|


ميسي وفرصة المونديال الأخيرة

2018.06.04 | 01:28 pm

"الآن أو لا للأبد".. هكذا يعبر نجم كرة القدم الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي، عن الإنجاز الوحيد الذي لم يحققه في مسيرته الكروية حتى الآن، وهو الفوز بلقب كأس العالم، ويأمل ميسي الذي بلغ مرحلة هائلة من النضج الكروي، أن يستغل الفرصة التي قد تكون الأخيرة له، للتتويج بلقب المونديال عندما يخوض فعاليات النسخة الجديدة التي تستضيفها روسيا من 14 إلى 15 يوليو المقبلين.



وتأتي هذه النسخة في الوقت التي امتزجت فيه الخبرة بالعبقرية، التي جعلت ميسي أسطورة، ولكنها تأتي أيضا في وقت يحتاج فيه جسد اللاعب إلى عناية خاصة حتى يستطيع الأداء بالشكل المناسب.
ويحتفل ميسي بعيد ميلاده الحادي والثلاثين بعد أيام من بدء فعاليات المونديال الروسي، ويدرك اللاعب أنه أمام فرصة أخرى لتصحيح أوضاعه مع المنتخب الأرجنتيني الذي خسر معه ثلاث مباريات نهائية على التوالي، حيث سقط معه أمام المنتخب الألماني 1-0 في نهائي مونديال 2014 في البرازيل، ثم خسر بركلات الترجيح أمام تشيلي في كل من النسختين الماضيتين لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبة (كوبا أمريكا) في 2015 و2016.



واعترف ميسي: "لن تكون هناك فرصة أخرى، أحتاج للتفكير بأنها ستكون الأخيرة، ومحاولة تحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذه الفرصة، أتمنى تحقيق الفوز، سيكون هذا أمرًا مثيرًا".
وينتمي ميسي المولود في 24 يونيو 1987 بمدينة روساريو التي تقع على بعد نحو 300 كيلومتر شمال العاصمة بوينس آيرس، لعالم كرة القدم منذ سن مبكرة للغاية، وبالتحديد منذ لعب مع أصدقائه في شوارع حي لاباخادا في مدينة روساريو الأرجنتينية، وعمد ميسي في البداية إلى ركل الكرة تجاه الحائط الذي كان يرسم عليه قائمًا وعارضة المرمى، ومنذ ذلك الحين، أحرز ميسي أعداد هائلة من الأهداف.



ولا يزال ميسي مفتخرا بأصوله رغم أنه قضى معظم حياته في أوروبا، ولهذا، لم يتردد في إقامة حفل زفافه على صديقة العمر أنتونيلا روكوزو في 30 يونيو 2017 ، ووجد ميسي الطمأنينة وسط ذويه وأصدقائه في منطقة "بويبلو إستر" المطلة على نهر بارانا بعيدا عن ضجيج المشجعين، وخلال مسيرته مع برشلونة، حطم ميسي كل الأرقام القياسية، وكان بإمكانه اللعب للمنتخب الإسباني، ولكنه استجاب لاستدعاء المنتخب الأرجنتيني وخاض أول مباراة له بقميص التانجو خلال المباراة الودية أمام منتخب باراجواي، على مستوى فريقي الشباب (تحت 20 عاما) وذلك في يونيو 2004.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت جهود ميسي مقسمة بين برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، وفاز ميسي مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في 2005 وبالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية (بكين 2008) ولكنه لم يحرز أي لقب مع المنتخب الأول سواء على المستوى القاري أو العالمي.



واحتاج ميسي إلى سنوات عديدة ليترك أثرا لدى مشجعي التانجو، فيما أدى إحباطه وخيبة أمله إلى اعتزال اللعب الدولي، بعد الهزيمة أمام تشيلي بركلات الترجيح في نهائي كوبا أمريكا 2016 ، ليبتعد عن منتخب التانجو لشهور قليلة، ورغم هذا، عاد اللاعب لمعاونة الفريق على التأهل للمونديال الروسي.
وخاض ميسي فعاليات مونديال 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، لكنه لم يسجل أي هدف للتانجو الأرجنتيني في الأدوار الإقصائية بهذه النسخ الثلاثة، ولهذا ، سيتعامل ميسي مع النسخة المقبلة في روسيا على أنها فرصة هائلة، بشرط أن تسعفه اللياقة البدنية على اغتنام هذه الفرصة بعد موسم طويل وشاق.



وأوضح ميسي: "مع الكبر في السن، يتعلم اللاعب أشياء كثيرة داخل الملعب، ربما في الماضي، كنت أستحوذ على الكرة ثم أؤدي المهمة بنفسي أو أحاول تأديتها بنفسي، الآن أحاول أن أججعل الفريق يلعب، أحاول الاستحواذ على الكرة، ولكنني لا أحاول التسديد، أحاول ألا أكون أنانيا".