|


نبيه ساعاتي
المحكمة الرياضية
2011-03-17
بذهول وضعت يدي على خدي وأنا أتابع تبعات الحدث الرياضي السعودي الذي بات مؤخراً ينتقل من معضلة إلى مشكلة فصدام والتحام بشكل مقزز يجعلني أفكر جدياً في أخذ إجازة مفتوحة من الساحة الرياضية التي أمضيت فيها أكثر من عشرين عاماً، وهنا أتساءل إلى أين نحن ماضون بكرتنا التي انحدرت بمستواها إلى حد خطير، فتنازلت في ضوء ذلك عن ألقابها وإنجازاتها وأضحت رحاها تدور في فلك معوقات العودة إلى ماضينا المجيد دون جدوى؟
آخر مستجدات الشارع الرياضي المحلي قضية عبد الغني من جهة ورادوي وعزيز من جهة أخرى، تلك التي وصلت إلى المحاكم - التي تعج أدراجها بقضايا أهم بكثير من الشئون الرياضية - بعدما تجاوزت محيط اتحاد الكرة، وفي هذا الصدد علق القاضي في المحكمة الجزائية بالرياض الشيخ الدكتور عيسى الغيث عبر الزميلة (عكاظ) بتاريخ 10 ربيع الآخر 1432هـ بتأكيده عدم شرعية تهديد اللاعبين بالشطب فيما إذا توجهوا إلى خارج الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مشيراً إلى أن في ذلك التفاف على أنظمة الدولة، وأوضح أن ما صدر من لجنة الانضباط هو عقوبة إدارية تأديبية مسلكية، وهي جزء من الحقوق الثلاثة، فهناك حقان لابد أن يؤخذا في الاعتبار وهما الحق الخاص، والحق العام في هيئة التحقيق والادعاء العام، وأسهب الشيخ في حديثه عن القضية بالقول "إنها قضية قذف لها حد وليست قضية شتم لها تعزير والتي قد تصل إلى تطبيق حد القذف وهو 80 جلدة، مشيراً إلى أن قضية الحدود تدخل في دائرة اختصاص المحاكم"، ولفت الغيث إلى أن اللاعب يمكن أن يذهب للشكوى في أقرب مركز شرطة أو إلى الإمارة.
والواقع أننا نجل ونقدر مشايخنا ونحترم كل ما يدلون به ولكنني أقول للشيخ الدكتور عيسى الغيث: على هونك، فالقضية رياضية ولا تحتمل كل ما ذهبت إليه، وذلك لا يعني أنني أقر تصرف رادوي إطلاقاً وأتصور أن العقوبة كانت غير مقنعة، ولكن في كل الأحوال من المفترض أن تبقى الرياضة في المحيط الرياضي الذي يتمتع بخصوصية لا يعرفها إلا الرياضيون، ومن هذا المنطلق فمن المفترض أن يتم إنشاء محكمة رياضية لحسم كل القضايا المتعلقة بالرياضة والرياضيين حتى لا نصل إلى الجلد وعندها تحل الكارثة، فهل يعقل أن نجلد لاعبين دوليين مثل رادوي أو ويلهامسون أو فيقاروا أو نونو فتتناقل وسائل الإعلام العالمية الخبر؟!