرة سواء في العلن أو الخفاء صوب اتحاد الكرة وكأنه لم يقم بواجبه, تعالوا لنسأل اللاعبين هل قصر اتحاد الكرة معكم؟ أبصم بالعشرة بأن الإجابة حتى لو اختلفت من لاعب لآخر فإنها تصب تحت « ما قصروا وبيض الله وجيههم» , دعونا نبحث عن داء آخر غير اتحاد الكرة السعودي, لأن الخلل لا يقتصر عليه فقط, فهنالك أطراف أخرى شريكة في تلك الإخفاقات المؤلمة.

نقاد النكبة
ابتلي الوسط الرياضي ببعض النقاد والمحللين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية, والبحث عن مجد وقتي, وإشادة من بعض المتعصبين, تجده يطبل لهذا اللاعب لأنه ارتدى نفس الشعار الذي لبسه, ويقلل من قدرات اللاعب الآخر لأن الأخير يلعب في الفريق المنافس, لا يريد سوى الخروج بدور البطل الذي يحلل بشكل صحيح, وهو أبعد من ذلك بكثير, تابعوا كل القنوات الرياضية التي تنقل الحدث الآسيوي لتشاهدوا وتسمعوا العجب العجاب من تلك الفئة, فقط يريدون الظهور حتى لو استمر البرنامج لساعات الصباح الأولى, ويا ليت تخرج منهم بفائدة واحدة, بل تصاب بالصداع مما يقولون, ربما إحدى النكبات التي تعانيها الكرة السعودية تكمن في تلك الفئة «نقاد النكبة» .