|


صالح الخليف
وما علاقة العلاقات؟
2018-07-16
تتوه كلمة “إعلامي” بين الوجوه والألسنة والعاملين عليها والمستحقين لها والمؤهلين وغيرهم حتى تصبح أقرب للصفة المنفرة من الالتصاق بها عند أهلها الحقيقيين وذويها وعشيرتها الأقربين..
صارت كلمة ملقاة على أرصفة الطرقات وليس هناك مشقة من التقاطها والانتساب إليها حتى أصبح التعريف بها سهلًا ومعيبًا في ذات الوقت.. سهولة جعلت من أسماء لا أحد يعرف لها وصفًا أو تقييمًا أو تمييزًا سوى أنها “تهرطق” في السناب شات أو تويتر ثم يدعونه إلى المناسبات والاحتفالات ويلصقون أمام اسمه اللقب السهل الممتنع المدعو “إعلامي”.. ولهذا فإن مبدعًا وملهمًا جرب وخاض معارك الإعلام الذي يعرفه العالم كله تلفزيونًا وصحافة وإذاعة ما عادت كلمة إعلامي تضيف له سوى أنها تساويه برؤوس أينعت ولكن ليس هنا.. فمن المتسبب والمسؤول والجاني وراء تفشي ظاهرة انتشار والتصاق “إعلامي” بكل من هب ودب.. أعتقد أن المسألة لا يمكن تناولها بكلام عابر ولا أريد المبالغة والتضخيم والقول إنها تحتاج منا إلى تحقيق شامل لمعرفة السبب والأسباب.. ربما هيئة الصحفيين لم تبذل الجهد الكافي لإيقاف هذا المد كون القضية هامشية وليست من بين جدول أعمالها ومهامها.. أقول ربما.. الجامعات بطريقة أو بأخرى تشترك ولو من أفق بعيد بالجناية.. يأتي قسم العلاقات العامة كإحدى أهم منصات كليات الإعلام ومخرجاتها.. يتقاتل الطلاب على المزاحمة كل عام لنيل مقعد في هذا القسم.. ليس فيه أي شيء من الإعلام وملحقاته.. هو أقرب للإدارة فطلابه يتعلمون دبلوماسية التعامل ومواجهة الجمهور وتحسين صور المؤسسات في أذهان الناس.. هذا كله ليس له علاقة بالإعلام والإعلاميين.. إذا تخرج الطالب في قسم العلاقات العامة فإنه أكاديمي يحمل شهادة من كلية الإعلام ثم إنه درس وتدرب وتمرن على مزاولة وممارسة العمل الإداري الذي يعتمد كثيرًا على المظهر الحسن واللباقة والتعاطي والتعامل مع الآخرين بروح طيبة.. لا أحد يلوم خريج العلاقات العامة حينما يلتصق بالإعلام فهو فعليًّا يحمل شهادة معتمدة من كلية متخصصة في الإعلام ولا يحق لأحد القول إن الإعلام بريء منه براءة الذئب من دم يوسف.. لكن ليت الجامعات تتنبه إلى أن ذاك القسم يمكن استمراره ونقله إلى كليات العلوم الإدارية وإنقاذه من المكان الخطأ وإنقاذ الإعلام ممن ليسوا إعلاميين..
لقد تسللت الكلمة إياها فما عادت تستخدم في أغراضها وأماكنها ومواقعها الصحيحة وأظن أن الوقت لابد أن يحين لنقول لهم توقفوا.. في كل مكان في العالم لا تذهب “إعلامي” إلا لمن هم داخل الدائرة.. توسعت الدائرة لدينا كثيرًا وصارت كالبالونة التي نتمنى لها انفجارًا هادئاً..!!