|


نبيه ساعاتي
مخطط إسقاط العميد
2017-07-16

 

اقتفيت أثر العميد منذ ميلاده في عام 1927م، فلم أجد جرمًا أقبح ولا أكبر من الذي تعرض له النادي في السنوات الأخيرة.. عقود مضروبة وصفقات هلامية وأرقام فلكية من أناس أقل ما يقال عنهم إنهم خانوا الكيان الاتحادي.. وما اقترفوه أرهق النمر الذي بدا وكأنه على وشك الانهيار.. وهو الذي صمد أمام الكثير من الفتن والزلازل عبر عقود تسعة.. ولكنها في هذه المرة تنوعت وتوغلت فأثرت.. هي في الواقع أشبه بمخطط حيك لإسقاط العميد أو هكذا أفهمها.

 

فالهيئة لم تقم بأدنى واجباتها تجاه نادي الاتحاد، حيث تركت الحبل على الغارب على مدى سنوات دون حسيب أو رقيب.. وكأنها تبارك ما يحدث للنادي، بل ترفض حتى اليوم ورغم كل ما يحصل أمام ناظرها أن توجه بالتحقيق على أقل تقدير في وضع النادي المريب.. بعيدًا عن نظرية قدموا الدلائل والتي أرى أنها تأتي مكملة لنهج الهيئة التسويفي.

 

أما اتحاد الكرة فهو شريك مباشر في إغراق نادي الاتحاد، ويكفي أن نشير في هذا السياق إلى قضية مانسو المخجلة وميثاق الشرف المشؤوم، ثم نعرج على خصم ثلاث نقاط وبعدها المنع من الستجيل والتهديد بالتهبيط، وآخر العلوم الاتحادية مع الـ"فيفا" الذي يبدو أنه يعمل بتناغم ضد نادي الاتحاد.. في غضون أربع وعشرين ساعة إما السداد أو حسم ست نقاط.. هكذا خذوه فغلوه دون سابق إنذار وبعيدًا عن تطمينات المسحل وزياراته المكوكية إلى سويسرا.

 

والواقع أننا عادة ما نقول إن الاتحاد ابتلي عبر تاريخه العريض بأناس كثر لم يصونوا الأمانة التي أؤتمنوا عليها، رغم أنهم ارتدوا الثوب الأصفر والأسود، وتلك حقيقة، ولكن في المقابل فإن الاتحاد "مرزق".. فعبر تاريخه المديد أيضًا ظهر قلة ممن ينعتون بالرجال، ويشار إليهم بالبنان.. وقفوا إلى جواره وساندوه دون انتظار أي مردود مالي أو إعلامي ولا غيره.. فقط بدافع حب جياش سكن أعماقهم لهذا الكيان.

 

لن أضع أنمار ضمنهم.. ولكن للإنصاف الرجل ورفيق دربه الكعكي ومن خلفهم الأمير سعد بن عبد الله يبذلون جهودًا خرافية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وما أرجوه من الجمهور العزيز وهو يشاهد الألغام التي يمر بها النادي، أن يكون واقعيًّا، وألا يطالب بالمستحيل؛ فتطفيش الإدارة الحالية ـ وهي استراتيجية سيعمل عليها الإعلام مسبوق الدفع ومن خلفه ـ ولكنه بالتأكيد لن يكون في مصلحة الكيان، كما أنني أقول للإدارة الحالية إن الثقة المطلقة في اتحاد الكرة والهيئة أمر لا أؤيده، وذلك ما دفعني غير مرة إلى المطالبة بالتخصيص؛ فهو الذي تكفل للنادي بالسيولة التي تمكنه من الوقوف على قدميه بعيدًا عن الركون إلى أي جهة كانت.