الوفاء من أنبل طبائع البشر وأكثرها رقيًّا وعلوًّا وشهامة.. ويكون أكثر قيمة وأعلى مكانة وأسمى درجة، حينما يتوجه للأحباب والأصحاب والأقرباء.. والأقربون أولى بالمعروف..
وحكايات الوفاء والإخلاص تملأ صفحات التاريخ، فالأرض عامرة بالناس الطيبين الأوفياء الأنقياء، وبالطبع لا يرتبط هذا الوفاء وخصاله الحميدة بجنس أو عرق أو طائفة أو ديانة أو شعب أو بلد، وإنما هو سلوك لم ينقطع منذ أن خلق الله الدنيا.. سلوك يشترك فيه الإنسان والحيوان، وعرف عن العرب أنها توصم الكلاب بالوفاء، والشاعر الصحراوي علي بن الجهم حينما أراد مدح الخليفة العباسي المتوكل في القصة المشهورة افتتح قصيدته بقوله: "أنت كالكلب في حفاظك للود".. وكان المتوكل قائدًا ذكيًّا وفطنًا وعرف سريعًا أن الرجل قال شعرًا نابعًا من بيئته ومجتمعه فتقبلها ولم يتوقف عند وصفه بالكلب، وما يهمنا هنا وفي هذه القصة هو ضم الكلاب مع جوقة الأوفياء.. وما أحلى أن يكون الإنسان وفيًّا مخلصًا بغض النظر عن سالفة المتوكل وابن الجهم والكلب أعزكم الله..!!
وفي جنوب نيجيريا تجلت هذا الأسبوع قصة وفاء نادرة، ربما لن ينساها الناس هناك أبدًا، والدليل أن وكالات الأنباء الدولية تناقلتها، ونشرت جريدة الديلي ميل البريطانية تفاصيلها، وتحكي قصة الشاب أبوزويك الذي طلب منه والده مساعدته في شراء سيارة؛ فتعهد الابن بتحقيق رغبة الوالد لكن الأقدار لم تمهل هذا الولد الثري المقتدر أن يفي بوعده ولم تسمح للوالد الفاضل بالاستمتاع بالسيارة الجديدة، حينما دنا أجله وتخطفه الموت ورحل إلى الدار الآخرة.. ولأن الولد أصيب بالحزن والحسرة على ان والده مات ولم ينعم بركوب السيارة؛ فقرر أن يشتري سيارة من نوع بي إم دبليو الألمانية الصنع بما يناهز المئة ألف دولار، ويضع الفقيد داخلها معززًا مكرمًا، ثم طلب من حفاري القبور توسيع قطر وفتحة القبر ومساحته لأنه سيدفن الوالد داخل السيارة بدلاً من التابوت، وبالفعل تحقق طلبه ودفن الوالد والسيارة الجديدة، وظل التابوت خارج الحسبة وتناقل الناس القصة في مدينة إيهاليا النيجيرية على أنها واحدة من فصول الوفاء، فيما رآها واعتبرها آخرون ضربًا من الجنون وتبذير المال وإهداره في غير محله ومكانه.. وأظن أن هذا الشاب الحزين على فراق والده كان يريد مجاراة الكلاب في وفائها، فما وجد فكرة وطريقة أنجع من السيارة الفاخرة ليدفنها مع والده الذي تمنى ركوبها والاستئناس بقيادتها الفارهة والمريحة قبل أن يدركه هادم اللذات، وما دار في خلده لحظة واحدة قيمتها الباهظة وثمنها المرتفع.. كان يريد فقط أن يكون وفيًّا ومخلصًا لأعز الناس وأقربهم، وللأمانة فقد كان.. وكل واحد يكون وفيًّا بطريقته وبمزاجه وبأسلوبه..!!
وحكايات الوفاء والإخلاص تملأ صفحات التاريخ، فالأرض عامرة بالناس الطيبين الأوفياء الأنقياء، وبالطبع لا يرتبط هذا الوفاء وخصاله الحميدة بجنس أو عرق أو طائفة أو ديانة أو شعب أو بلد، وإنما هو سلوك لم ينقطع منذ أن خلق الله الدنيا.. سلوك يشترك فيه الإنسان والحيوان، وعرف عن العرب أنها توصم الكلاب بالوفاء، والشاعر الصحراوي علي بن الجهم حينما أراد مدح الخليفة العباسي المتوكل في القصة المشهورة افتتح قصيدته بقوله: "أنت كالكلب في حفاظك للود".. وكان المتوكل قائدًا ذكيًّا وفطنًا وعرف سريعًا أن الرجل قال شعرًا نابعًا من بيئته ومجتمعه فتقبلها ولم يتوقف عند وصفه بالكلب، وما يهمنا هنا وفي هذه القصة هو ضم الكلاب مع جوقة الأوفياء.. وما أحلى أن يكون الإنسان وفيًّا مخلصًا بغض النظر عن سالفة المتوكل وابن الجهم والكلب أعزكم الله..!!
وفي جنوب نيجيريا تجلت هذا الأسبوع قصة وفاء نادرة، ربما لن ينساها الناس هناك أبدًا، والدليل أن وكالات الأنباء الدولية تناقلتها، ونشرت جريدة الديلي ميل البريطانية تفاصيلها، وتحكي قصة الشاب أبوزويك الذي طلب منه والده مساعدته في شراء سيارة؛ فتعهد الابن بتحقيق رغبة الوالد لكن الأقدار لم تمهل هذا الولد الثري المقتدر أن يفي بوعده ولم تسمح للوالد الفاضل بالاستمتاع بالسيارة الجديدة، حينما دنا أجله وتخطفه الموت ورحل إلى الدار الآخرة.. ولأن الولد أصيب بالحزن والحسرة على ان والده مات ولم ينعم بركوب السيارة؛ فقرر أن يشتري سيارة من نوع بي إم دبليو الألمانية الصنع بما يناهز المئة ألف دولار، ويضع الفقيد داخلها معززًا مكرمًا، ثم طلب من حفاري القبور توسيع قطر وفتحة القبر ومساحته لأنه سيدفن الوالد داخل السيارة بدلاً من التابوت، وبالفعل تحقق طلبه ودفن الوالد والسيارة الجديدة، وظل التابوت خارج الحسبة وتناقل الناس القصة في مدينة إيهاليا النيجيرية على أنها واحدة من فصول الوفاء، فيما رآها واعتبرها آخرون ضربًا من الجنون وتبذير المال وإهداره في غير محله ومكانه.. وأظن أن هذا الشاب الحزين على فراق والده كان يريد مجاراة الكلاب في وفائها، فما وجد فكرة وطريقة أنجع من السيارة الفاخرة ليدفنها مع والده الذي تمنى ركوبها والاستئناس بقيادتها الفارهة والمريحة قبل أن يدركه هادم اللذات، وما دار في خلده لحظة واحدة قيمتها الباهظة وثمنها المرتفع.. كان يريد فقط أن يكون وفيًّا ومخلصًا لأعز الناس وأقربهم، وللأمانة فقد كان.. وكل واحد يكون وفيًّا بطريقته وبمزاجه وبأسلوبه..!!