|


مهاجرون خلعوا الفقر وارتدوا قمصان أوروبا

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.07.04 | 09:03 pm

يقول الكاتب الكندي يان مارتل في روايته الشهيرة "حياة باي" الحائزة على جائزة البوكر: "يهاجر الناس بسبب تفاقم القلق، بسبب الإحساس المقيت بأنه مهما عملوا بجد فلن يأتيهم بنتيجة، وأن ما يعمرونه في سنة قد يدمره الآخرون في يوم. بسبب الإحساس بأن المستقبل مقفل، وأنهم إن دبّروا أمورهم فلن يتمكنوا من تدبير أمور أطفالهم. بسبب الإحساس بأن شيئا لن يتغير، وأن السعادة والازدهار ممكنان فقط في مكان آخر".
في القرن التاسع عشر، رجع إلى أوروبا أكثر من ثلاثة ملايين نسمة كانوا يعيشون في أميركا، لأن الحياة لم تعد تعجبهم، بينما عاد إلى اليابان آلاف الشباب إثر نهاية الحرب العالمية الأولى، بجانب العديد من المهاجرين العائدين إلى الصين والهند والدول المجاورة، بينما تؤكد الأرقام الرسمية أن أضعاف هؤلاء هاجروا مجدداً في القرن الجاري.
استغل روجر فرصته للتخلص من العوز والفقر، حيث هرب من زائير -الكونغو حاليا- إلى بلجيكا لاجئا وباحثا عن فرصة لعب وحياة أفضل. هناك التقى بزوجته أدولفين، وعاشا في مدينة شمالية تدعى أنتويرب، وأنجبا طفلين روميلو وجوردان. لاحظ الأب شغف ابنه البكر روميلو بكرة القدم في عمر مبكر، فأرسله إلى ناد محلي صغير اسمه رابل بوم ومن هناك بدأت القصة.
سطع نجم ابن روميلو لوكاكو كمهاجم مخيف في الملاعب الإنجليزية، إذ ارتدى الشاب قمصان وست بروميتش وتشيلسي وإيفرتون وحاليا مانشستر يونايتد الذي يمنحه راتبا أسبوعيا بقيمة 226 ألف يورو، وهو ما مكّن الأبوين من تطليق الفقر بعد معاناة طويلة من نقص المال والغذاء، بالانتقال إلى حياة كريمة حيث اشترى ابنهما منزل فاخرا بمنطقة مولينبك في العاصمة بروكسل.
أطلق لوكاكو قبل أيام تصريحا ناريا تجاه الجماهير البلجيكية المتواجدة في روسيا لمؤازرة المنتخب ضمن منافسات كأس العالم، وقال المهاجم لصحيفة "الصن" البريطانية: "عندما تسير الأمور على ما يرام ينادونني روميلو لوكاكو المهاجم البلجيكي، وعندما لم تسر الأمور على ما يرام كانوا يقولون روميلو لوكاكو المهاجم البلجيكي من أصل كونغولي".
ولا يعتبر لوكاكو المهاجم الوحيد من أصول أجنبية بالمونديال الجاري، إذ تعود أصول المهاجم الفرنسي مبابي إلى الكاميرون، وينحدر النجم السويسري شاكيري إلى إقليم كوسوفو الألباني، حتى الدنماركي يوسف بولسن أصوله من تنزانيا، والألماني جيروم بواتينغ من أصول غانية.
وحتى الإسباني دييغو كوستا ينحدر من جذور برازيلية، والبلجيكي فيتسل تعود أصوله إلى جزيرة مارتينيك الواقعة في البحر الكاريبي بجوار ترينداد وتوباغو، والبرتغالي ويليام كارفاليو من أنغولا، والإنجليزي آشلي يونغ دمائه جامايكية، والسويدي جيمي دورماز من أصول سورية – تركية.
وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن أكثر منتخب يضم لاعبين من أصول مختلفة بكأس العالم هي فرنسا بنسبة 87.3%، تليها بلجيكا وإنجلترا بنسبة 47.8%، والمنتخب السويسري بــــــ65.2%، وألمانيا 39.1%، والبرتغال 30.4%، وإسبانيا17.4%، والسويد 17.4%، والدنمارك 13%، وأخيرا آيسلندا بـــــ4.3%. فيما تقول المنظمة إن 83 من أصل 230 لاعبا في هذه المنتخبات العشرة هم من المهاجرين.