|


سعد المهدي
ربع النهائي وزعامة القارتين
2018-07-04
حدث كروي عالمي ضخم يبدأ عده التنازلي غدًا الجمعة بلعب مباراتين في دور ربع النهائي، ويستكملها بأخريين السبت المقبل، والمنتخبات الثمانية لم يعد بها ممن فازوا بكأس العالم سوى أربعة منتخبات هي البرازيل والأوروجواي وإنجلترا وفرنسا.

صحيح أنه أيضًا لن يفوز في النهاية بالكأس إلا منتخب واحد، لكن فقدان مرشح كبير مثل ألمانيا في دور المجموعات وإسبانيا في أولى الجولات الإقصائية على يد منتخبين مثل كوريا الجنوبية وروسيا لا يعطي الشعور بالارتياح، ليس على وضع المنتخبين ولكن على قدرة الفنيين والمخططين الاستراتيجيين في قراءة الواقع والمستقبل، خاصة أنه ليس أهم من تجربتي ألمانيا وإسبانيا اللتين عمل عليها سنوات وأثمرت نجاحات مهمة؛ فكيف لم يمكن لها حمايتهما ولو بالحد الأدنى من درجة القدرة على المنافسة؟!

مواجهات دور ربع النهائي الفرصة الأخيرة للكرة اللاتينية للإبقاء على حضورها وإمكانية إعادة الكأس إلى القارة التي عرفت بسحر كرة القدم، وستحكم مواجهات الغد الأوروجواي وفرنسا ثم البرازيل وبلجيكا بشكل قاطع على عزمهم على التغلب على الكرة الأوروبية من جديد، وإمكانية إحراز اللقب الغائب ثلاث دورات وقبلها أكثر من ذلك بعد أن توقفت الأرجنتين عن الحصول عليه منذ آخر مرة 86م، وبقيت البرازيل تصارع منفردة 94 ـ 2002م، فيما لم تعد الأوروجواي لملامسته منذ كأس 50م.

الترشيحات تصب بشكل كبير في صالح فرنسا على حساب منتخب الأوروجواي الذي قد يخسر نجمه إديسون كافاني، حيث يمثل ولويس سواريز الجناحان اللذان يطير بهما الفريق، ليس لهذا فقط حظوظ فرنسا أفضل، بل للقائمة الفنية والعناصرية التي يمتلكها المنتخب الفرنسي في خطي الوسط والهجوم، لكن معركة البرازيل أمام بلجيكا ستكون صعبة على الجانبين، ولا يبدو أن هناك من يمكنه ترجيح كفة أحد على الآخر، والخلاصة أن المنتخبات الأربعة تنتظرهم ولادة عسيرة لإحراز الانتصار.

فرصة ترشح منتخب للنهائي من مباريات السبت التي تجمع السويد وإنجلترا وفي الثانية كرواتيا وروسيا متاحة أكثر لجميعهم وإن بدرجة أقل لروسيا، وهي فرصة لا تعوض لعودة إنجلترا للمنصات بعد حوالي الستين عامًا وللسويد وكرواتيا للمرة الأولى وصدمة للعالم في حال تحقق ذلك لروسيا، ومن المعتقد أن يكون أي منهم صيدًا مناسبًا لمن يتأهل من الجانب الآخر.