|


وزارة الإعلام.. تصفع قطر.. وترحب بعدالة القانون

الرياض - عبدالرحمن عابد 2018.07.13 | 02:05 am

تفاجأ المواطن السعودي قبل كبار المسؤولين بوزارة الإعلام السعودية، بالبيان الصادم الذي نشره موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على موقعه الرسمي، باتهام السعودية ببث نهائيات كأس العالم عبر قنوات BeoutQ التي تعود ملكيتها لشركة كولومبية - كوبية، انتصرت خلالها للفقراء ومشجعي كرة القدم غير القادرين على تحمل تكلفة قنوات beIN القطرية والتي تحتكر الحقوق دون وجه حق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



ما دخل السعودية بالقصة؟



ما أثار استياء كل أطياف المجتمع السعودي والعربي بدون استثناء، هو توجيه الفيفا أصابع الاتهام للسلطات السعودية، وذلك بطبيعة الحال، بتوصية من جيران الشؤم، الذين استمروا في إقناع المؤسسة المسؤولة عن اللعبة الشعبية الأولى في العالم ومثلها من الاتحادات الرياضية العالمية، بأن بث BeoutQ بثها فضائيا من المملكة العربية السعودية، رغم أن الأخيرة حظرت بث وتوزيع واستيراد القنوات القطرية بما فيها الشبكة الأم الجزيرة منتصف يونيو 2017 لدواعٍ إرهابية.



بيان في توقيت مثالي



على الفور، لم تقف المملكة مكتوفة الأيدي، وردت ببيان رسمي واضح وصريح من خلال وزارة الإعلام يوم الخميس، وذلك ليس فقط لنفي التهمة الموجهة للسعودية كما فعلت هئية الإعلام المرئي والمسموع أكثر من مرة، بل أيضًا حفاظًا على صورة البلاد أمام العالم الذي يرفض انتهاك الحقوق الملكية والفكرية، بعد تعمد الفيفا، الدخول في الشأن المحلي، بتوجيه نصائح للمسؤولين في وزارة الإعلام للعمل على وقف القرصنة والأنشطة غير القانونية، رغم عدم وجود أدلة ملموسة تُدين وزارة الإعلام.



ترحيب يعكس صورة السعودية الجديدة



فقط أصحاب ذاكرة السمك هم أنكروا ما فعلته السعودية الشهر الماضي، بمصادرة المئات والآلاف من أجهزة ريسفرات BeoutQ من مئات المحلات التجارية، في إثبات ودليل عملي أن المملكة لا تدعم القرصنة، مع ذلك، ردت وزارة الإعلام بلباقة وطريقة دبلوماسية على الفيفا، بالتأكيد على أن هذه الخطوة -بيان التحذير- ستأتي لتستكمل الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة التجارة والاستثمار في المملكة العربية السعودية في مكافحة أنشطة beout وكذلك بث قناة "بي إن سبورت" غير القانوني داخل المملكة –بحسب نص البيان-.



توضيح الصورة



أصاب بيان وزارة الإعلام الهدف، بتوضيح فكرة جهاز beout وكل الريسيفرات (كاسرة الشفرة)، المنتشرة في كل دول العالم، بما فيها قطر، بعد القفزة الهائلة في أسعار اشتراكات القنوات المشفرة، ويُعرف نظام تشغيل هذه الأجهزة بنظام iptv، يحتاج سرعات خاصة من الانترنت، حتى يتم تشغيله بشكل مقبول، بنفس فكرة بث المباريات من خلال روابط على أجهزة اللاب توب وهواتف المحمول الذكية، وعادة لا يحظى المشاهد بخدمة جيدة، لكثرة انقطاع البث بسبب تغيير الشفرة كل دقيقة تقريبًا.



شجاعة الاعتراف



لا خلاف أبدًا على أن الشركة القطرية، استماتت لتشويه صورة المملكة في الخارج، بحملة تشهير ضخمة ومُغرضة ضد السعودية والعالم العربي، إذ تكاتف خلالها كل العاملين في القناة التابعة للحكومة القطرية بتشويه وتسييس الرياضة كما حدث بعد مباراة السعودية وروسيا المونديالية، لكن وزير الإعلام الدكتور عوّاد العواد كان أكثر ذكاء، باحتواء المشكلة بطريقته الخاصة، باعتراف لا تشوبه شائبة، أن beout موجودة في المملكة، أما نظام البث المُقرصن منتشرة بدول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقطر وأوروبا الشرقية، وهذا يزيح التهمة تمامًا عن السلطات في السعودية.



بلد العدالة والنزاهة



كما ورد في البيان الذي أثلج الصدور، فإن الوزارة الإعلامية تفهم وتُدرك جيدًا السبب الذي جعل القناة القطرية تُقاتل لتشويه صورة السعودية أمام العالم، كي تقلب الحقائق وتصرف أنظار القطريين والعالم على الفضائح والتهديدات التي تواجهها القناة وكبار المسؤولين في الدولة في الوقت الراهن، في مقدمتهم مدير الشبكة ناصر الخليفي، المتورط مع الأمين العام السابق للفيفا جيرو فالكه ضمن قضايا رشوة وفساد تتعلق بحقوق بث كأس العالم 2026 و2030، ولذلك رحبت بخطوة "فيفا" بتكليف محام محلي لاتخاذ إجراءات قانونية في المملكة لمكافحة القرصنة وأنشطة BeoutQ غير القانوني.