الشيوخ عند العرب أربعة.. شيخ علم وشيخ مال وشيخ جاه وشيخ سن.. والأخير هو الذي سنتكلم عنه، وجاء ذكره في القرآن بقوله تعالى: "وأبونا شيخ كبير"..
ومن أدبيات الثقافة العربية ومبادئها وأخلاقياتها احترام الكبير وتقديره وإجلاله، وهذا بالطبع ما أكده ديننا الحنيف ضمن حزمة واسعة من تعاليمه ومتطلباته، ورسولنا وحبيبنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ يروى عنه: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا".. وهذه من الخصال الحميدة التي يتمايز بها العرب عن سواهم من شعوب الأرض على مدار الأزمنة.. لكنّ كثيرًا من الناس تختلط عنده الوجوه والأشباه، ويتوهم أن كل أولئك الذين اشتعلت رؤوسهم شيبًا وبلغوا من العمر عتيًّا يتشابهون كما تتشابه وجوه الصينيين.. والواقع بالطبع غير ذلك؛ فتختفي الحقيقة وراء قناع الزمن وتحت ظلال الشيخ الكبير.. نظن من غير إثم ارتكبته أيدينا أن كل العواجيز والكهول حكماء وخبراء ولديهم تجارب ومواقف تستحق أن تتناقلها الألسن ويسير بها الركبان، ويتم تداولها في خانة أمثال الشعوب، ونظن أن جميع الهرمين بلا استثناء يملكون رؤية ثاقبة وبعيدة النظر وبعيدة المدى، ونظن كافة الطاعنين بالسن لا يرتكبون حماقات وسفاهات ومحصنين بحكم معارك الحياة بالرصانة والحصافة والرأي السديد، وهذا ليس سوى خداع الأيام التي يداولها الله بين الناس.. كأننا نفقد ذاك الرباط بين الأمس واليوم ونتجاهل ونتناسى أن شيبة الحاضر ما هم إلا امتداد طبيعي لصبية ومراهقي وشباب الماضي، وهذا لا يحتاج إلى شرح طويل.. الذين يتمتعون بالصحة والنضارة والحيوية الآن ستصاب عظامهم بالوهن ويكسوهم البياض وتضعف أنظارهم وتثقل مسامعهم، وهذه دورة العمر القصير.. من تطالعهم أمامك وتقسمهم إلى عقلاء ومتهورين وما بين ذلك في شبابهم، حتمًا إذا أطال الله أعمارهم سيكبرون ويدخلون في عداد الطاعنين الذين كل من رآهم انحنى وطبع قبلة على جباههم احترامًا وإجلالاً وتماشيًا مع طبيعتنا وعاداتنا وطقوس معيشتنا، لكن أبدًا ليس كل من كبر عمره كبر عقله واتسع أفقه.. أريد أن أقول فقط بوضوح أكثر أن بعض الشيبان إنما كان يعد من سقط المتاع ولم ينل هذه المكانة المحترمة سوى لأنه صار شيخًا كبيرًا، وما أكثر ما تردف صفحات كتب التاريخ والتراث بقصص شيوخ ومسنين ارتكبوا وتكلموا وفعلوا وتصرفوا كما يفعل المراهقون أو من هم أدنى بكثير..
كثير من الأطفال والصغار حينما تعجبنا فطنتهم وذكاؤهم نقول دون تردد إنهم سبقوا عصرهم وتصرفاتهم أكبر من أعمارهم، فمن باب أولى أن نتعامل بالمساواة والعدالة وبذات المقياس ولا نفخم ونمجد الكبار العواجيز ونعلق على أعناقهم قلائد الرشد والحنكة وحسن التدبير لمجرد حسابات تاريخ الميلاد.. راجعوا حساباتكم ولا تظنوا كل شيبانكم مشبعين بالفطنة كما هم أطفالكم محاصرون بالجهالة.. أحيانًا ليس هناك فرق..!!
ومن أدبيات الثقافة العربية ومبادئها وأخلاقياتها احترام الكبير وتقديره وإجلاله، وهذا بالطبع ما أكده ديننا الحنيف ضمن حزمة واسعة من تعاليمه ومتطلباته، ورسولنا وحبيبنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ يروى عنه: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا".. وهذه من الخصال الحميدة التي يتمايز بها العرب عن سواهم من شعوب الأرض على مدار الأزمنة.. لكنّ كثيرًا من الناس تختلط عنده الوجوه والأشباه، ويتوهم أن كل أولئك الذين اشتعلت رؤوسهم شيبًا وبلغوا من العمر عتيًّا يتشابهون كما تتشابه وجوه الصينيين.. والواقع بالطبع غير ذلك؛ فتختفي الحقيقة وراء قناع الزمن وتحت ظلال الشيخ الكبير.. نظن من غير إثم ارتكبته أيدينا أن كل العواجيز والكهول حكماء وخبراء ولديهم تجارب ومواقف تستحق أن تتناقلها الألسن ويسير بها الركبان، ويتم تداولها في خانة أمثال الشعوب، ونظن أن جميع الهرمين بلا استثناء يملكون رؤية ثاقبة وبعيدة النظر وبعيدة المدى، ونظن كافة الطاعنين بالسن لا يرتكبون حماقات وسفاهات ومحصنين بحكم معارك الحياة بالرصانة والحصافة والرأي السديد، وهذا ليس سوى خداع الأيام التي يداولها الله بين الناس.. كأننا نفقد ذاك الرباط بين الأمس واليوم ونتجاهل ونتناسى أن شيبة الحاضر ما هم إلا امتداد طبيعي لصبية ومراهقي وشباب الماضي، وهذا لا يحتاج إلى شرح طويل.. الذين يتمتعون بالصحة والنضارة والحيوية الآن ستصاب عظامهم بالوهن ويكسوهم البياض وتضعف أنظارهم وتثقل مسامعهم، وهذه دورة العمر القصير.. من تطالعهم أمامك وتقسمهم إلى عقلاء ومتهورين وما بين ذلك في شبابهم، حتمًا إذا أطال الله أعمارهم سيكبرون ويدخلون في عداد الطاعنين الذين كل من رآهم انحنى وطبع قبلة على جباههم احترامًا وإجلالاً وتماشيًا مع طبيعتنا وعاداتنا وطقوس معيشتنا، لكن أبدًا ليس كل من كبر عمره كبر عقله واتسع أفقه.. أريد أن أقول فقط بوضوح أكثر أن بعض الشيبان إنما كان يعد من سقط المتاع ولم ينل هذه المكانة المحترمة سوى لأنه صار شيخًا كبيرًا، وما أكثر ما تردف صفحات كتب التاريخ والتراث بقصص شيوخ ومسنين ارتكبوا وتكلموا وفعلوا وتصرفوا كما يفعل المراهقون أو من هم أدنى بكثير..
كثير من الأطفال والصغار حينما تعجبنا فطنتهم وذكاؤهم نقول دون تردد إنهم سبقوا عصرهم وتصرفاتهم أكبر من أعمارهم، فمن باب أولى أن نتعامل بالمساواة والعدالة وبذات المقياس ولا نفخم ونمجد الكبار العواجيز ونعلق على أعناقهم قلائد الرشد والحنكة وحسن التدبير لمجرد حسابات تاريخ الميلاد.. راجعوا حساباتكم ولا تظنوا كل شيبانكم مشبعين بالفطنة كما هم أطفالكم محاصرون بالجهالة.. أحيانًا ليس هناك فرق..!!