هناك العديد من المناصب الرياضية المهمة الشاغرة في القطاع الرياضي حاليًا، حيث أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في حديثه على هامش القمم الثلاثة، التي احتضنتها عاصمة السلام الرياض باقتدار يبعث على الفخر والاعتزاز قبل أيام، بأنه رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة وأردف بكلمة "فقط"، أي أن هناك منصب الرئيس التنفيذي للهيئة للعامة للرياضة، وهذا المنصب سوف يشغل بشخصية أخرى من المفترض أن تكون ذات كفاءة عالية؛ لأن النهضة الرياضية المنشودة تعتمد كثيرًا على مدى نجاعة هذا الاختيار وكفاءة من يتم اختياره، أيضا هناك منصب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية وهو بكل تأكيد منصب لا يقل أهمية عن منصب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، فهو الحاضنة التي تصب فيها الأنشطة الرياضية على وجه العموم، وإن لم يتم اختيار الشخصية المناسبة فإن ذلك بكل تأكيد سيلقي بظلاله السلبية على الرياضة السعودية.
ولعل الجميل في الموضوع أن شخصية واحدة لن تتولى المنصبين في ظل الهيكلة الجديدة، على اعتبار أن هناك رئيس مجلس إدارة يندرج تحته رئيس تنفيذي بينما اللجنة الأولمبية تبتعد تمامًا عن هذه الهيكلة، بل ليس من مصلحة الرياضة السعودية أن تتوحد المناصب تحت شخصية واحدة، كما أنني لا أعتقد أن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة سيترشح لهذا المنصب كما أشيع، بل لا أتصور أن الأمراء الأعزاء الذين نكن لهم كل احترام والذين تداول الإعلام أسماءهم أخيرًا، لتولي هذ المنصب سيتولونه ما لم يكونوا على كفاءة عالية تحقق الأهداف التي تتوافق مع رؤية 2030 فالمعيار اليوم في تولي المناصب يقوم على الكفاءة لا غيرها حتى وإن كنا نتحدث عن حقائب وزارية سيادية مثل وزارة الخارجية التي تعد أهم الوزارات فهاهو يتولاها عادل الجبير بكفاءة، كذلك فإن منصب رئيس الهيئة وهو منصب يعنى بالشباب الذين تصل نسبتهم إلى 67% من المجتمع أيضا بات يتولاه محمد آل الشيخ.
وشخصيًّا أؤمن بالانتخابات على الرغم من أنها ليس بالضرورة أن تنصب الأفضل كما يقول البروفيسور بروس داهنينج الذي يقول إن الانتخابات هي الوسيلة الأفضل لتنصيب القيادات، ولكنها لا تعني بالضرورة تعيين الأفضل، بل الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر شعبية أن يكون الأفضل، ورغم ذلك فإن الانتخابات متى ما تحققت العدالة وتساوي الفرص تظل هي أفضل وسيلة لتولي المناصب على اعتبار أنها تقوم على إبراز الأهداف والاستراتيجيات التي ستتبع للوصول إليها بما يرمي إلى ملامسة تطلعات الناخب، أي بمعنى أنني أنتخبك لكي تحقق أحلامي من خلال برامجك.
وشخصيًّا أؤمن بالتريث في اتخاذ القرار وبحث حيثياته وانعكاساته من جميع النواحي، بيد أن مجال الرياضة لا يحتمل التأخير فهو يتطلب تفاعلاً سريعًا مع الأحداث والسرعة في اتخاذ القرارات؛ حتى يواكب المتغيرات وما يحدث الآن في هذا الاتجاه بصراحة تباطؤ غير مبرر، فكما قال آل الشيخ إنه رئيس مجلس الإدارة فقط، فمن المفترض أن يتخذ قرارًا سريعًا بتعيين الرئيس التنفيذي أو الإعلان عن الوظيفة للمسابقة عليها أو حتى فتح باب الترشح للانتخابات أملا في اختيار الأفضل، والأمر ذاته ينطبق على منصب رئيس اللجنة الأولمبية.