|


نبيه ساعاتي
الوجه القبيح للرياضة
2010-10-21
عناوين عريضة ترتسم أمام الرياضة والرياضيين كالأخلاق الرياضية واللعب النظيف وحمامة السلام وسفراء النوايا الحسنة وما إلى ذلك من ألقاب منمقة نكاد معها نظن أن الرياضة أنموذج لمدينة أفلاطون الفاضلة.
والواقع أنني كنت أتمنى لو أنها كانت كذلك كوني رياضياً حتى النخاع وتجدني أناصر الرياضة والرياضيين في كل اتجاه، بل هي من المفترض أن تكون كذلك ولكن دعونا نكون واقعيين فالرياضة جميلة ومفيدة وآخاذة في بعض الأحيان ولكن بعدما ارتكنت كلياً على المادة كمحور أساسي لحراك ميادينها أصبحت تحمل وجهاً قبيحاً لا يراه الكثيرون أو قد لا يرغبون في رؤيته على اعتبار أنهم سعداء بما يشاهدونه على المستطيل الأخضر.
ففي أسبانيا الإنفاق المالي وصل إلى خانة المليارات مما آثار الشكوك حول عمليات غسيل أموال واسعة تدور في رحى التعاقدات الفلكية ولقد خاض رئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني قبل فترة على استحياء في حديث يشير إلى الريبة في بعض الصفقات المدوية، وفي إيطاليا ـ التي يرأس رئيس وزرائها بيرلسكوني نادي أي سي ميلان رغم انشغالاته السياسية الجمة ـ أعلن عن رشاوى وتلاعب بالنتائج ومخالفات كبيرة يشهدها الكالتشيو، ألمانيا هي الأخرى لم تخلو من الفساد الرياضي الذي يتخذ أشكالاً أخرى في بعض الأحيان مثل انتشار المنشطات والمخدرات والمشروبات الكحولية بين الرياضيين ناهيك عن المراهنات والغش والممارسات اللا أخلاقية، ولن أتحدث تفصيلاً عما نشرته الصندي تايمز حول تورط اثنين من أعضاء المكتب التنفيذي لـ(فيفا) أبدياً استعدادهما لقبول الرشوة لقاء التصويت لدولة بعينها.
إن دافعي لكتابة هذه السطور هو التنبيه إلى ما يدور من حولنا حتى لا يتسلل إلينا فنحن كما هو معروف وكما قال ماكماهان العالم الكندي في مطلع الستينات الميلادية إننا نعيش في قرية كونية يتأثر من في أقصاها بما يدور في أدناها وفي نفس اللحظة فالرياضية بصفة عامة رائعة ولكن لها وجه قبيح من المفترض أن نحذر منه قبل أن يتمكن منا.
وعلى الجانب الآخر فإنني أجدها فرصة لأحذر رجال الأعمال العرب الذين بدؤوا في الآونة الأخيرة يتوسعون في شراء الأندية الأوروبية بأن في ذلك مخاطرة كبيرة فدوران المال الرياضي هناك يثير القلق وتمكن التضخم من بورصة اللاعبين والمديونيات وصلت إلى حد يفوق احتمال الأندية لذلك أتوقع انهيارا كبيرا ووشيكاً سيحدث لأندية أوروبا قد يستنزف أموال إخواننا المستثمرين العرب.

خذلتنا يا هلال
صدمت بالمستوى المتواضع الذي ظهر به الهلال هنا في الرياض أمام ذوب أهن ضمن فعاليات دور الأربعة للبطولة الآسيوية التي كنت أمني النفس بحصول الزعيم عليها في ظل المستوى الرائع الذي قدمه هناك في إيران رغم الخسارة، فما قدمه الهلال في لقاء الذهاب كان يوحي بفوز هلالي عريض في مباراة الإياب لاسيما وأنه مدعوم بنحو سبعين ألفاً من جماهيره، ولكن بصراحة خذلنا الهلال ولم يكن عند حسن ظن جماهير الكرة السعودية ليس فقط الهلالية.
لا بأس لو قدم الزعيم مستوى مقنعاً عندها لقلنا هذا حال الكرة ولكن بواقعية وتجرد لم يظهر الهلال في ليلة الأمس ولم يقدم الزعيم ما يشفع لتجاوز الفريق الإيراني، وأتصور أن الإعداد النفسي لم يكن جيداً، كما أن قضية استمرار جيرتس ورحيله أخذت مساحة هلالية واسعة، فالرجل مشغول بالإعداد لقيادة المنتخب المغربي وكان من المفترض أن يفرغ لهذه المهمة مبكراً.
ولن أنسى لاعبي الهلال الذين ظهروا وكأنهم أشباح يمرحون على المستطيل الأخضر وفي مقدمتهم ويلهامسون ونيفيز وياسر والفريدي ورادوي والبقية إلا من رحم ربي فكانت النتيجة ليس خروجاً فحسب بل بخسارة مؤلمة لزعيم كنا نعول عليه كثيراً في استعادة مكانة الكرة السعودية آسيوياً ولكنه أخفق.

كان بالإمكان أحسن مما كان
قد لا ألوم مدرب الشباب على البدء بخمسة مدافعين ولكن كان من المفترض أن يشرك فوساتي عبده عطيف مع بداية الشوط الثاني بعدما تأخر بهدف، ومن ثم عقب مرور خمس عشرة دقيقة بالكثير يشرك السلطان حتى يعود إلى المباراة، فالخسارة بهدف مثل عشرة ولكنه انتظر إلى ما قبل عشر دقائق وأشرك الأول ثم خمس دقائق وأشرك الثاني فحلت كارثة الخروج المر من البطولة الآسيوية.
والواقع أن ذلك لم يكن السبب الوحيد وراء الخسارة وإنما أيضاً حالة الارتباك الغربية التي لازمت اللاعبين منذ بداية المباراة وحتى نهايتها وبالذات من وليد عبدالله، كما أن استبدال الشهيل كان خطأ فادحاً حيث كان الأبرز في صفوف الشباب حتى بعد تقدمه إلى خط الوسط.
أختم بالقول إن فريقاً تستقبل شباكه ثلاثة أهداف على أرضه وبين جماهيره من الصعوبة بمكان ألا تستقبل شباكه هدفاً على أقل تقدير على ملعب الخصم، عموماً حظ أوفر لليث في المسابقات المقبلة.
ـ في مقال سابق قلت إن هذا الجيل قادنا من إخفاق إلى آخر وما زال، فخرج الشباب وتبعه الهلال فكان ذلك ضربتين مؤلمتين للكرة السعودية.