نيمار يقود حلم البرازيل باستعادة المجد في مونديال روسيا
تسبب تدخل عنيف للغاية من الكولومبي كاميلو زونيجا، في خروج المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا مصابًا، من دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، والتي كان من المفترض أن تكون مونديال نيمار، ومنذ ذلك الحين، انصب تركيز نيمار على إصلاح ما أفسدته الإصابة، حيث خرج المنتخب البرازيلي من مباراته أمام ألمانيا في المربع الذهبي للبطولة بهزيمة ثقيلة 1/7 في غياب الساحر البرازيلي الشاب، ثم خسر راقصو السامبا أمام المنتخب الهولندي 0/3 في مباراة تحديد المركز الثالث.
وبعد مرور أربع سنوات، أصبح نيمار أكثر نضجا كما أصبح محاطا الآن بفريق أقوى، ويدرك النجم البرازيلي أن وقته حان بالفعل، وأن بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، تمثل فرصة رائعة للتعويض والثأر وتحقيق المجد.
وفي هذا البلد، الذي يتصدر منتخبه قائمة أكثر المنتخبات فوزًا باللقب العالمي على مدار التاريخ، يحتاج اللاعب للفوز بلقب كأس العالم ليصبح أسطورة حقيقية.
وسبق لكل من بيليه وجارينشيا ورونالدو وروماريو الفوز باللقب العالمي مع المنتخب البرازيلي، فيما غاب اللقب عن مسيرة لاعبين رائعين وبارزين آخرين مثل زيكو وسقراطس.
ويأمل الجميع في البرازيل أن يحمل نيمار كأس البطولة العالمية في العاصمة الروسية موسكو في 15 يوليو المقبل، لينضم إلى نادي العظماء في تاريخ كرة القدم البرازيلية، ولكن المجد الوطني ليس كل ما يصبو إليه نيمار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث يطمح اللاعب البرازيلي، في أن يكون اللقب العالمي في روسيا طريقه لخطف لقب أفضل لاعب في العالم، فيما لا يزال نيمار حاليا خلف كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني بخطوة واحدة.
ويبدو لقب كأس العالم ولقب أفضل في لاعب في العالم هما الهدف الرئيسي لنيمار في الوقت الحالي، حيث قال نيمار في ديسمبر الماضي: "إذا تحدثنا عن الأحلام، هناك شيء واحد فقط في عقلي، وهو لقب كأس العالم، بالنسبة لي ، كأس العالم هو أهم شيء، أصلي لله كل يوم، ليضعنا على الطريق الصحيح للفوز باللقب".
ووضع نيمار عينيه على هذا الهدف منذ فترة طويلة، وفي كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، دار كثير من الجدل حول إمكانية مشاركته مع الفريق في هذه البطولة تحت قيادة المدرب كارلوس دونجا، حيث برز مستوى اللاعب وأصبح نجما مع سانتوس البرازيلي في ذلك الوقت، رغم عدم تجاوزه الثمانية عشر من عمره، ولم يقع اختيار دونجا على اللاعب ليغيب عن مونديال 2010، واعترف نيمار بعدها بعامين: "كنت أود أن أكون ضمن قائمة الفريق في هذه البطولة، ولكن القرار كان للمدير الفني، وأنا أحترم القرار، احتفلت كثيرًا في منزلي مثل باقي البرازيليين".
وكانت كأس العالم 2014 في البرازيل فرصة هائلة ورائعة، حيث أقيمت البطولة في البرازيل، وبعدما أثبت نيمار مكانته ضمن أبرز النجوم في العالم من خلال موسم واحد في صفوف برشلونة الإسباني، وقال قبل انطلاق فعاليات البطولة: "لا أبالي بأن أكون أفضل لاعب، لا أبالي بأن أكون الهداف، أريد فقط الفوز باللقب للمنتخب البرازيلي"، ولكن حلمه تحول إلى كابوس، حيث أنهى المنتخب البرازيلي البطولة بهزيمتين متتاليتين في غياب نيمار عن صفوف الفريق بسبب الإصابة، ليحتل الفريق المركز الرابع، وحتى دور الثمانية في هذه البطولة، سارت الأمور على ما يرام بالنسبة لنيمار، حيث تصدر الفريق مجموعته في الدور الأول واجتاز دور الستة عشر بمساعدة التحفيز الجماهيري، رغم معاناته في مواجهة منتخب تشيلي، ولكن نيمار أصيب في دور الثمانية أمام المنتخب الكولومبي، ثم سقط منتخب السامبا في فخ الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الألماني، في المربع الذهبي، ليتبخر حلم اللقب العالمي السادس أمام عيني نيمار الذي جلس لمتابعة فريقه من خارج الملعب، ومنذ ذلك الحين، ينتظر البرازيليون اللحظة التي يتوج فيها الفريق باللقب العالمي السادس، ليواري الفريق الأشباح التي أطلقتها الهزيمة الثقيلة أمام المانشافت، وما بين هذا الختام الحزين لمسيرة الفريق في المونديال البرازيلي، والبداية المرتقبة للنسخة الجديدة المرتقبة في روسيا، عزز نيمار وضعه كنجم كبير على ساحة كرة القدم الأوروبية، كما أكد دوره كأفضل لاعب برازيلي في هذا الجيل.
وفاز نيمار مع برشلونة في 2015 بلقب دوري أبطال أوروبا، وكان أحد أفضل هدافي البطولة، حيث سجل عشرة أهداف وحل خلف ميسي ورونالدو فقط في قائمة هدافي تلك النسخة من دوري الأبطال، كما شكل مع ميسي والأوروجوياني لويس سواريز في برشلونة أحد أقوى خطوط الهجوم في تاريخ كرة القدم، ولكنه فاجأ الجميع في صيف 2017 وترك برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي سدد إلى برشلونة قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب والتي بلغت 222 مليون يورو ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ كرة القدم.
وخمن بعض المراقبين في أغسطس 2017، أن رغبة نيمار في أن يصبح أفضل لاعب في العالم، وأن يكون قائدًا لهذا الجيل من النجوم الواعدين كان عاملاً حاسماً في انتقاله من برشلونة والابتعاد عن زمالة ميسي، لكنه لم يقدم بالفعل الفوائد العديدة التي توقعها باريس سان جيرمان، كما أبعدته إصابة في القدم عن المباراة الحاسمة بين سان جيرمان وريال مدريد الإسباني في دوري الأبطال الأوروبي، بل إن الإصابة أثارت بعض الشك حول إمكانية لحاقه بالمونديال الروسي قبل أن تتأكد مشاركته في المونديال.