|


صالح الخليف
أحمد رمزي والحكم اليمني وصديقي
2018-08-02
الأفكار كثيرة وأكثر من الهم على القلب.. لكن العبرة والنتيجة والقياس يتوقف فقط عند التنفيذ.. فلا تهتم ولا تنبهر ولا تفرط إعجابًا بأي اقتراح جديد لم يخطر على قلب بشر، وإنما قف احترامًا وتقديرًا لأولئك القلة التي تفوقت أمام كل العوائق والإحباطات والتحديات، وحولت الحلم إلى حقيقة ماثلة أمام أعيننا وأبصارنا..
تحية اعتزاز لكل المبتكرين والمكتشفين والمخترعين في كافة مجالات الحياة.. وعزاء صادق وحزين لكل من أشغلونا وأزعجونا بأفكارهم التي ظلت حبيسة أدمغتهم ورؤوسهم حتى شاهدوها ورأوها تنهض من مخادع غيرهم، ولا يبقى لهم سوى النواح واللطم والبكاء على مظالم الزمن.. عام 1961 شارك الممثل المصري الراحل أحمد رمزي في فيلم "لا تطفئ الشمس"، المأخوذ من رواية الأديب إحسان عبدالقدوس، وطرح أثناء أحد مشاهده فكرة استثمار سيارات الناس بمشاوير العامة كما يحدث الآن تقريبًا مع شركتي أوبر وكريم حول العالم كله، وخلال المشهد السينمائي تدخل الفنان شكري سرحان وأحبط المشروع، وتعامل مع الفكرة بكثير من الاحتقار والاستصغار والتسفيه.. وفي إحدى مواجهات الدوري اليمني عام 2003 استعان الحكم أحمد قايد الأغبري بكاميرا الإخراج لمشاهدة لقطة هدف جدلية؛ من أجل حسم قراره المرتبك الحائر، قبل أن يطبق الاتحاد الدولي لكرة القدم ذات الفكرة ويقرها في المونديال الروسي الأخير، ويسير العالم على نهجه وطريقته.. وأحد أصدقائي لا يزال مصرًّا وجازمًا بكل حزم وثقة، أن تطبيق انستغرام الذي يتابعه أكثر من مليار إنسان في هذا الكوكب المترامي، إنما هو من بنات أفكاره، مستشهدًا بإشارته ونصيحته لأحد زملائه بنفس الفكرة خلال دراستهم علوم الحاسب في بريطانيا قبل ما يزيد على عشر سنوات.. والعالم الآن بالطبع وبالتأكيد و100 في المئة وأقسم بالله أيمانًا مغلظة لا يعرفون ولا يربطون أحمد رمزي بشركة أوبر ولا يعيدون الفضل في تقنية فار التحكيمية للحكم اليمني، ولا يعترفون أو يتذكرون صديقي عندما تتدفق صور الذكريات عبر انستغرام؛ لأن العبرة كما قلت لكم في البداية بالتنفيذ على سطح الأرض وليس السباحة في آفاق الفضاء.. وأنت يا صاحبي إذا كان عندك فكرة باهرة؛ فحاول تنفيذها وتطبيقها بأي ثمن، وإلا انسها ولا تتحدث عنها أو تذكرها؛ فهذا الذي يقال عنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب..!!