|


سعد المهدي
البرازيل تتدحرج مع نيمار
2018-07-07
بعد انتهاء أي مسابقة مهمة “المونديال مثلاً”، تحتفظ ذاكرة الجمهور ووسائل الإعلام بصورة النجم الهداف أو الأبرز أو الأمهر والأكثر موهبة، إما أن يكون رافعًا يده فرحًا بتسجيل هدف أو بين أحضانه وزملائه الكأس في احتفالية نصر كبير، لكن نجم البرازيل نيمار لم يترك لنا إلا ذكراه وهو يتدحرج ويتدحرج لا غير!

نيمار حصل على الأضواء أكثر من لوكاكو الذي صنع الهدف الثاني وأقصى البرازيل، وفي رصيده أربعة أهداف حتى الآن، ونيمار سيظل حديث الإعلام العالمي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى بعد المونديال ولكن بالسخرية من تصرفاته، وفتح باب الأسئلة أكثر عن: لماذا في الأصل أخذ هذه الهالة الإعلامية، ومن وراء محاولة إقحامه ليحل مكان ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذين بدأ نجماهما بالأفول، وهل الأمر يدخل في لعبة صناعة دجاجة جديدة تبيض ذهبًا في سوق الاستثمار الرياضي، وما إذا كان نيمار الأنسب والمؤهل للعب هذا الدور؟

إنجلترا تأهلت إلى نصف النهائي على حساب السويد وهي المرة الثالثة في تاريخ منتخب مهد اللعبة وصانع قوانينها ولوائحها، هذا يعني أن الأمر ليس سهلاً لفعل ما تتمناه في المونديال، وللإنصاف فإن منتخبي فرنسا وبلجيكا أبديا حضورًا أكثر من إنجلترا وبذلا الكثير للوصول إلى هذه المرحلة، لكن لا يزال للإنجليز فرصة الوصول للنهائي، هذا سيكون أكثر مما توقعه هاري كين ورفاقه.

نيمار يتدحرج مع حقائب على “سير عفش”، ونيمار وسط عربة تعلم المشي حتى لا يسقط، ونيمار يتدحرج إلى خارج الاستاد ويعبر متدحرجًا شوارع كثيرة في إعلان لإحدى الوجبات السريعة، الجميع يتبادل رسائل مزودة بصور ثابتة ومتحركة، وعبارات تصور حال نيمار الذي صدم به الجمهور والنقاد في المونديال، هذا أيضًا غير اشتباكه عبر هذه الوسائل مع زملاء ومنافسين انتقدوا سوء مستواه وسذاجة عقليته في الملعب وخارجه.

منتخبات أوروبا واصلت السيطرة على مقاليد عالم كرة القدم.. تردي حال الكرة الأرجنتينية وما وصلت إليه من سوء في المونديال، هذا يعني أن البرازيل ستظل تتحمل إمكانية الدفاع وحدها عن الكرة اللاتينية، لكن الموجة الأوروبية الجديدة التي يمثلها الكروات والبلجيك ستدخل الحيوية على المنتخبات المنافسة تقليديًّا، كما هي ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وهولندا.. مونديال روسيا حسم مسألة أن تعود الكرة اللاتينية للدورة الرابعة، أما المونديال المقبل فلن يكون بمقدور حتى البرازيل أن تنافس إذا ما استمرت عقلية الدحرجة تحكم المنتخب!