|


عدنان جستنية
الضرب في الميت حرام
2018-08-06
ـ كنت ناوياً عبر هذا الهمس الذي ينشد "الحقيقة"، كتابة سلسلة من المقالات الصحفية تحت عنوان "كيف أجازت وزارة الإعلام نشر هذا الكتاب؟ وأعني بهذا كتاب "الوحدة عميد الأندية السعودية"، الذي ظهر مؤخراً ومتداولاً بين أصدقاء مؤلفه العم محمد غزالي، الذي قام بـ"بتزوير" تاريخ مهم له علاقة ببداية الحركة الرياضية في بلادنا، مدعياً حسب زعمه أن نادي الوحدة هو "عميد" الأندية السعودية، "متسلقاً" على الحقيقة "الثابتة" والموثقة والمعروفة لدى "القاصي والداني"، بأن نادي الاتحاد هو العميد، إلا أنني بعدما اطلعت على "تغريدة" له أرسلت لي عبر خدمة "الواتساب"، قررت "الاكتفاء" بما نشر في مقال يوم الجمعة الماضي؛ "خوفاً" عليه من ضغوط "نفسية" تؤثر على حالته الصحية؛ فأتحمل مسؤولية تبعات ذلك وضميري قد يؤلمني.

ـ في تغريدته بتويتر كتب دعاء يسأل الله لي الهداية، أو أن يشغلني في نفسي، وسبب هذا الدعاء ما كتبته عن كتابه "شاهد ما شفش حاجة"، ويبدو أن دعوته الأولى "استجيبت"؛ فقد هداني الله إلى قناعة بأن ما كتبته قد حقق أهدافه القيمة بنسبة كبيرة، ولعل ما جاء في رده من ارتباك وخوف دلالة أكيدة على أنني "ضربته في مقتل"، فأنا لم أسئ إليه إطلاقاً في ذلك المقال، حتى اسمه لم أشر إليه أبداً، إنما أبديت دهشتي من "تجاهل" المؤرخين والزملاء "المخضرمين" من الكتاب والنقاد لكتابه، ولتساؤلات تحتاج من إدارة المطبوعات والنشر الإجابة عليها،
ـ كما أني هُديت بعد تفكير عميق جدًّا إلى أن "الضرب في الميت حرام"، ومن الأفضل "الرفق" به والالتزام بقواعد الرحمة، وأكون "حنين" عليه، وهذه الحنية تقتضي مني أن "أعتق" كتابه بكل ما فيه من أخطاء وتشويه للتاريخ لوجه الله، لعل وعسى أن يجد من حوله من "يجبر خاطره" ويشتريه ولو بثمن "بخس"، ولا أكون سبباً في قطع باب رزق من خلال دخل يحصل عليه من ريع هذا الكتاب.

ـ دعاء من القلب فجر عندي طاقة "إيجابية" هدتني إلى تغريدة في غاية الروعة، كتبها زميلنا المخضرم عبيد كعدور يتساءل: لماذا مؤلف الكتاب الوحداوي الذي يبلغ من العمر"عتياً"، وهو حالياً على مشارف "90" عامًا "أطال الله في عمره"، استيقظ الآن من سباته العميق وظل نائماً كل هذه السنين لينبرش "على مجتمعنا بمعلومة مخالفة لواقع عشناه بعمره تقريباً؟!، ولماذا استغل وفاة من كان لهم دور في "صناعة" التاريخ أمثال عبدالله الفيصل وعبدالرحمن بن سعود وأحمد قاروت وزاهد قدسي وعبدالرحمن بن سعيد ليأتي بعد وفاتهم ويتحدث عن التاريخ، أين هو حينما كانوا هم أحياء ولماذا "اختفى" بوجودهم؟!

ـ إلى هنا أكتفي بجرعات "الهداية" التي انصبت على دماغي صباً، فوجدت قلمي "باكياً" منهمراً بسيل من الدموع بعدما أثر في نفسي كثيراً دعاء "غزل" دغدغ مشاعري "الرهيفة"، فكتبت هذا المقال الحزين.