أسلم بأن المشكلة الاتحادية هي صفراء المنشأ، فمن أقحم العميد في كل هذه المشاكل العارمة التي باتت تهدد وجوده مع الكبار، هم أناس إما اتحاديون أو محسوبون على الاتحاد، وفي ذلك لا يختلف اثنان، ولكن ينقسم الرأي الاتحادي فيما يتعلق بالمرجعية الرياضية الهيئة أو اتحاد اللعبة إلى اثنين: الأول منهما يذهب إلى أنها لا تكترث لمصلحة عميد الأندية السعودية، ويدلل بشواهد عدة على ذلك، منها قضية مانسو وما صاحبها من ظلم للاتحاد بدءًا من صياغة ميثاق الشرف، ومرورًا بتحميل النادي بتكاليف الصفقة، ووصولاً إلى النقاط الثلاث التي خصمت على الاتحاد بمباركة اتحاد الكرة، ناهيك عن مبلغ السلفة الذي يرى بعضهم أنها زيادة في تغريق الاتحاد بالديون، وامتدادًا لذلك عدم متابعة حيثيات صرف المبلغ، ثم اللجان المختلفة التي مرت على النادي دون فاعلية تذكر، وعدم القيام بدور الرقابة المناط بها كمرجعية للأندية وسط تفاقم المديونيات بشكل مثير للريبة، إضافة إلى عدم إلزام الإدارة بعقد الجمعية العمومية بصورة منتظمة لإيضاح الموقف المالي. وهناك رأي آخر يرى أن المرجعية الرياضية لا تستشعر حجم الكارثة التي تتربص بنادي الاتحاد، أول الأندية السعودية، ويعزز أصحاب هذا الرأي موقفهم بعدم اتخاذها أي إجراء حتى الآن رغم أن النادي يكاد ينهار؛ فلا هي كلفت ولا هي مددت ولا حتى شرعت أبواب الانتخابات أو أقرت تخصيص النادي، وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.
شخصيًّا لن أؤيد أصحاب الرأي الأول، كما أنني لن أميل إلى أصحاب الرأي الثاني، ولكنني أطرح حلولاً لعلها تجد صدى عند أصحاب القرار فيتفاعلوا معها، حيث أرى أن مشكلة الاتحاد لا يمكن أن تحل بالانتخابات؛ لأنها لن تدر دخلاً يساعد على معالجة مشاكل النادي، ولا بالتكليف الذي لوح به لانمار أو الكعكي والمشروط بثلاثين مليوناً، وهي أيضًا لن تفي بسداد أكثر من 15% فقط من المبالغ المطلوبة فورًا للسداد، بل حتى التمديد لإدارة باعشن لن يجدي نفعًا في ظل الظروف الحالية، وإنما مخرج الاتحاد الأوحد هو التخصيص، وأعتقد وأنا درست وأدرس بزنس أن العميد محظوظ بمن تقدموا بمئة مليون على أن تعتمد عند التخصيص كحصة لهم كمستثمرين في النادي، وأقول ذلك على اعتبار أن بيئة الاتحاد بمديونياته الضخمة وخلافاته المعلنة منفرة وليست جاذبة للمستثمرين.
بعد التخصيص من الممكن التمديد لباعشن لعام واحد، لبينما تكتمل إجراءات التخصيص التي من الواضح أنها ستأخذ وقتًا طويلاً حتى ترى النور، ذلك لاعتبارات عديدة أهمها أنه الوحيد الذي يملك خلفية كاملة عن مديونيات النادي أكثر حتى من المرجعية الرياضية نفسها، ذلك من ناحية، ومن الأخرى فهو الرجل الذي رغم كل الظروف الخانقة التي كان يمر بها الاتحاد في الموسم المنصرم للتو استطاع باقتدار إرساء السفينة الاتحادية على شط الأمان، بل مطرزة بذهب ولي العهد، ومن ناحية ثالثة هو رئيس توافقي يحظى بدعم الغالبية العظمى من أعضاء الشرف والجماهير وحتى اللاعبين، إلا ما ندر من الغوغائيين الذين لا يكترثون لمصلحة الاتحاد ويجاهرون بحب أشخاص أكثر من الكيان.
وأختم بالهمس في أذن رئيس مجلس إدارة الهيئة محمد آل الشيخ قائلاً إنني أؤمن بالتريث والدراسة المستفيضة قبل اتخاذ القرارات في كافة المجالات الحياتية إلا في الرياضة؛ فهي ذات وتيرة متسارعة وتتطلب تفاعلاً سريعًا مع معطياتها، وإلا فإنها ستتراكم ثم تتفاقم وعندها المسؤولية بكل تأكيد ستذهب للمسؤول الأول "أي شخصكم الكريم".