|


نبيه ساعاتي
الخصخصة وسيلة وليست غاية
2016-11-20
قبل نحو خمسة عشر عاماً أصدرت مؤلفي (العولمة الرياضية) وخصصت فصلاً كاملاً فيه للحديث عن (الخصخصة) وأوضحت أن آدم سميث أول من تحدث عنها في القرن السابع عشر بينما نجحت مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة في الثمانينات في توظيفها بشكل مميز في النهوض بالاقتصاد الوطني الإنجليزي مما دفع كل دول العالم السير في الاتجاه ذاته.

والخصخصة باختصار عبارة عن نقل الملكية العامة إلى الخاصة بهدف تحقيق التنمية المستدامة من خلال العمل بآليات السوق وبأسس تجارية ومن الأهمية بمكان أن تتزامن مع تهيئة البيئة المحيطة بها كالمالية والتحتية والقانونية فكثير من الأنظمة واللوائح الحالية يجب أن تتغير بما يتواكب مع الخصخصة مع البحث عن الطريقة الملائمة وإن كنت أرى أن ترويج الأسهم أفضل طريقة لأن ذلك يساهم في مشاركة شريحة أوسع من المجتمع وذلك ينمي الانتماء ويجعل الكل حريصاً على النجاح.

وللخصخصة فوائد عديدة من أبرزها زيادة فرص العمل وتوسيع قاعدة الملكية وتخفيف العبء عن كاهل الدولة وتوفير السيولة التي تساعد الأندية على تنفيذ برامجها مما يؤدي إلى رفع المستوى الرياضي والتشغيل الاقتصادي أيضاً تحقيق الاستقلال عن هيمنة أعضاء الشرف والاحتراف الرياضي الشامل مما يؤدي إلى الانضباط الإداري والتشغيلي ومحاكاة الرياضة العالمية بنفس اللغة الاحترافية.

بيد أن للخصخصة أيضاً سلبياتها التي أتمنى ألا نغفل عنها فهي كما أسلفنا وسيلة وليست غاية بمعنى أنه مجرد الخصخصة لا تعني الوصول إلى الهدف بل هي في الواقع الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح ولكن إذا ما أخفقت إدارة النادي لربما يغلق النادي أبوابه إلى غير رجعة فلم يعد هناك الحضن الرؤوم الممثل في هيئة الرياضة للذود عنه أيضاً فإن الألعاب المختلفة ستكون على المحك فهي مكلفة بدون مردود اقتصادي بمعنى أن الهيئة يجب أن تتولى مسؤولية رعاية هذه الألعاب إضافة إلى إهمال القاعدة وانتقال السلطة من يد الرياضيين إلى يد الاقتصاديين بمعنى أن القرار سيكون اقتصادياً وليس رياضياً إلا أنه ورغم ذلك كله فإن الخصخصة تبقى من وجهة نظر شخصية خياراً أمثل يعضده وجود خبير في هذا المجال وهو الأمير عبد الله بن مساعد الذي يتمتع بخبرة واسعة حيث تولى هذا الملف منذ عام 2003 بل وتابعت له أطروحات قبل هذا التاريخ تتعلق بالخصخصة ومن هذا المنطلق نحن على ثقة من أنه قادر على الوصول بها إلى حيث التطلعات.

عزوف الجماهير الاتحادية
حتى الآن لم أجد جواباً شافياً حول أسباب العزوف الجماهيري الاتحادي وأعدها سابقة أن يتخلى جمهور العميد عن ناديه ويرفض مساندته وهو في أمس الحاجة إليه مشفوعاً بصدارة ومستويات جيدة أن مصدر استغرابي هو أننا لم نتعود مثل هذا العزوف من جماهير الاتحاد التي عرف عنها الإخلاص والتفاني من أجل الكيان دون الالتفات إلى أي اعتبارات أخرى فعبر تسعين عاماً كان يقف محبو العميد سداً منيعاً دون المساس بناديهم بل ويذودون عنه بالغالي والنفيس فشقاح باع دكانه من أجل العميد والهمني كان يحرس الصبان من العابثين قبل كل مباراة والانبيوك كان يعمل كبودي قارد بلا مردود والعم صالح كان يوظف التاكسي الخاص به لنقل اللاعبين دون مقابل ولا أبالغ إذا ما قلت إن جمهور الاتحاد في مرات حال دون إغلاق أبوابه فأين أنتم يا جيل اليوم من هكذا تضحيات؟