|


عدنان جستنية
ليلة خميس في موسكو غير
2018-06-12
قد أكون متفائلاً إلى أبعد الحدود، والعكس هو الصحيح، التشاؤم يسيطر على فكري ومشاعري إلى نسبة كبيرة لا تصدق، في كلتا الحالتين، ربما أشعر بطعم النوم أو النوم يهرب مني، هكذا أرى الناس مختلفين كثيراً حول ما سيقدمه المنتخب السعودي في نهائيات كأس العام بروسيا التي ستبدأ منافساتها بعد غدٍ الخميس.

فهناك من تسمع منه وبالذات عقب آخر مباراة للأخضر كانت أمام المنتخب الألماني قولاً مبهجاً محفزاً بقوله هذا المنتخب أنا جداً متفائل به، بينما آخر تسمعه يقول: من جدكم عندكم أمل تفوزون على المنتخب الروسي في ليلة الافتتاح، خلوا أحلامكم على قدكم؟!.

ـ لغة الإحباط لن تتسلل إلى داخلي، وكان من الممكن أن أصل إلى حالة هذا “اليائس المحبط” وأمثاله، إلا أنني كلما فكرت في قرعة وضعتنا في أول مواجهة أمام منتخب الدولة المستضيفة والعالم كله سيرى المنتخب السعودي، أجد أنني أمام سؤال: هل كان أي واحد منا يتوقع أن مباراة الافتتاح ستكون بين منتخبنا وبين المنتخب الروسي؟”، لا أظن ولا حتى مجرد أمنية، وبالتالي زدت يقيناً بشعار “الأمل” وصرخة فرح “منصورة يا بلادي”.

ـ دعونا نسترجع التاريخ في نهائيات كأس العالم 94 فوزنا على منتخب بلجيكا من كان يتوقعه؟ إنني بلغة “التحدي” أتحدى إن لم يكن الخوف مسيطراً علينا ولسان حالنا يقول “يا رب استر”، وعندما نضع هذه الحالة كمثال بأنه لا مستحيل في كرة القدم تجد من يقول لك بفكر مهيمن عليه “الإحباط” أنت تقارن جيل اليوم بجيل “94”، متناسياً أنه في تلك الفترة كان يردد نفس الكلام واليأس عنوان عريض لم يتخل عنه، ولن يتخلى عنه.

ـ مباراة الافتتاح وحدها هي من منحتني هذه الروح “الإيجابية”، وكونت في أعماقي مساحة من الرضا ومن ثم فإن نجوم الأخضر نفس الشيء عندهم نفس الأحاسيس وأكثر. فرصة العمر كانت كل دولة من دول المنتخبات المشاركة يتمنون لو حصلوا على الفرصة ذاتها، وأحسب أن أبطال منتخبنا لن يفرطوا في فرصة “محسودين” عليها، إنما سوف يحسنون استثمارها جيداً ويقدمون عروضاً “تفتح النفس”، مع أخذ الحذر؛ فالمنتخب الروسي مرشح لنيل اللقب العالمي.

ـ مثلما كنت مع الأخضر عام 94 بأمريكا، ومثلما كنت مع نادي الاتحاد في كوريا 2004 ثم في اليابان 2005 بروح “التفاؤل”، اليوم أغادر الرياض متوجهاً إلى موسكو، والأمل أن يكون لي مع الحظ السعيد والمواقف المشرفة موعد آخر يتكرر بدايته في ليلة خميس نفرح وتفرح معنا قيادتنا، ومن جدد الأمل عند كل السعوديين الأمير محمد بن سلمان.