عاقل لا يمكن أن يتقدم لرئاسة الاتحاد خلال الفترة المقبلة، بعدما أعلن بشفافية رئيسه الذي سوف تنتهي مدة تكليفه خلال أسابيع المهندس حاتم باعشن، الذي يعتبر في الوقت الراهن أعرف الناس ببواطن الأمور الاتحادية، في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل أيام، أن إجمالي المديونيات الاتحادية تجاوزت الـ 316 مليون ريال، في حين أن المستحق منها فورًا بلغ 215 مليونًا، أي على الرئيس القادم أن يجهز هذا المبلغ ولا يقل عن 35 مليوناً لتجهيز الفريق لمنافسات الموسم المقبل، من خلال التعاقدات الجديدة، وتجديد العقود التي شارفت على الانتهاء، أي أن إجمالي المبلغ الذي يحتاج إليه الرئيس القادم 250 مليون ريال تقريبًا، أي باختصار أستطيع القول إن العميد قد اغتيل من الوريد للوريد.
فشخصيًا، لا أعتقد أن هناك رجلاً عاقلاً يعرف هذه الحقائق، ورغم ذلك يتقدم لرئاسة نادٍ بهذه الوضعية المخيفة، ومن يعول على الجمهور لسداد مديونيات بهذا الحجم، حتمًا يبتعد عن الواقعية، ومن هذا المنطلق، فإن التوجه صوب الانتخابات أمر لن يؤتي أكله، بل سيزيد من الشرخ الحاصل في العلاقات الاتحادية الاتحادية، أيضًا فإن تكليف إدارة أخرى لن يجدي في ظل هذه المعطيات التي تدفعني للقول حتى التمديد لإدارة باعشن ـ رغم تميز عملها ـ لربما لا يكون حلاً مثاليًّا؛ لأنها لن تستطيع توفير هذا الرقم، وفي تصوري الشخصي أن الدولة ـ أعزها الله ـ من المفترض أن تتكفل بسداد كافة ديون الأندية، ومن ثم يتم الشروع في التخصيص، وإن لم يكن فإن البدء في خصخصة الاتحاد من خلال القبول بعرض المئة مليون الذي تقدم به مجموعة من المستثمرين الاتحاديين ـ ورفضه رئيس الهيئة السابق لأسباب مجهولة ـ على أن ترصد لهم كغيرهم ودون أدنى شرط، عندما تكتمل حيثيات التخصيص، وبعد ظهور قوائم المديونيات الجديدة من الممكن رفع المبلغ إلى خانة المئتي مليون.
وأقول مخاطبًا رئيس مجلس إدارة الهيئة الجديد محمد آل الشيخ: إن كان لا يوجد أي أمل في أن تتولى الدولة مديونيات الأندية، فإذا ما أردت بالفعل حل القضية الاتحادية عليك البدء فورًا بتخصيص النادي، أما إذا ما أردت تسويف الأمور والبحث عن كبش فداء، لبينما تقع الفأس في الرأس وينهار عميد الأندية السعودية تحت قيادتكم، ليبقى التاريخ شاهدًا على ذلك، فمن الممكن أن تبحث عن حلول أخرى لاستهلاك الوقت، عمومًا في كل الأحوال، فإن ذلك يجب أن يتزامن مع مساءلة ومحاسبة المتسببين في هذه الكارثة، وأولهم الهيئة التي أنت على رأس هرمها، ثم اتحاد الكرة وجميع الإدارات الاتحادية التي تعاقبت على النادي، وساهمت بطريقة أو بأخرى في تأزم الوضع حتى وصل إلى ما وصل إليه.
وأختم بشكر الحايلي والكعكي على سداد التزامات الاتحاد تجاه الأنصاري وسييرا وفيلانويفا، في وقت عز فيه العطاء، ولكن الدعوة مئات الملايين عبر الـ"فيفا" الذي طالت يده النادي في قرارات مؤلمة لربما تتضاعف في المقبل من الأيام، وليس فقط مبلغ مقطوع يتم الوفاء به وتنتهي القضية، فمن يعي حجم هذه المسؤولية وأبعادها وهو قادر على الوفاء بها وليس باحثًا عن الأضواء والفلاشات، بغض النظر عن ماهيته مرحب به، بل من الواجب أن يجد كل الدعم والمساندة من الجميع؛ لأن الاتحاد اليوم في حاجة إلى كل محبيه صغيرهم قبل كبيرهم.