|


نبيه ساعاتي
نكون أو لا نكون
2011-01-13
بصفة عامة أؤمن بأن التريث في اتخاذ القرارات مطلب ملح لنجاعته، بحيث يتم تمحيص المعطيات وتقييم الانعكاسات، ومن ثم اتخاذ القرار الذي يفرضه الصالح العام بعيداً عن الزلل الذي قد يكون مع الاستعجال، ولكن في كرة القدم الأمر يختلف بعض الشيء، حيث تسير الأحداث بوتيرة متسارعة، وما لم يتم التفاعل معها بقرارات سريعة تتراكم وتلقي تالياً بظلالها السلبية على النتائج، وهي الوحيدة التي يعترف بها الجمهور الرياضي الذي لا تعنيه التفاصيل، وإنما يتطلع دوماً إلى الإنجازات والبطولات.
ومن هذا المنطلق فإنني أرى أن القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة والقاضي بإقالة بيسيرو كان صائباً، لأن الانتظار كان يعني مزيداً من التفريط وضياع فرص التأهل إلى الأدوار التالية في بطولة الأمم الآسيوية التي يخوض منتخبنا الوطني اليوم ضمن فعالياتها مباراته الثانية أمام المنتخب الأردني الشقيق، والذي بكل تأكيد لن يكون صيداً سهلاً لنا لمجرد أننا أقلنا المدرب لاسيما وأنه قد حقق نتيجة جيدة أمام المنتخب الياباني ويتطلع إلى التأهل إلى المرحلة التالية وذلك من أبسط حقوق النشامى.
إلا أننا في المقابل نثق في صقورنا الخضر، ونعلم بأن كلمة مدوية ستكون لهم اليوم مع مدربنا الوطني ناصر الجوهر الذي نتمنى له كل التوفيق في هذه المهمة الصعبة التي ستكون بمثابة نكون أو لا نكون، فبعد الخسارة الأولى، الثانية تعني المغادرة بوفاض خال، وهو أمر لم يتعود عليه الشارع الرياضي في بطولته المحببة الأمم الآسيوية.
وقبل أن أختم أقول بواقعية هدفها مصلحة الرياضة في وطننا الغالي بصراحة: الرياضة السعودية تسجل تراجعاً ملموساً في كل أنشطتها، مما يعني أن هناك خللاً ومعالجته تتطلب قرارات يفرضها العمل المؤسساتي وذلك ما لم نشاهده، فكل ما هناك لجان متعددة ومتنوعة، وفي عرفنا تقويض قضية يكفله تكوين لجنة، إلى جوار بعض القرارات التي فرضها الاتحاد الآسيوي وذلك لا يكفي إطلاقاً لتحقيق نقلة نوعية في مسيرة الرياضة السعودية التي تحتاج بتجرد إذا ما أردنا لها العودة إلى عمل شامل ومنظم يمتد إلى الهيكلة بحيث يتم الاستفادة من الكفاءات الوطنية الشابة ويصل إلى الأكاديميات والرياضة المدرسية والخطط المستقبلية إلى جوار الإستراتيجيات العريضة.