|


إقصاء إسبانيا وألمانيا.. «التيكي تاكا» بريئة

2018.07.08 | 05:42 pm

خرج المنتخب الألماني حامل لقب المونديال، من دور المجموعات في كأس العالم 2018 المقام حالياً في روسيا، يليه إقصاء إسبانيا بطل مونديال 2010 في جنوب أفريقيا ضد روسيا في ثمن النهائي، واختص إعلام المنتخبَين بالانتقاد، بسبب تحقيقهم المونديال مؤخرًا بأسلوب متشابه، باعتماد الكرة الشاملة، عبر الاستحواذ والمبادرة، والتمريرات القصيرة الأرضية، لذلك جاءت العناوين بعد الإقصاء عن عجز هذا الأسلوب، والحاجة إلى التجديد، نتيجة تأقلم دفاعات الخصوم، وقدرتهم على التصدي له.
تغفل تلك الانتقادات بعض التفاصيل، فخروج المنتخبين مؤشر خوضهم بطولة سيئة، بدون نسف الأفكار، فخروج ألمانيا نتيجة عوامل أخرى، كاختيار بعض اللاعبين بناءً على تاريخهم، بدلاً من مستواهم، واعتراف لوف ذاته بتسلل الغرور إلى المجموعة، أما إسبانيا، فقد تحدث تشافي من قبل عن معاناة المنتخب في مواجهة خطة 3-5-2، التي تصعّب من الضغط العالي على ثلاثي دفاع لديه العديد من زوايا التمرير، بالإضافة إلى تواجد مهاجمين للضغط على دفاعات الفريق، وهو ما اعتمده الروس، وربما انتعشت إسبانيا مؤخرًا تحت قيادة لوبتيجي، ولكن أتت إقالته قبل البطولة بيوم واحد، ليتسلم هييرو تشكيلة مدرب آخر، بلا وقت كاف لدراسة الأمور، ويبدو في حيرة بشكل متكرر طوال المونديال.
يعتبر كأس العالم مسرحًا لعرض الأساليب التكتيكية المختلفة، ولم تكن المنتخبات في الواقع رائدة في ابتكار الأساليب، فحينما انتبه العالم لفكرة اللعب برباعي خلفي في منتخب البرازيل عام 1958، كانت أندية مثل فيلانوفا وفلامينجو وساوباولو، قد طبقت هذه الفكرة قبل سنوات، الأمر ذاته مع هولندا والكرة الشاملة في مونديال 1974، حين سبقهم أياكس مع رينوس ميتشيلز، وحصد ثلاث بطولات أوروبية.
أصبحت المنتخبات مبنية على نقل أفكار الأندية تكتيكيًا، ويظهر التحدي في تواجد مجموعة معينة من اللاعبين، بدون القدرة على الشراء كما الحال في الأندية، بالإضافة إلى قصر مدة المعسكرات، لتعطي طابعًا عشوائيا بعض الشئ/ لذلك يحاول المدربون خلق الانسجام، أملاً في سير الأمور لصالحهم، لذلك قبل الحديث عن النظريات التكتيكية، يجب عدم إغفال العامل الأكبر في الحديث عن كرة القدم، وهو الأحداث والظروف ذاتها، والتي جاءت ضد الألمان والإسبان على حد سواء، في المونديال الروسي.