يقول المولى ـ عز وجل ـ في محكم كتابه: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)، ويقول عز من قائل: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)، والواقع أن هناك علاقة عكسية بين العلم والسحر؛ فكلما زادت الثقافة تراجعت الشعوذة والعكس صحيح، كلما انخفض المستوى التعليمي والثقافي انتشرت الشعوذة والسحر، والأمثلة كثيرة، فهاهي المجتمعات الغربية ترتقي سلم التطور بفضل العلم والثقافة، بينما تنعم دول آسيوية كإيران في التخلف بفضل جهلها.
وعلى مستوى كرة القدم، فإن الدول التي تحقق الإنجازات العملاقة هي تلك التي تبتعد كل البعد عن الخزعبلات الكروية وتنتهج الاستراتيجيات العلمية للوصول إلى أهدافها، في الوقت الذي تقبع فيه الدول التي ينتشر فيها الدجل في القاع، ولعل الغريب أنها لا تزال تتمسك بمعتقداتها، رغم أن التجارب تؤكد بأن الدجل والشعوذة والسحر خرابيط لا تقدم ولا تؤخر في كل مجالات الحياة، بما في ذلك ميادين كرة القدم.
ولعل ما حصل من لاعب ذوب آهن الإيراني محمد رضا حسيني خير دليل على ذلك، فقبل مباراة فريقه مع الأهلي السعودي ضمن فعاليات البطولة الآسيوية، وضع تعويذته تحت مقاعد احتياطيي الأهلي ـ بطبيعة الحال بمساعدة أحد العاملين في الملعب ـ وعقب اللقاء ما كان منه إلا أن سحب تعويذته منكوس الرأس بعد الهزيمة التي تلقاها فريقه من الأهلي، الذي لعب شوطاً ويزيد ناقص العدد رغم أنف الدنبوشي الإيراني.
قمة الكرة السعودية
لا أقول ذلك جزافاً أو من باب المجاملة، بل هو الواقع، فمباراة الاتحاد والهلال تمثل قمة الكرة السعودية، حيث إنها تتفوق فنياً عن كل المباريات الأخرى، بما في ذلك مباريات الديربي تلك التي تجمع الاتحاد بالأهلي أو الهلال بالنصر، ومن هذا المنطلق أقول: لنا موعد اليوم مع المتعة والإثارة الكروية، عندما يستضيف الاتحاد صاحب المركز الثالث المتصدر الهلال، أملاً في أن يوقف زحفه لتشتعل المنافسة على الصدارة مجدداً بين الأربعة الكبار، أتمناها كذلك لهذا الاعتبار ولآخر لن أبوح به، ولكن ذلك بكل تأكيد كفيل بإعادة الهيبة للدوري السعودي، أما إذا ما استطاع الهلال الفوز فإن الدوري سيكون هلالياً، وذلك غير مستغرب؛ فالهلال في أول مشاركاته بالدوري في عام 1381هـ، استطاع أن يخطف اللقب عندما تغلب على الوحدة بثلاثة أهداف لاثنين، لتُسجل أول بطولة دوري في تاريخ نادي الهلال.