|


نبيه ساعاتي
وللرياضة قسط من اهتمام ملوكنا
2017-05-21

إن اهتمام ملوكنا بالرياضة والرياضيين ليس وليد اليوم، بل هو نهج وضعه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ، عندما أمر بإنشاء مديرية التعليم في عام 1344هـ، وأقر الرياضة كمادة علمية في المدارس؛ فكانت اللبنة التي بني عليها الصرح الرياضي السعودي الشامخ الذي نشهده اليوم، وهو من حضر لقاء التوفيق واتحاد الشرقية في عام 1366هـ، كما أنه شرف وشارك في العديد من المناسبات التي تكتسي الثوب الرياضي كالعرضة، وتبعه أبناؤه البررة على النهج نفسه، حيث حضر الملك سعود مناسبات رياضية كثيرة حتى تلك التي كانت تقام في المدارس، وهو من اختار اسم الهلال في عام 1378هـ، الذي جاء ثالثًا بعد اليمامة والوحدة، كما أن الملك فيصل هو من أطلق لقب حامي خط ماجينو على حارس الاتحاد تركي بافرط، وعقاب بديلاً لغراب. كما أن الملك خالد كان يحرص على حضور المنافسات الرياضية، بينما الملك فهد فكان يتابع عن كثب الحدث الرياضي وبالذات ما يتعلق بمشاركات المنتخب، فكانت الكلمة الضافية التي ألقاها على اللاعبين عام 1994م، عاملاً مؤثرًا في شحذ همم اللاعبين الذين أبدعوا في المونديال، وهو الذي قدم سبحته هدية للاتحاد بعد فوز الاتحاد بالدوري المشترك في عام 1402هـ، أما الملك عبد الله فهو من أمر بإنشاء ملعب الجوهرة في جدة، الذي حمل اسمه. كما أنه من أطلق على الاتحاد لقب نادي الوطن.. نسأل المولى ـ عز وجل ـ أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته. 

 

وامتدادًا لذلك فإن حضور مليكنا المحبوب سلمان بن عبد العزيز ـ حفطه الله ـ أمر غير مستغرب، وهو من تمرس على مشاركة أبنائه مع شرائح الشعب السعودي المختلفة في المناسبات المحمودة التي تتعلق بهم وتهمهم، رغم ارتباطاته الجمة وانشغالاته المتعددة؛ فتجده يستقطع من وقته الثمين جزءًا لمشاركة الرياضيين احتفالاتهم بنهاية الموسم، حيث شرف ـ رعاه الله ـ اللقاء الختامي على كأسه الغالية، الذي جمع الأهلي بالهلال، والذي انتهى بفوز الثاني على الأول بثلاثة أهداف مقابل اثنين قبل أيام.

 

وفي هذا الشأن.. ففنيًّا المباراة كانت جيدة وتسيدها الهلال إجمالاً، وبالتالي كان الأحق بالفوز في ظل النجوم الذين تعج بهم صفوف الفريق، ويكفي هنا أن أشير إلى أن العابد وعبد الملك كانا على دكة البدلاء قبل أن يزج بهما الداهية دياز ليعزز الجانب الهجومي بالأول، الذي استطاع أن يصنع هدفين، بينما يعضد الجانب الدفاعي بالثاني الذي نجح في إغلاق المناطق الخلفية؛ فكان الكأس من نصيب الزعيم عن جدارة واستحقاق؛ لأنه بتجرد وحيادية الأفضل.

 

أما لماذا خسر الأهلي، فهناك عدة عوامل ساهمت في الخسارة، أولها سوء الحظ الذي لازم الفريق في المباراة، حيث أجرى جروس تغييرين إجباريين وفي نفس المركز، حيث استبدل عقيل ثم معتز فخسر تغييرين وخسر في الوقت نفسه متانة العمق الدفاعي، ولعل تدخل المدرب الأهلاوي لمعالجة المشكلة كان خاطئًا عندما أعاد الأمير إلى العمق فلم يفلح في رأب الصدع الدفاعي وخسره الفريق في الوسط. كما أن إشراك السوما لم يكن مؤثرًا، بل كان من الممكن أن يخسر اللاعب الذي بدا جليًّا أنه لا يزال يعاني من الإصابة التي تعرض لها، وبالتالي في رأيي الشخصي أرى أن مدرب الأهلي استحق أن يعاقب بالترك في الملعب، أيضًا لم يظهر نجوم الفريق الأهلاوي بالمستوى المعهود أمثال فيتفا والعسيري وتيسير والمؤشر، وتبقى علامة استفهام عريضة حول الجهاز الطبي في النادي الأهلي في ظل موجة الإصابات التي تحاصر غالبية عناصر الفريق.