|


طلال الحمود
الضريبة القاسية
2018-06-30
ظهرت خلال المقاطعة العربية لحكومة قطر، فوائد لم نكن نتوقعها، ومن أهمها تجريد هذه الحكومة من سلاح صرفت عليه مئات الملايين من أجل تنفيذ مخطط "لئيم" يستهدف البلدان العربية دون استثناء، وبات سلاح "القوة الناعمة" الذي راهنت عليه قطر، عبئاً على موازنتها المالية، بعدما فشل في مواصلة تأثيره.

ليظهر بين ليلة وضحاها وجهه البشع من خلال إعلان التعبئة واستقطاب عشرات المرتزقة للدفاع عن قضية "الحمدين" الخاسرة، والاستفادة من احتكار حقوق البث التليفزيوني في بث رسائل سياسية بهدف الإساءة للدول المجاورة، ومحاولة زعزعة أمنها واستقرارها.

التعبئة التي أعلنتها قطر، استقطبت أسماء منبوذة في بلدانها أو مطلوبة أمنياً، دون اهتمام بالتداعيات القانونية للتعامل معها، من هذه الأسماء علاء صادق الذي يواجه دعاوى قضائية في أكثر من دولة، وأولها بلاده مصر التي أساء إليها كما لم يسئ لعدو، ويكفي أن يبحث القارئ عن مقاطع هذا الشخص في يوتيوب، ليسمع ويرى فحش القول والعمل، علماً أن هذه المقاطع دفعت صحيفة الحياة وقناة العربية وموقع إيلاف في عام 2007 إلى طرده وحظر التعامل معه، وهي المقاطع نفسها التي قادت مرتضى منصور ومحمود معروف إلى الرد عليه من باب "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ".

للتسامح المطلق أحياناً ضريبة قاسية، خاصة عندما يحل اللئيم في دار الكريم، ولولا التمسك بعادة إكرام الضيف، لتم طرد المذيع "النزق" هشام الخلصي من بطولة الخليج في الرياض، بعدما أصاب الخليجيين بالغثيان من خلال "التمقلط" وتوزيع عبارات التهكم، تاركاً للمتابعين التساؤل عن عدد الصواريخ النووية التي تمتلكها قطر العظمى حتى يجرؤ مكفولها على التهكم بالخليج وسط أهله، علماً أنه لو كانت استضافة الرياض للبطولة في عام 2018، لتم ترحيل الخلصي بمعرفة سفارة بلاده، إلى تونس وليس الدوحة!

تطول القائمة ويصعب التعميم، غير أن استخدام مصطلح "مرتزقة" له ما يبرره حين يلتزم المواطن القطري الصمت، ويتولى القادم من أقصى البلاد الخوض في قضية لا تخصه، مستخدماً من العبارات ما تمليه أخلاقه وتربيته، ولعل استنكار كثير من الإعلاميين في الجزائر لتغريدات المعلق حفيظ دراجي يكفي للرد عليه، خاصة أن الإعلام الخليجي لم يخض يوماً أو يحشر أنفه في الخلاف "الجزائري – المغربي".. الشرفاء العرب يدركون حجم الخطيئة التي ارتكبها مجنون قطر في العالم العربي، غير أن هناك من وجدها فرصة للتربح من خلال بيع ضميره لدولة تأمرت يوماً على بلاده وأهله.