الأهلي كيان كبير، نكن له ولرجالاته كل الاحترام، وهو دون أدنى شك أحد أركان الرياضة السعودية، وليس فقط كرة القدم، ولا نتردد على الإطلاق في التصدي لكل من يحاول العبث بتاريخه العريض، أو حتى الانتقاص من إنجازاته أو مصادرة بطولاته، فعلى ذلك جبلنا ولن نحيد وإن اختلفنا في الميول.
وقبل أيام أصدر النادي الأهلي بيانًا، أكد فيه أن الأهلي تأسس على يد 19 شخصًا في محاولة لطمس حقيقة تاريخية ثابتة، مفادها أن حسن شمس لاعب الاتحاد هو من أسس الأهلي كرديف للاتحاد في بادئ الأمر، وفق الخطاب الذي بعثه إلى حمزة فتيحي، وأكد فيه مشاركتهما في تأسيس الأهلي، والذي ختمه برفض قرار ابن فريج آنذاك لحدة اللهجة وشدتها، فكان تاريخ انفصال الأهلي عن الاتحاد وإعلان تأسيسه في 18 شوال من عام 1357هـ، ولا أرى في ذلك غضاضة، فالاتحاد هو الآخر انفصل عن الحجاز الرياضي واستقل بذاته قبل ذلك بنحو عشر سنوات.
البيان كان من نسج الخيال، وتضمن أسماء لم تشارك إطلاقًا في تأسيس الكيان الأهلاوي، مثل أحمد زقزوق قائد الفريق، الذي أكد رسميًّا أن حسن شمس هو من أسس الأهلي بتاريخ 1357هـ، وليس 1355هـ، كما يزعم بعض دعاة التأريخ الأهلاوي، وذلك ما أكده الأديب الراحل محمود عارف، الذي استبعد من القائمة لأهداف غير معلنة، وهو أيضًا ما قاله عبد الرؤوف بترجي قبل أن يغير رأيه، وهي الحقيقة التي توصل لها القائمون على الحفل الذي أقيم بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيس الأهلي في عام 1408، الذي يعد برلمانًا أهلاويًّا، أقر كل من شارك فيه من رجالات الكيان الأخضر بحقيقة تأسيس الأهلي في عام 1357هـ، ناهيك عن الكتاب الذي صدر عن اللجنة الأهلاوية وذهب إلى ذات الحقيقة.
أما كذبة احتفال الأهلي بتاريخ تأسيسه في 17/3/1937م، ونحن على أعتاب إبريل فهي غير محبوكة، فبعد ابتكار برنامج تحويل التاريخ اتضح زيف هذا القول، وأن هذا التاريخ لا يتطابق مع تاريخ تأسيس الأهلي في عام 1357م، ولا مع زعم تأسيس الأهلي في عام 1355هـ، وبالتالي فإن احتفالات مرور ثمانين عامًا غير صحيحة، وذلك إجمالاً يندرج تحت دلائل أن هناك من يشوه تاريخ الأهلي.
واختم بالقول بأن كل ما تناولته أعلاه يتعلق بالأهلي الأول، وسأعود للحديث عن تأسيس الأهلي الحالي والبطولات في القادم من الأيام.
دعوا مارفيك يعمل
الفوز الذي حققناه على المنتخب التايلاندي جاء من صنع مارفيك المدرب القدير، الذي في كل يوم يؤكد أنه صاحب قدرات عالية تفوق تلك التي لدى منتقديه بمراحل، فيصعب عليهم استيعاب أفكاره، وهم الذين على ما يبدو استمرؤوا النقد لأنه بات هاجسهم بسبب ومن دون سبب، فمارفيك وفق الأرقام والإحصائيات والنتائج هو من بين أفضل المدربين الذين مروا على الكرة السعودية عبر التاريخ، ومن المفترض أن يجد كل الدعم والمساندة من الجميع إذا كان الجميع حريصين على مصلحة الكرة السعودية، عمومًا مبروك ألف الانتصار الكبير على تايلاند، وأمام العراق مطلوب جهد مضاعف؛ لأن المنتخب العراقي بصراحة أصعب من التايلاندي، وهي مباراة مفصلية حاسمة في طريق التأهل إلى موسكو.