أشفق على الرئيس الاتحادي فهو يستقبل بالتهاني والتبريكات ووسط نشوة الفوز بالكرسي الساخن تجده يتأهب لتطبيق خطته الانتخابية على ارض الواقع أملا في ملامسة تطلعات الجماهير ولكنه ما يلبث ان يصطدم بواقع مرير مع اطلالة الفاتورة تلو الاخرى وتتبعها قائمة المطالبات الآنية ولائحة المستحقات المعلقة والرواتب المتأخرة فمن الطبيعي ان يرجيء خطته واستراتيجياته بينما يعالج الاولويات التي يترتب عليها تسيير امور النادي فيلجأ إلى من وعده بالدعم ليجد بعض الصد الذي لا يخلو من الاذلال حتى يكاد ان يختنق ومن ثم يحصل على جزء مما وعد به – وسط شروط واملاءات تتنافى احيانا مع منهجية الادارة ورؤية الرئيس – حتى يتنفس الصعداء، وبينما هو في طريقه لمعالجة المستعجل من القضايا المتراكمة فإذا بالموسم انطلق وسط مشاركات ساخنة للفريق الأول وفيما إذا تلقى الاتحاد هزيمة واحدة فقط فهي بلا شك تكون كفيلة بإرباك مجلس الادارة كاملا وهدم كل الخطط وانهيار كل الاستراتيجيات لينصب التركيز على الكيفية التي يمكن من خلالها عدم تكرار هذه الكارثة التي تصعدها بعض آلات الاعلام الاتحادية وتتفاعل معها الجماهير بسلبية ممقوتة لتبدأ الادارة في (لملمة) اوراقها المبعثرة تمهيدا للرحيل قبل ان تشرع في تنفيذ اي من برامجها المستقبلية وبذلك تحترق شخصيات اتحادية نعتز بها وينتقص النادي من قيمته الاعتبارية جراء ذلك. هذا هو سيناريو الاحداث في نادي الاتحاد خلال السنوات الاخيرة فلقد تجرع من هذه الكأس اكثر من رئيس اذكر منهم الدكتور خالد مرزوقي وابراهيم علوان وللواء محمد بن داخل واخشى على الفايز من استكمال مسلسل الانهيار السنوي لرؤساء نادي الاتحاد لا سيما وان قائمة المطالبات التي تنتظره طويلة، الا انني خلال زيارتي الخاطفة للنادي وجدت ان هناك ما يبعث الامل في تصحيح المسار الاصفر فالاعتماد ليس كليا على دعم الداعمين بل هناك عمل مؤسساتي يخاطب افاق المستقبل بحنكة، ولعل الاجمل ان مصادر الدخل متنوعة والدعم لا يتوقف على مزاجية اشخاص وليس من جهة واحدة فقط وهذه النقطة في تصوري الشخصي محورية في تحقيق النجاح مع كل التقدير لكل الداعمين، ناهيك عن ان مجموعة المستقبل تقوم بعمل مميز يستحق الثناء واملنا في ان يتواصل ليس فقط مع هذه الادارة وانما مع الجميع وفي هذا السياق كنت اتمنى الا ترتبط مجموعة المستقبل بالمناصب الادارية حتى لا تنتهي مع نهاية فترة الادارة الحالية فالصالح الاتحادي يقتضي وجود مثل هؤلاء الشباب لصناعة المستقبل الاتحادي بعيدا عن الادارات ومسمياتها. اضافة إلى ذلك فإننا عادة ما نثني على الجماهير الاتحادية وهي بلا شك تستحق فهي الاساس في النادي والتاريخ يشهد بذلك ولكن من المفترض ان تضطلع بدورها في اعادة التوهج للعميد بل واهمس في اذن كل محب للكيان الاتحادي وانا في طريق العودة إلى الولايات المتحدة الامريكية قائلا: ان مجلس الادارة الحالي يمثل طوق النجاة لناديكم فإذا لم تساعدوه في تحقيق اهدافه المنبثقة من مصلحة نادي الاتحاد وتتمشى مع اهدافكم بلا شك فإن النادي سيكون على حافة الهاوية – فلقد لاحظ الجميع ان احدا لم يترشح لرئاسة النادي سوى محمد فايز مع احترامي لقاروب الذي احسن فعلا عندما أعلن عدم ترشحه مستقبلا – وعندها لا ينفع الندم، وذلك من خلال اتاحة الفرصة كاملة للادارة حتى تنفذ برامجها وخططها المستقبلية ولا بأس ببعض الدعم عبر شراء بطاقات العضوية وعدم التفاعل السلبي مع ما يطرح في بعض وسائل الاعلام التي لا تكترث لمصلحة الاتحاد. وفي المقابل فعلى الادارة ان تعي بأن نجاح فريق كرة القدم الأول هو الاساس في تحقيق النجاح لباقي الالعاب وبالتالي للادارة وفي هذا السياق فإن التعاقد مع دي سوزا اضافة كبيرة ولكن بالنسبة لامبابي لا اعلم مدى حاجة الفريق اليه في ظل وجود كريري وابو سبعان والخضري كما انني اجهل الشربيني في حين ان فوزي معقول وبالتالي نظريا نقول ان الخطوات في هذا الاتجاه ليست عملاقة وانما جيدة حتى نشاهد قدرات الاجانب على المستطيل الاخضر، ولكن المهم انها جاءت على قناعة من مدرب الفريق الذي نأمل في أن تساعده هذه الصفقات في تنفيذ خططه داخل المستطيل الأخضر مع التأكيد بان لقاء الرائد لا يبشر فالفريق لم يكن مقنعا حتى وان غابت بعض العناصر فنحن نتحدث عن الرائد مع كل التقدير ولكن ماذا سيفعل الاتحاد امام الشباب والاهلي وهما من قدم نفسه بشخصية البطل في اول لقاء في الدوري بنتائج مدوية وبطبيعة الحال لن نغفل الهلال والنصر، وهنا اقول للجماهير الاتحادية حتى ولو لم يحقق الفريق نتائج ايجابية في هذا الموسم ارجو ان نعطي الادارة الفرصة كاملة حتى تصل بالنادي إلى مستوى التطلعات الا فإن القادم لن يكون كما نتمنى جميعا. واذا كان لي من رجاء فهو يتلخص في فتح صفحة اتحادية جديدة ونبدأ من اول السطر (توحيد الصفوف) فالاتحاد يمر في الفترة الحالية بظروف حرجة تتطلب تضافر الجهود حتى يستعيد توازنه ويمارس هوايته في اعتلاء منصات التتويج وهو يقينا لا يمكن ان يستغني عن رجالاته جميعا وفي المقابل فمن المفترض ان يمدوا هم يدهم صوبه حتى يستعيد عافيته بهم. عموما كل التوفيق اتمناه للادارة الاتحادية الجديدة والتي بكل تأكيد ستواجه صعوبات جمة ومعوقات عديدة والامل كل الامل في ان تفلح في التغلب عليها والوصول بالنادي إلى حيث مستوى تطلعات محبيه وهي في تصوري الشخصي قادرة على ذلك في ظل الأسماء الشابة التي تضمها والفكر الاداري الذي بدت تنجلي ملامحه مع اطلالتها، وكل الشكر لادارة ابن داخل التي اجتهدت من اجل الاتحاد وذلك بكل تأكيد محل تقدير فكما يقال لا يلام المرء بعد اجتهاده.