|


نبيه ساعاتي
الكُرِينَـا
2010-06-10
غداً لنا موعد مع الكرنفال الكروي العالمي الذي تحتضنه أفريقيا لأول مرة في التاريخ عبر جنوب أفريقيا البلد الذي لبس أجمل الحلل لاستضافة الكرويين من شتى بقاع المعمورة الذين يخوضون منافسات وسط تطلعات مختلفة، فهناك من يرغب في تسجيل الحضور بينما غيرهم يتطلع إلى أفق آخر يتجسد في التأهل لمراحل تالية، أما الكبار فيبحثون كعادتهم عن الألقاب.
- وعندما نتحدث عن لقب كأس العالم تحضر على الفور منتخبات عتيدة مثل البرازيل أولاً ثم إيطاليا والأرجنتين وألمانيا فهذه المنتخبات المتمرسة لا يمكن بحال أن نستبعدها عن المنافسة ولكن في هذه المرة أعتقد أن منتخباً مثل أسبانيا بطل أوروبا سيكون حاضراً وبقوة أيضا لن أغفل المنتخب الإنجليزي الذي نتوقع منذ عام 1966م أن ينافس على اللقب ولكنه في كل مرة يخذلنا إلا أننا رغم ذلك لا يمكن أن نغفله وكيف نفعل ونحن نتابع نزالات الدوري الإنجليزي المثيرة، كذلك أضيف إلى هذين المنتخبين هولندا.
- هم سيتنافسون أما نحن فلأول مرة منذ نحو عقدين من الزمان سنتفرج بأعصاب هادئة لأننا لم نفلح - لأسباب مازالت في معظمها قائمة بل ونصر عليها - في التأهل وأجدها في خضم ذلك فرصة لأدعوكم معي للتمعن في مجريات كأس العالم التي انطلقت في عام 1930م في الأوروجواي بمشاركة (13) منتخباً فقط بينما يشارك في فعالياتها حالياً نحو (32) منتخباً، وعندما يسرد الاتحاد الدولي تاريخ البطولة يعود إلى عام 1930م لأن التراكم التاريخي يمثل ثروة لكرة القدم العالمية أما بالنسبة لنا فنحن للأسف نختزل (20) عاماً من تاريخنا الكروي هكذا بكل سهولة، فالدوري بدأ لدينا رسمياً في عام 1377هـ وفق ثوابت جلية ولكننا نتنازل عن هذا الكم من السنين بسذاجة لا تخدم الصالح العام ونقول إنه بدأ في عام 1396هـ.
- يا سادة إن الكرة من شواهد حضارتنا فلا تبخسونا حقوقنا لأن الحضارات الإنسانية تتسابق من أجل كسب أولوية ممارسة كرة القدم فكثير منها تدعي أنها أول من لعب الكرة مثل الصينيين الذين يزعمون أنهم أول من زاولوا كرة القدم بطريقة بدائية منذ عام 2500 ق.م وكانت حينها تسمى (تسوشو) وأن منبع الفكرة هو أسلوب حربي يجمع بين الدفاع والهجوم، اليابانيون بدورهم أكدوا أن كره القدم عرفت في اليابان وكانت تسمى باسم ( كيماري) منذ نحو(14) قرناً، واليونانيون يقولون إنهم أول من مارسوا الكرة وكانوا يطلقون عليها اسم (بيسكيروس) وكذلك فعل الرومانيون عندما أجزموا بأنهم ابتدعوا كرة القدم وأطلقوا عليها اسم (هاباستوم)، وإخواننا المصريون أيضا كان لهم رأي في هذا المحفل حيث أرجعوا اللعبة إلى العصر الفرعوني.
- وأجمل ما قيل في هذا السياق ما طرحه الشيخ أبو تراب الظاهري ـ رحمه الله ـ والذي أكد أن العرب أول من مارسوا لعبة كرة القدم واستشهد على ذلك بشعر عمرو ابن كلثوم الذي يقول:
يُدَهْدُونَ الرُّؤُوسَ كَمَا تُدَهْدَي حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِهَا الكُرِينَـا
- وسيبقى الجدل التاريخي أبداً ليس في المجال الرياضي وإنما في كافة المجالات كما قال المؤرخ أرنولد تويمبي ولكن هناك فرق بين الاختلاف في الآراء ووجهات النظر وبين تكفين معطيات تاريخية ثابتة لأهداف تتنافى مع الصالح العام.
- عموماً سحر كرة القدم جعلها تستحوذ على اهتمام غالبية سكان البسيطة وأجمل ما فيها أنها تقوم على الإبداع ولا تخلو من الإثارة والتشويق، فدعونا نستمتع بالحدث الكروي الأهم لنستخرج منه بعض الدروس والعبر لعلها تفيدنا مستقبلا!.

أمير الإعلام الرياضي
في خطوة تستحق الثناء والتقدير اتخذ الأمير طلال بن بدر رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة السلة مبادرة تكريم الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام المشرف العام على القناة الرياضية نظير ما قدمه سموه من عطاء متدفق مقرون بفكر مستنير ساهم بشكل مباشر في إحداث نقلة نوعية في مسيرة الإعلام الرياضي المرئي حتى أصبح أداة فاعلة ومؤثرة في تنمية وتطوير رياضة الوطن بمختلف أنواعها، ليس ذلك فحسب بل إن قناتنا الذهبية نجحت تحت قيادة أمير الإعلام الرياضي في سحب البساط من القنوات الفضائية التجارية ذات الإمكانيات الواسعة واستطاعت أن تسجل حضوراً راقياً تبلورت في ثناياه رسالة الإعلام البنّاء والهادف الذي يرتكز على الموضوعية ويستند على المنطقية في الطرح فحازت على إعجاب الرياضيين بمختلف ميولهم وانتماءاتهم وهو أمر صعب المنال إلا على رجال نعوّل عليهم في دفع عجلة ازدهار الرياضة السعودية عبر إعلام ينير درب الإنجازات.