ميسي لا يفكر في الاعتزال
أصر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على ألا تكون مباراة منتخب بلاده أمام نيجيريا اليوم الثلاثاء في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا هي آخر مبارياته بقميص منتخب "التانجو".
وستحدد مباراة اليوم التي تعد بمثابة نهائي للمجموعة الرابعة لمونديال روسيا 2018، حيث يسعى الفريقان لحسم البطاقة الثانية للتأهل من هذه المجموعة إلى دور الستة عشر، طريقة وداع هذا الجيل من لاعبي الأرجنتين الذي نجح في حصد ذهبية الأولمبياد ولقب بطولة كأس العالم للشباب، ولكنه أخفق في تحقيق أي ألقاب مع المنتخب الأول. وأصبح ميسي يواجه شبح الرحيل المبكر عن المونديال، وهو ما قد يكون أسوأ نهاية يمكن تخيلها لمسيرته مع المنتخب الأرجنتيني.
ويتحمل ميسي وحده مسؤولية ضياع ركلة الجزاء في مباراة الأرجنتين أمام آيسلندا والتي انتهت بالتعادل 1ـ1، هذا بالإضافة إلى عدم ظهوره بالمستوى المطلوب في مباراة كرواتيا. واحتاج ميسي لأعوام طويلة من أجل إغراء جماهير الأرجنتين، التي لم تكن توليه ثقة كبيرة ولم تره يلعب يوماً في دوري الدرجة الأولى المحلي، والتي انتقدته بسبب عزوفه عن ترديد النشيد الوطني أو لعدم اضطلاعه بالدور الذي كان يلعبه دييجو مارادونا في الملعب.
وأضاف الأسطورة الأرجنتينية قائلا: "الإخفاق في الفوز بثلاث مباريات نهائية، والمرور بلحظات عصيبة مع الناس والصحافة الأرجنتينية بسبب الطريقة التي ينظر بها إلى ما قمنا به وعدم تثمين وصولنا إلى ثلاث مباريات نهائية، لأنه ليس من السهل الوصول إلى النهائي وهو ما يفوق أهمية الفوز، فهذا كله يجعل القرار يتوقف على الكيفية التي سينتهي بها كل شيء". وقاد هذا الشعور بالإحباط النجم الأرجنتيني إلى الإعلان عن اعتزاله اللعب دولياً في أواخر يونيو 2016، بعد دقائق من إخفاق الأرجنتين، وصيف مونديال البرازيل 2014، في نهائي بطولة كوبا أمريكا المئوية في الفوز بثالث مباراة نهائية على التوالي. وبعد مباريات عصيبة في التصفيات المؤهلة للمونديال، التي شهدت تعاقب ثلاثة مدربين على تولي المهمة الفنية للأرجنتين، حمل ميسي منتخب بلاده على كاهله وعبر به إلى النهائيات بعدما سجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في مرمى الإكوادور، في آخر جولة بهذه التصفيات. واليوم يواجه ميسي موقفا مشابها، فالنتائج المخيبة أمام آيسلندا وكرواتيا أوقعته في أزمة مماثلة تثير الكثير من الغموض بالنسبة للكثيرين حول مصير اللاعب صاحب القميص رقم 10. وطرأت بعض التغييرات على الحالة المعنوية لميسي خلال الساعات الأخيرة، بعد أن احتفل أمس الأول الأحد بيوم ميلاده وسط زملائه في المنتخب الأرجنتيني في ظل تعاطف كبير من عائلته ولاعبين من كل أنحاء العالم وحتى سكان مدينة برونيستي.
ويمتلك ميسي في قدمه اليسرى القدرة على صناعة التاريخ وجعل تاريخ وداعه للمنتخب الأرجنتيني بلا سقف، فمونديال 2022 سينطلق وهذا النجم الأسطوري يبلغ من العمر 35 عاما.