|


نبيه ساعاتي
الدوري ولع نار
2016-08-14

موسم جديد انطلق قبل أيام أتوقع أن يكون "مولع نار" في ظل الاستعداد الجيد للأندية عموماً والمستوى الرائع الذي ظهر به الهلال الذي يجعلني أتنبأ بأنه سيكون نجم الموسم رغم خسارته للسوبر الذي تجلت فيه القوة الهجومية الضاربة للأهلي نجم الموسم الماضي، ناهيك عن تغيير كل شيء في الاتحاد وإضافة سامي للشباب وصفقات النصر الأجنبية فكل التوفيق أتمناه لجميع أنديتنا، وبمناسبة انطلاق الدوري أقول: شئنا أم أبينا نحن نتبع لأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يفرض علينا تنظيم بطولتي دوري وكأس أسوة بكل دول العالم وهو نفسه الذي يترك لنا حرية تسميتهما وتنظيمهما ولا يمانع في إضافة بطولات أخرى، والشئون الرياضية التي كانت المرجعية الرياضية في البدايات أقرت عام 1377 جائزة كأس جلالة الملك المعظم للدوري ليصبح اسمه (دوري كأس جلالة الملك المعظم)، أما بالنسبة للكأس فلقد أقرت له جائزة كأس ولي العهد ليصبح مسمى بطولة الكأس كأس ولي العهد، ولا يمكن بالمنطق والعقل والبديهيات الرياضية أن تكون هناك بطولتي كأس بدون وجود بطولة دوري.

ومن الجهل بمكان أن نتبع الجائزة ونترك البطولة، فالبطولة في الأساس دوري والجائزة كأس جلالة الملك المعظم، والبطولة الثانية كأس والجائزة كأس ولي العهد وعلى هذا الأساس يأتي تسلسل البطولات، دوري وكأس بغض النظر عن الجائزة لأنها تتبدل وتتغير في كثير من المرات، بينما يظل الدوري كبطولة كما هو والكأس كبطولة أيضا كما هي، ليس ذلك فحسب بل إننا عندما نقول بطولات كأس الملك فهي جائزة أعطيت لبطل الدوري ثم لبطل الكأس كما أعطيت لبطل بطولة الأبطال إذاً في هذه الحالة سنستقطع من بطولات الدوري والكأس والأبطال لكي نرصد البطولات التي أطلق عليها بطولة كأس الملك أو التي كانت جائزتها كأس الملك وذلك خطأ فادح يرتكبه بعض أدعياء التأريخ عندما يسردون تاريخ بطولات الدوري والكأس.

ومن هذا المنطلق فإن بطولة الدوري بما لا يدع مجالا للشك بدأت عام 1377 تحت مسمى دوري كأس جلالة الملك المعظم وفاز بأول بطولاتها فريق الوحدة، ثم توالت مسميات الدوري على النحو التالي: الدوري التصنيفي، فالدوري الممتاز، ثم الدوري المشترك فالممتاز مرة أخرى ثم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، فالدوري السعودي وبعدها الدوري السعودي للمحترفين ثم دوري زين للمحترفين فدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين وأخيرا دوري جميل للمحترفين.

وفيما يتعلق بقضية الصعود والهبوط والمناطقية التي يتحجج بها البعض، فهي معيارية يحددها الاتحاد المحلي بدليل أننا عندما هبط الاتفاق قبل عامين كانت هناك توجهات نحو إلغاء الهبوط، إضافة إلى ذلك تم استحداث نظام الصعود والهبوط لصاحب المركز الثالث من الأولى والثاني عشر من المحترفين مثلما حدث مع فريق الرائد والباطن في الموسم الماضي، وإذا كان لنا في تجارب الآخرين عبر فإن الدوري الإنجليزي والذي انطلق في عام 1888 شاركت فيه فرق الوسط والشمال الإنجليزي فقط، كما كان يعتمد أولاً على رصد عدد الانتصارات وليس النقاط، أما الدوري الإيطالي والذي انطلق في عام 1898 بدأ ببطولة لم تشارك فيها سوى أربعة فرق فقط ثلاثة من مدينة تورينو وجنوى من جنوى والذي نجح في إحراز اللقب بطبيعة الحال بدون هبوط أو صعود وما زال التاريخ يفخر بحفظ هذه الألقاب حتى يومنا الراهن لأن التاريخ لديهم زخم للحضارة، أما لدينا فيسعى البعض حثيثاً لطمس تاريخنا الرياضي بدافع إما الجهل أو التعصب.