قائد فريق الحزم يكشف أسرار الصعود إلى دوري المحترفين
البركة: إصابة شقيقي صنعتني
راود خالد البركة، قائد فريق الحزم الأول لكرة القدم، حلمٌ منذ طفولته، وهو المشاركة في الدوري السعودي للمحترفين، وتمثيل فريق ينافس فيه.
البركة حلَّ ضيفًا على “الرياضية”، وتحدث عن طموحه، الذي قاده إلى تمثيل فريق الحزم، مشيرًا إلى أن النادي بيئة جاذبة لجميع اللاعبين، كما تحدث عن مشوار الصعود، وصعوبته، وعوامل الخطر التي كادت تعصف بآماله، لكنَّ عزيمة اللاعبين، وتكاتفهم، ووقفة الجماهير وإدارة النادي، حققت المراد في نهاية المطاف. كما أكد البركة قدرة فريقه على المنافسة في الموسم الجديد، منوهًا إلى أنه يتوقَّع أن تنحصر المنافسة على اللقب بين ثلاثة فرق.
01
حدِّثنا عن تجديد عقدك لمدة موسمين، ولماذا تأخر ذلك وأنت قائد الفريق؟
لم يتأخر أبدًا، بل جاء في موعده. أنا والحزم متَّفقان منذ كنت ناشئًا في الفريق، ولا يمكن أن أختلف مع أحد في النادي، لذا كانت الأولوية للاعبين من خارج منطقة الرس، والحمد لله، أنا راضٍ تمامًا عن عقدي، والأهم بالنسبة إليَّ خدمة الجماهير الحزماوية، وضمان الظهور المشرِّف لفريقنا في دوري النجوم السعودي.
02
كيف ترى تعاقدات الفريق مع الأجانب والمحليين؟
فريقنا لا ينقصه سوى التوفيق والتجانس، خاصة أن الإدارة برئاسة عبد الله المقحم ضمَّت أفضل الأسماء الأجنبية المتاحة، وكذلك فعلت مع المحليين، سواء الجدد، أو المجدَّد لهم، فجميعهم فيهم الخير والبركة، وسيُظهرون، إن شاء الله، قدراتهم الفنية، وأتمنى أن يحالفهم التوفيق في المباريات كلها.
03
مع وجود لاعبين أجانب على مستوى عالٍ في الفريق، ماذا عن شارة القيادة؟
أنا مع أي أمر يراه الجهاز الإداري بقيادة زهير الروضان، والجهاز الفني بقيادة دانيال، المدرب الروماني. شارة القيادة تشريفٌ وتكليفٌ، ومهمة صعبة أيضًا، وأنا مع أي لاعب سيتسلَّم قيادة الفريق، فالأهم بالنسبة إليَّ ظهور الحزم بالمستوى المعروف عنه.
04
ما سر صعود الحزم إلى دوري النجوم السعودي؟
ليست هناك أسرارٌ، بل عملٌ وتضحية، وهو ما شاهده الجميع منذ بداية الدوري وحتى نهايته، فقد دار صراع كبير بيننا وبين الفرق المنافسة، مثل الوحدة، والطائي، والكوكب، وكانت المنافسة صعبة وشرسة، ولم تُحسم إلا في الثواني الأخيرة من الدوري، وتحديدًا في الجولات الخمس الأخيرة، التي صاحبها هبوطٌ لا إرادي في مستوى الفريق، كاد يضيِّع علينا فرصة الصعود إلى دوري النجوم السعودي، لكن بتوفيق الله تجاوزنا الصعوبات، وحققنا الأمنيات.
05
حدِّثنا عن تسجيلك في نادي الحزم؟
كان شقيقي عبد الرحمن حينها مصابًا، ويتردَّد على عيادة نادي الحزم، وكان اللاعبون يلحُّون عليه بطلب تسجيلي في النادي، لأنني كنت ألعب في أحد أندية الحواري في محافظة الرس، ويدعى أياكس، وكنت حينها أصغر لاعب في الفريق “14 عامًا”.
06
ما الموقف الذي لا تنساه
في الدوري، الموسم الماضي؟
أتذكَّر أن فهد المالك، رئيس هيئة أعضاء الشرف، أخبرنا بعد مباراة النجوم الأخيرة، التي خسرناها برباعية، بأنه سيترك النادي، ويغادر الوسط الرياضي، فتحالفنا نحن اللاعبين، وقرَّرنا أن ندفعه إلى التراجع عن ذلك، خاصة أنه تعب معنا كثيرًا، ويجب علينا إسعاده، والحمد لله تراجع عن قراره بعد أن لمس عفوية ردة فعلنا.
07
هل هناك مَن يقيِّم مستواك الفني؟
أعلم مستواي بمجرد عودتي إلى المنزل، فعندما يكون والدي صامتًا، أعرف أنني قدمت مستوى جيدًا، وإذا انتقدني، فيعني ذلك أن أدائي لم يكن بالشكل المطلوب. أيضًا هناك شخصٌ، ينتمي إلى منافسنا الخلود، وهو سليمان الصويان، كان مهتمًّا بي كثيرًا في بداياتي، وكان يوجِّهني دائمًا، وأذكر أنه حجز اشتراكًا لي في نادٍ رياضي، ووضع برنامجًا خاصًّا بي، وكان حريصًا على أن أبقى في النادي بعد صعودي إلى فريق درجة الأولمبي.
08
كيف ترى تعامل إدارة النادي معكم بشكل عام، وأنت خاصةً بصفتك قائد الفريق؟
للأمانة، الإدارة برئاسة عبد الله المقحم، قريبة جدًّا من الفريق، ويكفي أن المقحم يحمل همَّ المباراة منذ اللحظة التي يحضر إلينا في السكن يوم المباراة، حيث يحتسي القهوة مع اللاعبين، الذين يعدُّونه بمنزلة الأخ والزميل، خاصة أنه لاعب سابق، ويتفهَّم ظروف اللاعبين واحتياجاتهم.
09
لكونك القائد، ما العوامل التي ساعدتك على التعامل مع اللاعبين؟
أولًا أنا أتفهَّم اللاعبين، الذين يملكون الكثير من الخبرة، وثانيًا وجود زهير الروضان، مدير الكرة، وللعلم، طوال الأعوام التي لعبت فيها مع الحزم، كان الروضان موجودًا، وسببًا رئيسًا لنجاحي ونجاح الفريق، وحتى هذه اللحظة، أتذكر توجيهاته إليَّ، ولا أنسى صالح الزيدي، إداري الفريق والجندي المجهول، الذي يعمل بقلب حزماوي مخلص.
10
ما الموقف الأصعب، والأجمل بالنسبة إليك؟
الأصعب كان في مباراتنا الأخيرة أمام المجزل، حيث انتظرنا بعد المباراة لمعرفة نتائج الفرق الأخرى، والأجمل في مباراتنا في الدور الثاني أمام الوحدة، التي انتصرنا فيها بهدفين دون رد، فحينها كانت الفرحة عارمة لأسباب عديدة.
11
ما أسباب تكاتف الفريق في الموسم الماضي؟
من أسباب نجاح الفريق تخصيص “دورٍ” كل أسبوعين للاعبين اثنين، وقد كنت وزميلي سعيد السعودي في المقدمة، حيث يقع على عاتقهما جلب أكلة شعبية، وأتذكَّر أنني أحضرت لزملائي “قشد”، وهي أكلة مميزة، صنعته والدتي، أطال الله في عمرها، وقد أصبحت هذه الأكلة من أساسيات أي “دور”، واتَّفقنا أن يجلب كل لاعب من خارج الرس شيئًا معينًا، على أن يبقى الـ “قشد” في الصدارة، وكانت الوالدة في كل مرة تصنعها لنا، تقول: “طالما أنكم تفوزون فلا مشكلة”.
12
إذًا والدتك لها دور في صعودكم؟
بالتأكيد، وأتذكَّر موقفًا، حدث في معسكرنا استعدادًا لمباراة الشعلة، حيث اتصلت بي والدتي في تمام الساعة العاشرة صباحًا، وطلبت مني أن أذهب بها إلى السوق القريب من النادي، فأجبتها بأنني في المعسكر، فقالت: عليك أن تأتي، فهذا ضريبة الـ “قشد” الذي أعمله لكم. لذا خرجت وأوصلتها، وتمكَّنا من الانتصار 3ـ 1، وسجلت هدفًا في المباراة، وفي نهايتها، اتصلت بي والدتي مجددًا، وقالت: هل رأيت، لو أنك لم تستجب إليَّ، وتأخذني إلى السوق لما استطعت أن تسجل هدفًا.
13
ما قصة التقاطك “سيلفي” مع المهاجم علي خرمي في أغلب المباريات؟
أنا وزميلي علي خرمي نأخذ “سيلفي” في برنامج “سناب شات” قبل أي مباراة نلعبها، والسبب أنني وزملائي جميعًا اكتشفنا أنه إذا فعلنا ذلك فلا نخسر ولا نتعادل، لذا أصبح هذا الأمر عادة بالنسبة إلينا.
14
في الموسم الماضي نزفت
في مباراتين، فما السبب؟
لأجل الفريق كل شيء يهون. حدث ذلك بسبب الاصطدام العفوي مرتين بزميلين في فريقين منافسين، ولأنني في خدمة الفريق دائمًا، لذا رفضت الخروج، وأكملت المباراتين بعد العلاج، وتغيير القميص.
15
كيف ترى استعدادكم للموسم الجديد؟
غدًا السبت، ستنطلق استعداداتنا على الملعب الرديف في النادي، وكلنا حماسٌ لبداية التدريبات، والالتقاء بالزملاء، القدامى والجدد، والبرنامج المعد لنا مناسب جدًّا من حيث تسلسل الإعداد، وينتظرنا معسكر خارجي بعد نحو أسبوعين في النمسا، سنخوض خلاله عددًا من المباريات الودية، وبإذن الله، سنكون جاهزين في 30 أغسطس المقبل للمباراة الأولى أمام الوحدة في مكة المكرمة.
16
ما رأيك في رفع عدد الفرق في دوري المحترفين إلى 16 فريقًا؟
خطوة ممتازة، ستؤتي ثمارها بسبب العدد الكبير من المباريات التي سيخوضها اللاعبون في الموسم الواحد، إضافة إلى زيادة المتعة في الدوري السعودي للمحترفين، وعدد الحضور الجماهيري في المباريات، كما أن الخطوة ستمنح الفرق فرصة أكبر للتعويض، سواء في المنافسة على اللقب، أو الهروب من الهبوط.
17
وجود ثمانية محترفين، سبعة منهم داخل الملعب، كيف ترى الأمر؟
سيزيد من متعة وحلاوة الدوري السعودي للمحترفين، ومن قوة المنافسة بين اللاعبين المحليين لإثبات جدارتهم، ما سيرفع من مستواهم الفني من خلال الاحتكاك مع زملائهم الأجانب في التمارين، والأجانب المنافسين في المباريات الرسمية، كل ذلك سيعود عليهم بالنفع، وسيقلل أيضًا من سعر اللاعب المحلي، الذي يكبد الأندية الكثير من الأموال.
18
ما الفرق التي ستنافس
على لقب الدوري في الموسم المقبل؟
المنافسة ستكون صعبة على الجميع بحكم التقارب في المستوى الفني بين الفرق في الأعوام الأخيرة، فلا يوجد فريق ضعيف، ومحطة للتزوُّد بالنقاط، وإن كنت أحصر التنافس على الدوري في الموسم المقبل بين فرق الهلال، والاتحاد، والنصر، فيما سيكون الصراع على الهبوط بين أغلب الفرق، وأتوقع أن يكون الفارق النقطي متقاربًا بينها.
19
ما الأساسيات التي سيرتكز عليها فريق الحزم للظهور بمستوى مشرِّف؟
الشعور بالمسؤولية التامة عن إسعاد جماهير الحزم، وإثبات قوة الفريق في كل مباراة نلعبها، والحمد لله، وفَّرت لنا الإدارة مناخًا صحيًّا لخوض المباريات والمنافسة، التي أتوقَّع أن تكون محتدمة بين الفرق جميعها، وكذلك الدعم الشرفي والجماهيري من قِبل عشاق النادي، وهو ما نلمسه دائمًا، مع الإيمان بقدراتنا الفنية، وتوفيق الله لنا قبل كل شيء.
20
كيف ترى الاختيارات على مستوى العناصر في فريق الحزم للموسم المقبل؟
الموسم الماضي، أظهر قدرة مسيِّري النادي على جلب العناصر المتميزة، وكذلك الحال مع الموسم المقبل. الاختيارات جاءت مقنَّنة، وفي المراكز التي تحتاج إلى دعم، وجميع اللاعبين الذين جُلبوا على مستوى فني عالٍ، ناهيك عن مدربنا الجديد، الذي يمتلك سجلًا متميزًا، وننتظر التوفيق من الله.
21
لماذا تحوَّلت من مركز الجناح الأيسر إلى الظهير؟
لعبت في بداياتي، في الفئات السنية، في مركزَي الجناح الأيسر، والهجوم، وبين فتره وأخرى، كان يتم تصعيدي إلى الفريق الأول، وكان عمار السويح، المدرب التونسي القدير، يطلب مني اللعب في خانة الظهير الأيسر، لذا قرَّرت الاستقرار فيها، وقدمت مستويات جيدة، نالت استحسان الجميع.