|


أحمد الحامد
نهائي كرواتيا
2018-07-13
نص المقال بولد
أجمل ما في هذا النهائي هو وجود كرواتيا، والأجمل لو أنها تحصل على الكأس، ليس لأنها تستحق، فالفرنسيون أيضاً يستحقون، ولكن من أجل أن تكتمل الأغنية الجديدة كلياً، النغم الذي لم نستمع إليه سابقاً، الكلمات التي لم تحك ولم تألفها الأذن، هي نسيم قادم من بعيد، يملأ صدرنا بهواء منعش ومفرح.

2ـ أغنية الكروات بدأت طربية وفيها كوبليهات "مجنونة"، من أعذبها كوبليه الأرجنتين، نقلات فنية بمقام ثلاثي ولحن تتمنى ألا يتوقف عازفوه عن إثارة الشجن وآهات الجمهور، وكوبليه الإنجليز ذو المقام الثنائي، ترى فيه صبرهم على صناعة اللحن الذي قدموه للعالم وذابت في الأذن سريعاً، وترك حيرة عند المتذوقين، ماهذا الفن الفريد؟، كان كوبليهاً من أغنيه ومشهداً من عقاب، تواضع أيها الإنجليزي.. ليس من أجلنا بل من أجل نفسك! الإنجليزي الذي لم يكن يحمل سوى طبلة قديمة.. يضرب عليها مردداً أنا من صنعت ما تعزفون عليه، رد عليه الكروات: أيها السيد ما نفع صوت الطبل من دون لحن موسيقي؟ انظر إلى النتيجة المكتوبة على النوتة الموسيقية! أرجوك ومن أجل الجمال حاول أن تحفظ الدرس.

3ـ المنتخب الفرنسي في أفضل حالاته منذ نهائي 2006، بل إنه أجمل بحيوية شبابه، منطلق للدرجة التي يخشى عليه جماهيره من سرعته الفائقة، يخشون عليه أن يصطدم بخبرة اللاعبين الكروات، معظم الترشيحات تقف بحانب فرنسا، لكن الكثيرين أيضاً يتعاطفون مع الكروات، انظروا ما فعلته كرة القدم لبلد صغير مثل كرواتيا، قدمته للعالم بطريقة لن يستطيع إعلامهم تقديمها حتى لو عمل مئة عام على ذلك، العالم اليوم كله أصبح يعرفها والكثير بدأ يقرأ عنها، هذا هو سحر الكرة حيث المهارة والعاطفة ينتجان الحب، آمل أن تكون المباراة بمستوى يليق بنهائي العالم.

4ـ مباريات النهائي تبقى في الذاكرة، حتى الحاضرون معك لمشاهدة المباراة والمكان أيضاً يبقون في ذاكرتك، بعد كل نهائي تتمنى أن تشاهد بعد أربع سنوات نهائياً آخر، وتدعو الله أن يحفظ لك أحبتك ليشاهدوه معك، وعندما يرتقي أحدهم في طريق العمر، تذكره عند صافرة البداية، ـ حفظكم الله جميعاً ـ.