|


عدنان جستنية
الخمسة وفرصة «الرئيس» الأخيرة
2018-06-18
ـ خمسة روسيا أخرجتنا عن طورنا، جرحتنا أدمت قلوبنا، أفقدتنا أعصابنا، هزت هيبتنا فكان لا بد لنا أن نفرغ شحنة كآبة وحزن شديد ملأت صدورنا ألماً وقهراً.

ـ خمسة روسيا شلت تفكيرنا لصدمة عنيفة جداً لم نقو على تحملها، فكانت لبعثة منتخبنا الوطني تصريحات فضائية تدور في فلك سؤال من "المتسبب".. ومن يتحمل مسؤولية هذه الخماسية "المفجعة؟

ـ خمسة روسيا أرغمت الإعلام الرياضي وغير الرياضي التخلي عن "مثاليته"؛ فكان له ردة فعل قوية عبر طرح آراء ومواقف متعددة ومختلفة، حتى الجمهور السعودي من خلال صفحات التواصل الاجتماعي لم يكن بأحسن حال، حيث صب جام غضبه في أكثر من اتجاه وصوب.

ـ خمسة روسيا أدت برئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ إلى أن يضع نفسه في "وجه المدفع" كقائد محملها واللاعبين مسؤولية "هذه الخسارة" المؤلمة".. هذا التصريح بكل ما فيه من "شجاعة" أدبية، استوقفني كثيراً عند "اعتراف" لم أعرف مسبباته، وإن كنت أرى من خلال وقائع ملموسة ظهرت عبر قرارات جريئة كان هو "السند" الساند لها، وحالات دعم مالي غير "مسبوقة في تاريخ الكرة السعودية" هيّأت كافة الأجواء النفسية والمعنوية "للاعبين وغير اللاعبين من جهاز فني وإداري ليظهر منتخبنا الوطني في مونديال روسيا بصورة "مشرفة" وتجعل كل من لهم علاقة بـ"الأخضر" على قدر كبير وعال من "المسؤولية".

ـ "أنا أتحمل المسؤولية" لماذا قالها؟! سؤال عريض لم أجد له إجابة مقنعة، فالاعتراف سيد الأدلة، ولكن لا بد أنه لم يأت من فراغ مع أنني أرى أنه "بريء" منه، ومن تهمة وجهها لنفسه لا ذنب له فيها إلا إذا أراد "امتصاص" غضب الشارع الرياضي وهو أسلوب من يعرف تركي آل الشيخ جيداً لا يتطابق مع شخصيته، فهو رجل مقدام "صريح" ومباشر يعطيك رأيه "كاش" دون "لف ودوران".

ـ هل كان يعني من خلال هذا الاعتراف اللاعبين فقط الذين وضع ثقته فيهم، أم أن هناك أطرافًا أخرى لها علاقة بمنظومة المنتخب "خيبت ظنه" من جميع النواحي أيضاً؟ لتأتي هذه المباراة وتكشف بأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية والثقة التي وضعت فيهم.

ـ مباراة "الغد" لمنتخبنا أمام منتخب أوروجواي ستكون هي بمثابة الفرصة الذهبية لهم جميعاً لاسترجاع هذه "الثقة"، وهي "الأمل" الأخير المتبقي عند رجل الرياضة الأول، وعند كل محبي الكرة السعودية بتقديم الأخضر صورة "مشرفة" تمسح تلك "الخماسية" ومسبباتها الكئيبة.