|


نبيه ساعاتي
وداعاً جيل الإخفاقات
2010-10-14
أبدع الطغرائي عندما قال:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
 فحياتنا هي عبارة عن آمال متوالية نسعى حثيثاً لتحقيقها، فنفلح فيما وفقنا فيه المولى سبحانه وتعالى، وما دون ذلك يبقى أبداً عندنا الأمل بأن الربيع آت ولو بعد حين، تماماً كما قال فرجيل: ما العمر إلا آمال نسعى خلفها سعي الصياد خلف الطرائد.
وبالأمس انبعث فينا أمل غد مشرق للكرة السعودية عندما قدم منتخب الشباب ملحمة كروية رائعة تبلور في كنفها فنون كرة القدم ولاحت في ثناياها  آفاق مستقبل واعد ظننا لوهلة أنه بعيد، بيد أن الأبطال كان لهم رأي آخر فأجزموا عبر عطاء راق ومهارات أخاذة على المستطيل الأخضر وروح عالية وحماس منقطع النظير في أعماقهم أنه أقرب مما نتوقع.
شبابنا تأهلوا إلى كأس العالم إثر فوزهم على منتخب أوزبكستان عن جدارة واستحقاق بهدفين لهدف بعد تأخرهم مطلع الشوط الأول، وذلك بلا شك أمر أسعدني والمعيار بالنسبة لي ليس نيل اللقب الآسيوي وإن كنت أتمنى ذلك ولكن ما أثلج صدري حقيقة المواهب التي تعج بها صفوف المنتخب الشاب بدءاً بالدفاع ومروراً بالوسط وحتى المقدمة، فبشفافية الإخفاقات التي شهدتها الكرة السعودية في السنوات الماضية وغيابها عن منصفات التتويج لفترة ليست بالقصيرة كانت أساساً بسبب ضعف القاعدة، أما الآن فلي أن أمني النفس بإنجازات عريضة سيحققها الأخضر في المستقبل القريب.
ولعل الأجمل من ذلك أن منتخب الناشئين هو الآخر الذي قدم مستويات مشرفة بنجومه الواعدة  رغم أنه لم يحقق اللقب ولا بأس فالبطولات والنتائج على مستوى الفئات السنية ليست هدفاً إستراتيجياً نلهث وراءه ولا غاية نرمي لها وإنما الأهم أن تكون نواة لأخضر جسور مستقبلاً.
إذاً فلنا أن نودع جيل الإخفاقات والذي يتزعمه نور وعبد الغني وياسر والحارثي ذلك الجيل الذي قادنا من إخفاق لآخر وأتحفنا بثمانية مذلة وغاب عن منصات التتويج لسنوات طويلة وجرعنا مرارة الفشل وعجز عن رسم الابتسامة على محيا محبي الكرة السعودية الذين تعودوا على الإنجازات والبطولات التي حققها جيل ماجد والنعيمة وسامي والثنيان والهريفي وجميل، وفي المقابل نرحب بجيل أبناء باخشوين والقروني الذين نعول عليهم في ملامسة تطلعاتنا والرقي بمسموعاتنا الكروية.
 
إنجاز الشربتلي
هناك في ليكسينتون الأمريكية كان لنا إنجاز عالمي جديد يضاف بماء من ذهب إلى سجل إنجازاتنا الرياضية العملاقة حيث حل الفارس السعودي عبد الله الشربتلي ثانياً على مستوى العالم في فردي قفز الحواجز وهو الذي أنهى الجولة الأولى بثمانية أخطاء ولكنه عاد بقوة على أفراس المتنافسين الثلاثة الآخرين في الأشواط الثلاثة الأخيرة عندما أفلح في إنهائها بلا أي أخطاء ليفاجئ العالم بخطفه الميدالية الفضية وهي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط .
ولي هنا أن أشكر الفارس الشربتلي على هذا الإنجاز التاريخي الذي يبعث على الفخر والاعتزاز لنا كرياضيين سعوديين، وأجزم بأنه لم يكن ليتحقق لولا اهتمام خادم الحرمين الشريفين ـ أطال الله في عمره ـ شخصياً بهذه الرياضة الأصيلة والتي تضرب بجذورها في أعماق الحضارة الإسلامية.  

مقتطفات
ـ الأمير عبد الله بن سعد قدم براهين على أن هناك لغط حدث في انتخابات الوحدة ولكنها بصراحة يا عزيزي هي جزء من اللعبة وأتمنى الآن وبعدما فرغنا من الانتخابات بسلبياتها وإيجابياتها أن يلتف الوحداويون حول الرئيس من أجل الوحدة وبعيداً عن أي اعتبارات أخرى.
ـ تابعت بإعجاب منافسات كأس العالم للكرة الطائرة والتي فاز بها المنتخب البرازيلي بسهولة غير متوقعة عندما انهار المنتخب الكوبي أمام السامبا في النهائي وأخفق في الحصول ولو على شوط واحد وهو الذي تغلب على البطل في مباريات المجموعة بثلاثة أشواط لاثنين، طبعاً الحقيقة المرة بعيداً عن ذلك أن الفوارق باتت كبيرة جدا بيننا وبنيهم ولن تزول بل  هي آخذة في الزيادة.
ـ تفجيرات نادي الوحدة اليمني التي حدثت وسط الأسبوع الجاري هي من وجهة نظر شخصية وأنا لا أفهم في السياسة (رسالة) للرياضيين الخليجيين بأنهم لن يكونوا بمنأى عن نيران الإرهاب.. والله يستر.
ـ كما أسلفت فإن الإنجاز في الفئات السنية وسيلة وليس غاية وبالتالي ما سيقدمه الأخضر الشاب اليوم أمام أستراليا لن يضيف كثيراً ولكن من الممكن تجاوز الكانجر الأسترالي شريطة الحذر من الكرات العالية فقط.
ـ للعلم يا أهل العقل عبد الله كعكي لا يمتلك المخزون التاريخي الذي يؤهله للخوض في قضية تأسيس الوحدة المحسومة رغم اجتهادات البعض من المتعطشين للزخم الإعلامي.