الذين كتبوا الأمثال وروجوها، أظن ولعل ظني ليس إثمًا، أنهم أرادوا من ورائها إحباط الناس وكسر مجاديفها، ووضع العراقيل والصعوبات في طريقها.. أكثر الأمثال التي تحتل ألسنتنا وذاكرتنا وعقولنا الباطنة تدور حول فكرة "لا تفعل"..
كأن غايتها وهدفها وخطتها فقط القول لمن ينوي التقدم ومجاراة الزمن انتبه فالحياة قصيرة والدنيا ما تسوى.. خذ عندك مثلاً لا حصرًا ما أجبرونا على ترديده والتناغم مع رجيع صداه المزعج بذلك المثل الذي صار من أدبياتنا المحكاة القائل: "يبيع الماء في حارة السقايين".. تأمل هذا المثل كما يتأمل السهارى المعذبون الحالمون الهزيع الأخير من ليالي الشتاء الطوال، وأخضعه لدراسة الأمر الواقع؛ فستجده يوصد الأبواب ويغلق المنافذ ويسد المداخل والمخارج في وجهك وطريقك، ويحرمك من السير على دروب الفرصة الناجحة في العمل والتجارة والتعلم والاستثمار.. يرفض هذا المثل الشهير مع سبق الإصرار والترصد منحك الإذن والسماح في فتح حتى محل صغير يبيع عصيرًا وسندوتشات لأنه مشروع استرزق منه المئات قبلك، وليس من حقك أن تفعل مثلهم فقط حتى لا تبيع وتشتري في حارة بائعي العصير، دون الخوض في عقيدة الأرزاق المقسمة.. وسبحان من يرزق العصافير الضعيفة في أعشاشها.. تخيل لو أن هذا المثل أصبح قاعدة تسويقية يستند إليها البشر في تعاملاتهم التجارية؛ فأقل ما سيحدث هو غياب التنافس والسباق بين المنتجين والمصنعين والموردين، والخاسر الأكبر بالطبع هما المستهلك والمشتري اللذان يمثلهما أنت وأنا وغيرنا.. أعلم علم اليقين أنه مثل يشاع ذكره واستخدامه في الحرب على ما يمكن تسميته بالفهلوة الإنسانية؛ فكأنك تواجه من يريد استغفالك بأن لديك المعرفة الكافية بألاعيبه وتجاوزاته، لولا أن الجملة وتوظيفها بالسخرية من بيع الماء في مكان يزدحم بالسقائين يهدف بوضوح لقتل شرف المحاولة، فضلاً عن المغامرة التي كثيرًا ما تكون هي حجر الزاوية في عشرات قصص النجاح حول هذا العالم..
الارتهان أو الالتفات إلى الأمثلة ومنحها جزءًا من تفكيرك لا يجعلك تتقدم خطوة واحدة، ولا يجعلك ثابتًا في مكان كالتماثيل والمجسمات، وإنما الأغلب أنه يعيدك للوراء، بينما ما عاد في الدنيا مكان للمنتظرين والمترددين.. تقتلنا أمثلتنا من الداخل وتحبسنا في أغلالها وسجونها، وكأن الناس تحتاج فقط عذرًا وذريعة لتبرير إخفاقاتها وفشلها وهزيمتها..
ليس عندي نصيحة ولست مصلحًا اجتماعيًّا ولا مرشدًا تربويًّا، وإنما فقط ناقم وكاره للأمثال الشهيرة الغبية التي من تعاستها وسفاهتها وقلة عقلها تغلغلت وتسللت في تفاصيل يومياتنا دون ذنب اقترفته أيدينا.. والمصيبة أن ما من مؤشرات وعلامات ودلائل على دنو أجلها رغم أنها عاشت معنا وبلغت من العمر عتيًّا؛ فالأكيد والواضح أنها ستعمر طويلاً، فهي لا تدخن ولا تسهر وتتناول أطعمة صحية وتحافظ على حمية غذائية، وتسبح بانتظام وتمارس المشي اليومي لمدة ساعتين.. بينما نحن نهمل كل الأشياء المفيدة ونتكئ بعد وليمة كولسترولية دسمة ونتفرغ لترديد الأمثال.. وكأن هذا جزء من أدوارنا في الحياة..!!
كأن غايتها وهدفها وخطتها فقط القول لمن ينوي التقدم ومجاراة الزمن انتبه فالحياة قصيرة والدنيا ما تسوى.. خذ عندك مثلاً لا حصرًا ما أجبرونا على ترديده والتناغم مع رجيع صداه المزعج بذلك المثل الذي صار من أدبياتنا المحكاة القائل: "يبيع الماء في حارة السقايين".. تأمل هذا المثل كما يتأمل السهارى المعذبون الحالمون الهزيع الأخير من ليالي الشتاء الطوال، وأخضعه لدراسة الأمر الواقع؛ فستجده يوصد الأبواب ويغلق المنافذ ويسد المداخل والمخارج في وجهك وطريقك، ويحرمك من السير على دروب الفرصة الناجحة في العمل والتجارة والتعلم والاستثمار.. يرفض هذا المثل الشهير مع سبق الإصرار والترصد منحك الإذن والسماح في فتح حتى محل صغير يبيع عصيرًا وسندوتشات لأنه مشروع استرزق منه المئات قبلك، وليس من حقك أن تفعل مثلهم فقط حتى لا تبيع وتشتري في حارة بائعي العصير، دون الخوض في عقيدة الأرزاق المقسمة.. وسبحان من يرزق العصافير الضعيفة في أعشاشها.. تخيل لو أن هذا المثل أصبح قاعدة تسويقية يستند إليها البشر في تعاملاتهم التجارية؛ فأقل ما سيحدث هو غياب التنافس والسباق بين المنتجين والمصنعين والموردين، والخاسر الأكبر بالطبع هما المستهلك والمشتري اللذان يمثلهما أنت وأنا وغيرنا.. أعلم علم اليقين أنه مثل يشاع ذكره واستخدامه في الحرب على ما يمكن تسميته بالفهلوة الإنسانية؛ فكأنك تواجه من يريد استغفالك بأن لديك المعرفة الكافية بألاعيبه وتجاوزاته، لولا أن الجملة وتوظيفها بالسخرية من بيع الماء في مكان يزدحم بالسقائين يهدف بوضوح لقتل شرف المحاولة، فضلاً عن المغامرة التي كثيرًا ما تكون هي حجر الزاوية في عشرات قصص النجاح حول هذا العالم..
الارتهان أو الالتفات إلى الأمثلة ومنحها جزءًا من تفكيرك لا يجعلك تتقدم خطوة واحدة، ولا يجعلك ثابتًا في مكان كالتماثيل والمجسمات، وإنما الأغلب أنه يعيدك للوراء، بينما ما عاد في الدنيا مكان للمنتظرين والمترددين.. تقتلنا أمثلتنا من الداخل وتحبسنا في أغلالها وسجونها، وكأن الناس تحتاج فقط عذرًا وذريعة لتبرير إخفاقاتها وفشلها وهزيمتها..
ليس عندي نصيحة ولست مصلحًا اجتماعيًّا ولا مرشدًا تربويًّا، وإنما فقط ناقم وكاره للأمثال الشهيرة الغبية التي من تعاستها وسفاهتها وقلة عقلها تغلغلت وتسللت في تفاصيل يومياتنا دون ذنب اقترفته أيدينا.. والمصيبة أن ما من مؤشرات وعلامات ودلائل على دنو أجلها رغم أنها عاشت معنا وبلغت من العمر عتيًّا؛ فالأكيد والواضح أنها ستعمر طويلاً، فهي لا تدخن ولا تسهر وتتناول أطعمة صحية وتحافظ على حمية غذائية، وتسبح بانتظام وتمارس المشي اليومي لمدة ساعتين.. بينما نحن نهمل كل الأشياء المفيدة ونتكئ بعد وليمة كولسترولية دسمة ونتفرغ لترديد الأمثال.. وكأن هذا جزء من أدوارنا في الحياة..!!