|


نبيه ساعاتي
الداهية ديمتري
2011-05-26
قبل أن يصل إلى جدة لقيادة العميد دار بيني وبين صديقي ديمتري حديث مطول تمحور حول حال الاتحاد فقلت له: بصراحة المهمة صعبة، فالفريق الاتحادي يعاني من تصدعات كبيرة إدارية وفنية وحتى عناصرية، ولا أتصور أن الوقت يسعفك لتلافيها أو معالجتها، الداهية رد بكلمات لم تخلو من الدهاء: إنني كما تعلم أعشق التحدي، وسنرى ما يمكنني عمله، أنهيت المكالمة وقلت في نفسي ليتني قلت له لا تأتي فالوقت غير مناسب، ولكن في أعماقي كان هناك بصيص أمل فما لم يستطع عمله ديمتري مع الاتحاد لن يتمكن أي مدرب آخر من عمله.
وصل ديمتري وانقلب حال الاتحاد في أيام معدودة من فريق متواضع يفتقر لمقومات التفوق إلى نمر مفترس يفتك بخصمه دون هوادة فكان نصيب النصر خماسية قاسية جسدت الفوارق بين الأصفرين، وأتبعه الهلال بثلاثة مؤلمة ودع بها حلم الآسيوية ليثبت هذا البلجيكي أنه مدرب استثنائي يعرف كيف يفجر القدرات الكامنة لدى اللاعبين حتى الإبداع، فها هو نور قائد النمور يرسم لوحة زاهية لقائد همام يقود كتيبته إلى نصر من بعد نصر، ويضع اسمه عن جدارة بين أفضل من ارتدى الشعار الاتحادي عبر التاريخ، أما نونو هو بتجرد غير نونو ما قبل ديمتري، بل هو راشد بالغ وكبير، تلك حقيقة جسدها عطاؤه المتميز في الآونة الأخيرة، وزيايه كان على الموعد بتحركاته الخطيرة، وجهده الكبير، ولن أنسى المنتشري الذي مسح الصورة الباهتة التي كان عليها على مدى موسم ونيف، وعلى نفس النهج جاء عطاء باولو ومشعل والصقري، ولا يمكن أن أغفل الجندي المجهول كريري، وكذلك الحارس الأمين مبروك.
فمبروك للجماهير الاتحادية العريضة التي لا أعلم ماذا أقول عنها، فالاتحاد بها، وبدونها لا يكون اتحاداً، حيث حضرت منذ ساعات مبكرة لمساندة فريقها فكانت عاملاً رئيسياً في تأهل العميد إلى دور الثمانية من بطولة آسيا التي باتت مطلباً ملحاً نأمل أن يواصل الاتحاد في المراحل التالية عطاءه بنفس المستوى ونفس الروح حتى يعيدها إلى مكانها الطبيعي، هنا بيننا، فالفوز على الهلال بلا شك له طعم خاص ومذاق مميز وأعاد للكرة الاتحادية هيبتها ولكنه ليس غاية طموح الاتحاديين الذين يمنون النفس بلقب بحجم أكبر قارات العالم يروي ظمأهم، وهم بلا شك يستحقون.