|


صالح الخليف
أرقام غير محترمة
2018-07-20
كل شيء يمكن أن أحترم وأجل وأقدر الغرب فيه إلا لهفتهم وانبهارهم وإعجابهم ومتابعتهم للأرقام القياسية الهايفة والسخيفة.. أعرف أنها أحياناً كثيرة لا تتعدى بالنسبة لهم حالة اللعب والتسلية والترويح عن النفس، لولا أنها تحظى باهتمام شعبي وإعلامي كبير؛ وهذا يدل على حجمها وأهميتها ومكانتها، ويدل في نفس التوقيت على سطحية نحتاج إلى كلام واسع لتفنيدها وسرد أسبابها ومسبباتها..
ماذا يعني أن تأكل خمسين بيتزا في ساعة؟ وماذا يضيف للناس والمجتمع عندما تصعد ألف درجة سلم في أربعين دقيقة؟ وماذا يهم هذا العالم إذا بقيت واقفاً على قدم واحدة ساعة ونصف؟ إنها أشياء يمكن تناولها والكلام فيها وحولها.. لكن يصعب وربما يستحيل احترامها.. تركيا تحتضن أكبر حذاء في العالم بطول خمسة أمتار ونصف وارتفاع 1.83 متر، ويتسع لثلاثين شخصاً دفعة واحدة.. الأمريكي نورمان بيريز دخل موسوعة جينيس بعدما أمضى أربعة أيام متتالية متسمراً أمام جهاز الكمبيوتر يطبع على الكيبورد، وسمحت له لجنة الموسوعة الدولية بالاستراحة خمس دقائق في كل ساعة.. نتذكر لاعب كرة القدم الأمريكية السابق تروي بولامالو.. قام بتأمين شعره بقيمة مليون دولار، وهذا أغلى رقم تأمين على الشعر في العالم.. والغريب أنه سجل باسم رجل من بني آدم، وبولامالو متحدث رسمي لشركة الشامبو هيداند شولدرز.. وهناك البلجيكي جيف فان ديك الذي ارتدى 227 قميصاً دفعة واحدة في عام 2008.. وفي جنوب إفريقيا صنع سوبر ماركت فوروود أكبر بيتزا بمساحة 123 قدمًا.. وصنعت لبنان أكبر صحن حمص في العالم، ويزن 10452 كيلو جرامًا، والرقم يرمز إلى مساحة الدولة اللبنانية بالكيلومتر مربع.. أما أكبر سندويتش فكان من نصيب مطعم وايلد ووديز في ولاية ميشيجان الأمريكية، ووزنه قرابة 2500 كيلو جرام، واحتوى على اللحم والجبن والخس والخردل، وكان ذلك عام 2005.. وبالأمس القريب واصل الأمريكي أشريتا فورمان الخوض في غمار الأرقام الغبية والغريبة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.. تداولت المحطات الإعلامية خبراً عنه يؤكد أنه نجح في قطع 26 بطيخة إلى نصفين في دقيقة واحدة، وبحضور وفد من موسوعة جينيس، وكان بجانب فورمان فريق يناوله ثمرات البطيخ، بينما كان مستلقياً على ظهره ويضع البطيخة على بطنه.. هذا فصل يسير من أرقام قياسية تغمر العالم ويهتم بها الغرب كثيراً، رغم أنها لا تستحق أحياناً حتى الذكر أو التذكير.. إنها أرقام حقيقية وصحيحة، لكنها تؤكد أن كل مكان على هذه الأرض فيه ما يكفيه من الجنون والمجانين والتافهين..