كيف اعتنى رونالدو بجسده طوال هذه السنوات؟

2018.06.04 | 01:39 pm

رغم مشاركته في ثلاث نسخ سابقة من البطولة، لم يصل البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني بهذا المستوى الجيد، الذي يتمتع به قبل المشاركة في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، حيث اعتاد على مدار سنوات طويلة أن يخوض مواسم طويلة وشاقة، مما دفعه في الموسم الماضي إلى الاتفاق على "وسيلة علمية صحية" لعناية أفضل بجسده، وكنت النتائج رائعة، فرغم بلوغه الثالثة والثلاثين، لم يشهد مستوى رونالدو أي انهيار أو تراجع حاد، وهو ما تظهره إحصائيات اللاعب عامًا بعد الآخر، وكذلك فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العام خلال العامين الماضيين، وما زالت الفرصة سانحة أمام رونالدو لإحراز الجائزة في 2018، لتكون الثالثة على التوالي والسادسة في مسيرته الكروية بشكل عام.



وخلال مشاركاته السابقة في بطولات العالم وبطولات كأس الأمم الأوروبية، لم يكن رونالدو في كامل لياقته البدنية، خاصة وأنه خاض كل من هذه البطولات مع منتخب بلاده، بعدما خاض على مدار الموسم أكثر من 50 مباراة قوية مع ناديه، كما أن التوقعات الملقاة على عاتقه هائلة، ولا تقتصر على طموحاته، وإنما تمتد إلى طموحات جميع المشجعين، وكان الأمر المعتاد هو خروج رونالدو من البطولات الكبيرة، التي يشارك فيها مع منتخب بلاده، مصابًا مع وضع قطع الثلج على قدميه، ولم تكن مشاركته حاسمة بشكل هائل في معظم هذه المشاركات.



وفاز المنتخب البرتغالي على نظيره الفرنسي في نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في فرنسا، بعد خروج رونالدو من المباراة متأثرًا بالإصابة التي تعرض لها بعد دقائق قليلة من بداية المباراة، وكانت هذه الإصابة في الركبة بمثابة تحذير للاعب رغم فرحته بالفوز مع المنتخب البرتغالي بلقب يورو 2016 ، ولهذا، وخلال التخطيط للموسم التالي، اجتمع رونالدو مع الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال، واقتنع بما قاله زيدان، بأنه أصبح في الثلاثينيات من عمره ويحتاج لعناية خاصة وتعامل حذر مع جسده، وباللجوء إلى أطباء نادي ريال مدريد، حصل رونالدو على برنامج معين، يشتمل على بعض التباين معتمدًا على متطلبات كل مرحلة في الموسم ولمنه يسمح له دائما بالراحة.



وخاض رونالدو مع فريقه 46 مباراة في موسم 2016/2017، لكنه أقل عدد من المباريات في أي موسم له مع الريال باستثناء موسم 2009/2010، الذي كان الأول له مع الريال وعانى خلاله من إصابات عدة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما أثبتت النتائج نجاح هذه الخطة الجديدة لرونالدو بالتعاون مع زيدان حيث كانت الأهداف العشرة التي سجلها في آخر خمس مباريات في دوري أبطال أوروبا في نفس الموسم، أكبر دليل على احتفاظه بقمة مستواه في المراحل الحاسمة من الموسم على عكس ما كان عليه في مواسم سابقة، وكان من بين هذه الأهداف العشرة، هدفان في المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على يوفنتوس الإيطالي 4/1، وساهم كل هذا في فوز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية للعام الثاني على التوالي والخامس في مسيرته الكروية حتى الآن.



وقد يكون اللاعب قريبًا من الفوز بالجائزة هذا العام للمرة الثالثة على التوالي، والسادسة في مسيرته الكروية، ليتفوق بهذا على منافسه التقليدي العنيد الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني، حيث قاد رونالدو الريال للفوز بلقب دور الأبطال الأوروبي للموسم الثالث على التوالي بعد الفوز على ليفربول الإنجليزي 3/1 في المباراة النهائية للبطولة، ولكن المونديال الروسي سيلعب دورا بلا شك في حسم الصراع على الكرة الذهبة في 2018 .



واعترف رونالدو: "على مدار العامين الماضيين، كنت أعاني من الإجهاد في المراحل الأخيرة من الدوري الإسباني ودوري الأبطال الأوروبي، ولهذا، حصلت على راحة لمباراتين في الموسم الحالي، وشعرت بأنني أفضل كثيرًا في المراحل الأخيرة من الموسم، أكثر مما كنت في المواسم السابقة".



واعتمد رونالدو على خطة مشابهة في الموسم المنقضي، وفي أواخر 2017، دار الكثير من الحديث والجدل بشأن ادعاءات بتراجع مستوى رونالدو، وجاء هذا خلال الفترة التي فشل فيها رونالدو في هز الشباك في مباريات الدوري الإسباني، ولكن الحال لم يكن هكذا في دوري الأبطال، حيث أصبح رونالدو أول لاعب في تاريخ البطولة يهز الشباك في جميع المباريات الست لفريقه في دور المجموعات.
ولكن رونالدو يدرك جيدًا أن الانتقادات لمستواه لن تتوقف، وجاء الرد بداية من فبراير الماضي، حيث قدم اللاعب مسيرة رائعة مع الريال، وإن جاءت متأخرة بعد خروج الفريق صفر اليدين من مسابقة كأس ملك إسبانيا وابتعاده منطقيا عن المنافسة على لقب الدوري الإسباني، وكان هذا بالطبع بسبب غياب الأهداف المؤثرة لرونالدو في فترة مهمة بوسط الموسم.
أما الآن، يستعد رونالدو لخوض فعاليات المونديال الروسي، والذي قد يشهد المشاركة الأخيرة له في بطولات كأس العالم أو على الأقل آخر مشاركة له وهو في قمة مستواه، حيث أكد رونالدو أنه يعتزم الاستمرار في اللعب حتى سن الأربعين، وقال رونالدو في مارس الماضي: "أرى دائمًا وأقول إنني الأفضل، بغض النظر عما يقوله الناس، وأثبت هذا في الملعب، نواصل الكفاح عاما بعد الآخر".


كيف اعتنى رونالدو بجسده طوال هذه السنوات؟

كيف اعتنى رونالدو بجسده طوال هذه السنوات؟