|


نبيه ساعاتي
كلمات خالدة
2010-05-27
بشغف تابعت حديث الأمير خالد بن عبد الله عبر أبو ظبي الرياضية فخرجت منه بحكم وعبر ولكن قبل أن أخوض فيها دعوني أوضح حقيقة جلية عاصرتها شخصياً والتي تتلخص في أن أبا فيصل كان لاعباً فذاً في خط الوسط واستطاع أن يحجز له مكاناً بفضل إمكانياته فقط على الخارطة الأهلاوية التي كانت في ذلك الوقت تضم تخمة من النجوم، وعلى الجانب الآخر فإن أخلاقيات خالد بن عبد الله جلية ولا يمكن أن ينكرها القاصي فما بالك بالداني، أما الديكتاتورية فهي أبعد ما تكون عنه إذ إن شخصاً في مكانته وإمكانياته كان من الممكن أن يتخذ قرارات فردية نافذة ولكن كلنا يتتبع اجتماعات الأهلي التي تخرج عنها قرارات لا تخلو من الديمقراطية، بقي أن أدعوكم للتأمل في الكلمات التالية:
ـ تعلمنا من خادم الحرمين الشريفين احترام الآخرين، وأبلغ شخصياً أن صفة الإمارة التي اكتسبناها لا تكتمل إلا باحترام الآخرين والتواضع أمامهم وأن الأمير الحقيقي بأخلاقه وليس بالمسمى فقط.
ـ الخصخصة نسمع عنها منذ سنوات وهي تتطلب تطوير الأنظمة والإجراءات حتى تشجع المستثمرين على الدخول في المجال الرياضي لان رأس المال جبان وصاحبه يبحث عن توفير الأمان ومن ثم جني الأرباح ولا بد في هذا السياق الاستعانة ببيوت الخبرة المالية والقانونية والاستفادة من تجارب الآخرين ولا أعني أوروبا وإنما اليابان وكوريا الجنوبية.
ـ عدم التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا بسبب عدم الاهتمام بالمراحل السنية، وفي المقابل فإن تواصل حضور الكرة اليابانية ونظيرتها الكورية في النهائيات يعود إلى الاهتمام بالقاعدة الرياضية، ولعل الدليل يتجسد في غياب منتخباتنا السنية عن التأهل لنهائيات كأس العالم والإنجازات.
ـأستغرب عدم دخول قطاعات البنوك التجارية في الاستثمار الرياضي وليكن دعماً للمجتمع من خلال الرياضة فهذه البنوك تحقق أرباحاً طائلة وليس عليها أي ضرائب.
ـ علاقتي بمدينة جدة علاقة عشق والإنسان بطبيعته يحب الارتباط بالمدينة التي عاش فيها، ولجدة مكانة في نفسي تشعرني بالراحة النفسية.
ـ عدا الفقرة الأخيرة التي ذكرتها لأنني أعشق من يعشق جدة أقول إن ما ذكره الأمير خالد أعلاه هو بمثابة روشتة راقية كتبها خبير متمرس لكيفية النهوض بالأنشطة الرياضية.

ملاعب كرة القدم
قد لا يبدو جلياً ولكن للعلم فقط فإن معظم أرضيات ملاعب كرة القدم العالمية أصبحت عبارة عن نجيله صناعية ولكن ليست كسابقتها تلك التي كانت قبل نحو ثلاثين عاماً عندما ابتكرت شركة استرو تورف هذه الفكرة والتي شهدت بعض القصور إثر انعكاسات سلبية على سلامة اللاعبين، فالنجيلة الصناعية الحديثة (بنظاميها الشعيرات الأحادية أو الأنسجة الثلاثية) معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي لا تقل جودة عن العشب الطبيعي بل وفي دراسة لجامعة ألمانية متخصصة أظهرت النتائج أن العشب الصناعي يساعد على مرونة حركة اللاعبين ودقة تمرير الكرة.
ولقد نجحت شركة قرين فليدز الهولندية وغيرها من الشركات المتخصصة في تطوير النجيلة الصناعية حتى أصبحت لا تشكل خطراً على اللاعبين بل فإن لها مميزات إضافية عديدة جعلت أعلى سلطة كروية في العالم تعتمدها رسمياً وأذكر منها أنها تساعد على عدم تراكم مياه الأمطار لوجود شبكة تصريف تحت النجيلة أيضا تساعد أرضية الملعب على ترشيد استهلاك المياه والطاقة إلى جوار أنها تجعل الكرة تنتقل من مكان لآخر بسلاسة كما أن تساوي العشب ونوعيته يساهمان في الحفاظ على سلامة اللاعبين كل ذلك إلى جوار طول عمر النجيلة وانخفاض قيمة صيانتها وفي ضوء ذلك أعطى الاتحاد الدولي لكرة القدم الضوء الأخضر لاعتماد النجيلة الصناعية بشكلها الحالي ووفق مواصفات دقيقة لتدشين أول ملعب من هذا النوع في عام 2003م بمدينة هود النرويجية وإثر النجاح الكبير الذي تحقق جراء هذه الخطوة تم اعتماد إنشاء العديد من الملاعب حتى بلغت نحو ألف ملعب حول العالم والعدد في زيادة مطردة.
وعلى اعتبار أننا بصدد إنشاء المزيد من الملاعب الرياضية وفي مقدمتها ملعب الملك عبد الله الدولي بجدة فإنني أتمنى أن تكون الأرضيات بهذه المواصفات ومطابقة لشروط الاتحاد الدولي لكرة القدم وحبذا لو يتم بعد ذلك تغيير أرضيات الملاعب الأخرى تدريجياً، وبالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن الجو لدينا حار وجاف ولا يساعد العشب الطبيعي على الاستمرار بنفس الجودة لمدة طويلة ولعل نظرة واحدة على أرضية ملعب الملك فهد تكفي للتدليل على هذا الواقع.