قلت هنا أمس إن المتنبي قد لا يكون شخصية واقعية.. حاولت بالطبع الفصل بين الرجل وأشعاره وقصائده.. استندت وتحججت في بادئ الأمر على جحا وعنترة بن شداد..
الأول شخصية ذائعة الصيت لكنها غير موجودة وليس لها أصل.. والثاني فارس مغوار عرفنا قصته كاملة، فرغم معيشته في العصر الجاهلي البعيد إلا أن كثيراً من المصادر وثّقت تفاصيل حياته الدقيقة، فيما المتنبي الذي عاش في أواخر دولة بني العباس لا أحد يعرف شيئاً عن عائلته سوى النزر القليل والمختلف عليه، وهذا يثير الشك والريبة، إضافة إلى أنه تسمى بالمتنبي بعد ادعائه النبوة ـ على حد زعم كثير من الأقاويل ـ وهذا ينافي طبيعة الفطرة البشرية السوية، بينما المتنبي كما تقول أشعاره رجل حكيم وبليغ، فكيف يقع في هذا المنزلق؟.. وقلت أيضاً أن لا خلاف ولا جدال على عظمة ومتانة وغزارة إنتاجه الأدبي، بينما السؤال كان فقط عن شخصه وهل هو فعلاً حقيقية أم خيال..؟!
هل هناك دليل يقطع الشك باليقين أن المتنبي هو نفسه الذي نتغنى بشعره وإبداعه؟. أم أن الشعر كتب باسمه وتفرق دمه بين القبائل، فيما المتنبي ظاهرة حكواتية ليس لها أساس.. في كتابه الأسطوري “المائة.. تقويم لأعظم الناس أثراً في التاريخ” جمع العالم الفلكي الأمريكي مايكل هارت أهم مئة شخصية في مسيرة البشر ووضع رسولنا وحبيبنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ في المركز الأول.. ووضع هارت مقاييس ومعايير لاختيار تلك الشخصيات، وكان من بينها أن تكون الشخصية التي يقع عليها الاختيار حقيقية ولا تمس الأسطورة أو الدجل أو الخيال؛ فاستبعد الشاعر الإغريقي الشهير هوميروس بحجة أن لا أحد يعرف إن كان هذا الرجل شخصية حقيقية أم من وحي الفكر الإنساني فحسب..
وهوميروس يعد شاعراً أسطورياً وينسب له تأليف الملحمتين الإغريقيتين الإلياذة والأوديسا.. ومع هذا فقد استبعده هارت تماماً من الحسبة؛ لأنه لا يعرف إن كان شخصية حقيقية أم متخيلة.. فما الفرق بين هوميروس والمتنبي؟.. وطالما أن التاريخ مزدحم بالعجائب والأكاذيب والتزوير؛ فلماذا لا يكون المتنبي أحدها.. كما هو حال جحا؟.. وكما قال الأمريكي هارت عندما تحدث عن هوميروس..
ولعلني أذكرك يا صاحبي بأن هارت هذا كان يعمل في هيئة القضاء الأمريكي ويهوى دراسة التاريخ، وكتابه ذاك الذي تتجاوز صفحاته 600 صفحة يعتبر واحداً من أهم مؤلفاته البشرية على الإطلاق..
وحينما قلت لك إن المتنبي ربما يكون كذبة وخدعة، فإنني أحاول تقليد هارت.. لا أكثر ولا أقل..!!
الأول شخصية ذائعة الصيت لكنها غير موجودة وليس لها أصل.. والثاني فارس مغوار عرفنا قصته كاملة، فرغم معيشته في العصر الجاهلي البعيد إلا أن كثيراً من المصادر وثّقت تفاصيل حياته الدقيقة، فيما المتنبي الذي عاش في أواخر دولة بني العباس لا أحد يعرف شيئاً عن عائلته سوى النزر القليل والمختلف عليه، وهذا يثير الشك والريبة، إضافة إلى أنه تسمى بالمتنبي بعد ادعائه النبوة ـ على حد زعم كثير من الأقاويل ـ وهذا ينافي طبيعة الفطرة البشرية السوية، بينما المتنبي كما تقول أشعاره رجل حكيم وبليغ، فكيف يقع في هذا المنزلق؟.. وقلت أيضاً أن لا خلاف ولا جدال على عظمة ومتانة وغزارة إنتاجه الأدبي، بينما السؤال كان فقط عن شخصه وهل هو فعلاً حقيقية أم خيال..؟!
هل هناك دليل يقطع الشك باليقين أن المتنبي هو نفسه الذي نتغنى بشعره وإبداعه؟. أم أن الشعر كتب باسمه وتفرق دمه بين القبائل، فيما المتنبي ظاهرة حكواتية ليس لها أساس.. في كتابه الأسطوري “المائة.. تقويم لأعظم الناس أثراً في التاريخ” جمع العالم الفلكي الأمريكي مايكل هارت أهم مئة شخصية في مسيرة البشر ووضع رسولنا وحبيبنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ في المركز الأول.. ووضع هارت مقاييس ومعايير لاختيار تلك الشخصيات، وكان من بينها أن تكون الشخصية التي يقع عليها الاختيار حقيقية ولا تمس الأسطورة أو الدجل أو الخيال؛ فاستبعد الشاعر الإغريقي الشهير هوميروس بحجة أن لا أحد يعرف إن كان هذا الرجل شخصية حقيقية أم من وحي الفكر الإنساني فحسب..
وهوميروس يعد شاعراً أسطورياً وينسب له تأليف الملحمتين الإغريقيتين الإلياذة والأوديسا.. ومع هذا فقد استبعده هارت تماماً من الحسبة؛ لأنه لا يعرف إن كان شخصية حقيقية أم متخيلة.. فما الفرق بين هوميروس والمتنبي؟.. وطالما أن التاريخ مزدحم بالعجائب والأكاذيب والتزوير؛ فلماذا لا يكون المتنبي أحدها.. كما هو حال جحا؟.. وكما قال الأمريكي هارت عندما تحدث عن هوميروس..
ولعلني أذكرك يا صاحبي بأن هارت هذا كان يعمل في هيئة القضاء الأمريكي ويهوى دراسة التاريخ، وكتابه ذاك الذي تتجاوز صفحاته 600 صفحة يعتبر واحداً من أهم مؤلفاته البشرية على الإطلاق..
وحينما قلت لك إن المتنبي ربما يكون كذبة وخدعة، فإنني أحاول تقليد هارت.. لا أكثر ولا أقل..!!