|


أحمد الحامد
ممكن تهدأ.. كلام في الكرة
2018-06-15
كتبت مقالاً قبل أيام عن مشاركة الأخضر السعودي في كأس العالم، قلت فيه إننا يجب أن نقف خلف الأخضر في جميع حالاته، بعد الخسارة من روسيا بخمسة أهداف كان هناك غضب كبير من الجمهور، وهذا أمر أتفهمه جيدًا، لا أحد يحب الخسارة، ولكن علينا أن ننسى تلك المباراة ونقف مرة أخرى مع المنتخب حتى لو خسر باقي مبارياته، نريده في أفضل حالاته، ولكن الأفضلية لا تتوفر دائمًا، المنتخب البلجيكي في كأس العالم 94 كان أقوى من المنتخب السعودي في الترتيب العالمي وفي المستوى، لكنه خسر من المنتخب السعودي لأن الأخضر كان في أفضل حالاته ولم يكن المنتخب البلجيكي كذلك، إنها كرة القدم، هل نتيجة مباراة ألمانيا التي فازت على البرازيل في عقر دارها قبل أربعة أعوام بسبعة أهداف مقابل لا شيء هي نتيجة منطقية؟ لا.. إنها غير منطقية إلا في عالم كرة القدم، هل نتيجة الفوز عادل لمستوى البرازيل؟ كل مباراة لها ظروفها، أحيانًا لا يسعفك تاريخك الكروي ولا نتيجة فوزك في المباراة السابقة، تلعب ثم تخسر لماذا؟ لأنها كرة القدم، لا قواعد ثابتة، لا أطر ثابتة تضمن بها مستواك، نتيجة مباراة روسيا عادلة في معايير كرة القدم لأن لا معايير، وبنفس الوقت ظالمة لأنها غير منطقية قياسًا بمستوى اللاعبين السعوديين الحقيقي، ترتيب المنتخب السعودي عالميًّا أفضل من الروسي ولكن لا ثوابت، فزنا على البلجيكيين وهم في أفضل أحوالهم في الترتيب العالمي، ثم شارك الأخضر ببطولة كأس الخليج المحلية وخسر البطولة من فرق لم تتأهل لكأس العالم حينها! بالنسبة لبعض الجماهير أقول تصالحوا مع أنفسكم، تقلباتكم في آرائكم محبطة، أنتم في عالم الكرة، الإنسان وهو الإنسان لا يثبت في مستواه، تأتي له أيام لا تكون أفضل أيامه، على الجمهور ألا يكون متطرفًا، إما أبيض أو أسود، يا أخي عِش كرة القدم، بحلاوتها ومرارتها، جنونها وعدلها وظلمها، أرجوك إذا ما فزنا أو تعادلنا مع الأوروجواي لا تصدق أن المنتخب السعودي أفضل أو بمستوى الأوروجواي؛ لأن الأوروجواي أفضل، لكن قد تكون ظروف المباراة لصالحنا، قد يكون الأخضر في أفضل حالاته، وتكون الأوروجواي ليست في حالتها الطبيعية، لكنها كرة القدم، لا ثوابت، كما حصل مع الأخضر مع روسيا، خمسة أهداف نتيجة غير منطقية، لكنه منطق الكرة، دعونا نقبل به حتى نفهم المستديرة، تدور عليك، حتى تدور لك.