|




نبيه ساعاتي
آن أوان رحيل البرقان
2017-01-29

لن أتحدث عن البرقان، اللاعب الهلالي السابق، أو مسؤول الاحتراف في نادي الهلال سابقاً، أو حتى الدكتور عبدالله الذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة سودانية ذات قيمة، أو البرقان رجل الأعمال الذي تتجاوز أعماله الاستثمارية حدود الوطن وتصل إلى الشقيقة السودان، فكل تلك أمور لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد، بل له كل التقدير لما يبذله من جهد لخدمة الكرة السعودية.

 

ولكن ما يهمني في موضوع البرقان، أنه شخصية جدلية، فغالبية المشاكل التي كان يعاني منها اتحاد عيد، والآن اتحاد عزت، هي وليدة لجنة البرقان الذي يبدو أنه ليس ضليعاً في شؤونها، بدليل أنه أقر نظام الانتقال للمحترفين كهواة وفي مقدمتهم قائد المنتخب وبذلك فتح باباً للتحايل على أنظمة هو وضعها، كما أنه أكد مراراً وتكراراً بأن سعيد المولد لاعب اتحادي بلا أي جدل، وأنه لا يستطيع اللعب لأي نادٍ في العالم، ومن المستحيل أنه يعود للأهلي، وما حصل هو العكس تماماً، حيث لعب المولد في البرتغال، ثم عاد إلى السعودية وارتدى شعار الرائد قبل أن يتوشح جيده باللونين الأخضر والأبيض والبرقان يتفرج.

 

بل وما زال يراوغ الاتحاديين ويمنيهم بمبلغ مجزٍ، مستغلاً طيبتهم، كما أنه فرد عضلاته على القادسية في قضية إلتون الشبيهة تماما بقضية المولد، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فلقد تدخل فيما لا يعنيه في موضوع العويس، فاللاعب وقع للأهلي ولا يمكن أن يوقع مسؤول احتراف الشباب قبل مباركة رئيس ناديه، وكان حري به تمرير المعاملة في ظل اكتمال أركانها، وعلى نادي الشباب أن يتقدم بشكوى إذا ما كان بالفعل مسؤول الاحتراف غير مخول، فليس من عمل البرقان مطابقة التواقيع والتأكد من التفويضات، فذلك عمل سكرتارية الأندية، ولكن يبدو أن أموراً جدت، ولكن الأمر لا يتعلق بالاتحاد هذه المرة يا عزيزي الذي تطبق عليه كل لجان اتحاد الكرة الأنظمة بحذافيرها وأحياناً دون حذافيرها، فهذه المرة الأمر هنا يتعلق بالأهلي ومن خلفه الرمز.

 

إن من حق البرقان فيما إذا ثبت أن اللاعب وقع قبل انتهاء المدة النظامية، أن يصدر قرار تجاهه فقط، وبعدها يعود ليزاول نشاطه مع ناديه الجديد، أي الأهلي، بعد انتهاء ارتباطه مع ناديه القديم، أي الشباب، أما الخوض في قضايا ابتعاد وهدايا فتلك أمور لا تتجاوز كونها كلمات شبابية لن تغير في الموضوع شيئاً، فكان حري بإدارة الشباب الحفاظ على لاعبها الذي لم يكن مرغوباً فيه بدليل أن مدرب الفريق سامي الجابر كان يفضل وليد عليه.

 

إن كل هذه المعطيات، تجعلني أطالب بإعطاء الفرصة لشخصية أخرى بديلة للدكتور عبدالله البرقان، فبلدنا ولله الحمد تزخر بالكفاءات الوطنية التي نعتز بها، فالرجل أخذ فرصته كاملة واجتهد ولكن اجتهاداته لم تكن كافية للقضاء على المشاكل العارمة التي أفرزتها لجنة الاحتراف تحت قيادته.

 

أختم بالقول: إن أحد أصدقائي الأعزاء، صاحب الميول الاتحادية قال: أضع يدي على قلبي مع إطلالة كل صباح خشية أن تصدر لجنة الاحتراف قراراً تجاه نادي الاتحاد في قضية العويس، قلت وما دخل الاتحاد؟ فأجاب، ألا ترى أن لجان اتحاد الكرة لا تصدر قرارات صارمة إلا ضد نادي الاتحاد، وكأن اللوائح والأنظمة صممت خصيصاً لمعاقبة نادي الاتحاد.