|


مونديال تشيلي 1962.. البرازيلي تحبط مفاجأة إسبانيا وتحتفظ باللقب

2018.06.10 | 09:27 pm

إصابة في اللحظة الأخيرة، حرمت نجم كرة القدم الإسباني الراحل ألفريدو دي ستيفانو، من المشاركة في بطولة كأس العالم 1962 في تشيلي، التي كان من المنتظر أن يقتسم فيها الأضواء مع الأسطورة البرازيلي بيليه، وحتى في غياب دي ستيفانو أفضل لاعبيه، كاد المنتخب الإسباني أن يفسد الحلم والحفل البرازيلي.



ووصلت البرازيل إلى مونديال 1962 وهي المرشح الأول للقب، لكنها في المباراة الثالثة من الدور الأول أمام إسبانيا كانت قريبة من التعرض لخسارة، كان من الممكن أن تتسبب في إضاعة حلم الاحتفاظ باللقب.



وكان الراحل نيلتون سانتوس، أحد نجوم الفريق الأسطوري، والذي توفي في نوفمبر 2013، قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "لم أكن أرتكب تقريبا ضربات جزاء على الإطلاق، لكن في ذلك اليوم وإسبانيا متقدمة 1/0، أوقفت بضربة جزاء هجمة مرتدة لهم، وعلى الفور أبعدت الكرة ورفعت يداي، كان الحكم بعيدا واحتسب ضربة حرة، لو كانت إسبانيا قد أحرزت هدفا ثانيا لكنا خسرنا المباراة، بدأنا الفوز باللقب هناك".



وربما لو كان ألفريدو دي ستيفانو أفضل لاعبي ذلك العصر على أرض الملعب لاختلفت الأمور، لكن المهاجم الأرجنتيني، الذي كان قد حصل على الجنسية الإسبانية في ذلك الحين، كان مصابًا وتبددت فرصته في اللعب في كأس العالم، مثل ركلة الجزاء تلك التي تحولت على يد الحكم لضربة حرة، ولكن يبقى لدى ستيفانو، الذي يضعه الجميع إلى جانب مارادونا وبيليه وبيكنباور وكرويف، كعظماء كرة القدم الخمسة على مر التاريخ، لم يتمكن من المشاركة في تلك اللحظة مع زملائه.



وأكد دي ستيفانو، الذي توفي في يوليو 2014 عن عمر يناهز 88 عاما، أكد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "شاركت في إحدى بطولات كأس العالم، كنت مع اللاعبين، يسافر 22 لاعبا مع المنتخب، أليس كذلك؟ لم أتمكن من اللعب بسبب إصابة في العمود الفقري، وكنت أتدرب مع زملائي، لو لم أكن أحرزت الهدف في مرمى ويلز لما تمكنت إسبانيا من التأهل، كأس العالم تبدأ قبل موعدها وأنا كنت هناك، كنت لاعبا دوليا وتأهلنا إلى كأس العالم، لكن ذلك ما حدث، إصابة في الظهر ولم أتمكن من المشاركة".



وما حدث هو أن إسبانيا، لم تحرز هدفًا من الضربة الحرة أمام البرازيل، واعتبارا من تلك اللحظة بقي الطريق مفتوحا أمام استعراض جارينشا، الذي أهدى إلى أماريلدو تمريرتين رائعتين أسفرتا عن فوز الفريق 2/1 على الإسبان، ليبدأ المسيرة التي ستجعل من تشيلي 1962 "كأس جارينشا".



وكان نيلتون سانتوس، الذي كان أقرب أصدقاء الهداف الأسطوري حتى وفاته عام 1983، قد تذكر قائلا: "جارينشا فعل كل شئ، كان رائعا، ومختلفا عن الجميع، عادة ما يحاول المهاجمون الإفلات من مراقبيهم، والهروب منهم، أما جارينشا فلا ، كانت تمتعه مواجهتهم، والمرور منهم، كان يلعب دائما كما لو كان في باو جراندي (مسقط رأسه)".



وأضاف سانتوس قبل وفاته: "قبل كل مباراة ، كنت أؤكد له أن أحد مدافعي الفريق المنافس أكد أن بمقدوره إيقافه، وهو كان يشعر بالغضب ويسأل: من هو؟ فكنت أرد عليه: لم يذكر اسمه، لذا عليك تجنبا للشكوك المرور من الجميع، وهو ما كان يفعله".



وكأكبر الأعضاء سنا في الفريق الذي مثل البرازيل في تشيلي، لعب نيلتون سانتوس دورا كبيرا كطبيب نفسي خلال البطولة، ولا سيما بعد أن أصيب بيليه في المباراة الثانية من الدور الأول أمام تشيكوسلوفاكيا، وكان لابد من استبداله خلال بقية البطولة بالمهاجم أماريلدو، ومع علمه بالمسئولية الملقاة على كاهل زميله في بوتافوجو، حاول نيلتون سانتوس تهدئة أماريلدو ومنح نفسه مهمة "المراقب" للحالة المزاجية للمهاجم لتجنب وقوعه في لعبات عنيفة قد تضر بالفريق، وقال سانتوس: "أخبرته أنه ما من أحد ينتظر منه أن يفعل ما فعل بيليه، وأن عليه فقط أن يلعب كما يفعل في بوتافوجو وحاولت مراقبته عن كثب".



ومع وصول سنه إلى السابعة والثلاثين في كأس العالم في شيلي، كان على المسئولين والجهاز الفني للمنتخب الوطني الكفاح من أجل إقناعه بالمشاركة في البطولة، وقال: "لم تكن الصحافة تؤيد استدعائي، كانوا يعتقدون أنني أصبحت هرما، وأنا نفسي لم أكن أرغب في الذهاب، كنت أعتقد بأنني قد بلغت بالفعل كل ما يمكن للاعب كرة أن يحققه، بعد تحقيق لقب كأس العالم في السويد"، واعتبر نيلتون سانتوس أن لقب كأس العالم في تشيلي كان تتويجا لمشواره، الذي انتهى بعد ذلك بعامين في 1964.



وبين نبرة سعيدة وأخرى مليئة بالحنين، كان اللاعب الراحل الذي اختير عام 1998 في فريق "القرن العشرين"، كأفضل ظهير أيسر في التاريخ، قد أكد: "كان هناك في البرازيل لاعبون كبار، مثل ليونيداس وزيزينيو، لم يتمكنوا قط من تحقيق لقب في كأس العالم، أنا فزت بكل شئ، خضت 34 مباراة نهائية في 17 عامًا، وحصدت كل الألقاب".


مونديال تشيلي 1962.. البرازيلي تحبط مفاجأة إسبانيا وتحتفظ باللقب

مونديال تشيلي 1962.. البرازيلي تحبط مفاجأة إسبانيا وتحتفظ باللقب