كلما سمعت وشاهدت مذيعًا يوجه سؤاله السخيف إلى ضيفه النجم المشهور، عن الموقف المحرج الذي تعرض له في حياته، أتأسى على القناة وأتأسف على الإعلام وأرحم المسكين الجالس أمامه والمطالب بالإجابة في غضون دقيقة أو بضع دقيقة.. وهذا سؤال غثيث وثقيل دم وغبي وسامج وأهبل، ولا يقل وضاعة وقلة ذوق عن شقيقه الكبير "ثلاث وردات لمن تهديها"..
والمعروف أن الناس غنيها وفقيرها ومتعلمها وجاهلها وكبيرها وصغيرها تتعرض في حياتها إن لم يكن بشكل يومي فبشكل أسبوعي وشهري وسنوي لعشرات المواقف المزعجة والمحرجة، لكن أكثر المواقف إحراجًا ونكدًا وضيقًا لا يمكن أبدًا قوله والإفصاح عنه سوى للدائرة الضيقة من الأصدقاء والزملاء والمعارف، ومن هنا يأتي الحرج الحقيقي حينما يطلب المذيع من ضيوفه مهما تعددت مجالات شهرتهم رواية موقف عصيب يسكن ذاكرتهم؛ فهم بالطبع لا يكشفون كما قلت إلا لأولئك القلة القليلة التي لا يقلق البشر بفضح خفاياهم وأسرارهم في حضرتهم؛ فكيف يقوون على البوح والإفشاء أمام الله وخلقه وعلى شاشة تلفزيونية يطالعها مئات الآلاف من المشاهدين، ثم يحفظها موقع اليوتيوب لتتناقلها الأجيال ويراها الملايين..!!
وعادة إذا اضطر الضيف المغلوب على أمره للبحث عن موقف محرج مر به هربًا من هذا الموقف والسؤال الأكثر حرجًا؛ فإنه سيختار من المواقف التي تتصبغ عادة بالسماجة والسذاجة والحماقة؛ فهذه هي التي يمكن أن يسمعها عامة الناس ودون حرج..!!
فنان العرب محمد عبده مثلاً تتناقل له الجوالات عبر الواتساب مقطعًا من أحد حواراته التلفزيونية يروي خلاله موقفًا محرجًا نزولاً عند رغبة المذيعة، وانتشر المقطع وصار يستخدمه كل المناوئين للمطرب العملاق كدليل على عدم تمتعه بحس الدعابة الساخرة، أو أنه من الفئة التي لا تحسن الحديث ولا تملك منطقًا أو أسلوبًا يتكلم فيه بالحد الأدنى من اللباقة والبشاشة والظرافة، ولدي يقين لا يخالجه مثقال حبة من خردل شكًّا أو ظنونًا بأن فنان العرب يحتفظ بذاكرته بعشرات المواقف المحرجة، لولا أنها لا تصلح للاستخدام التلفزيوني، وإنما مكانها وصلاحيتها وسط الجلسات الخاصة والأصدقاء الخاصين المقربين الأوفياء.. ثم إن الموقف المحرج عادة لا يروق لكل الأمزجة؛ فما تراه أنت محرجًا قد يراه غيرك طبيعيًّا أو تافهًا، ولا يستحق عرضه وروايته والكلام فيه..
أنتم أيها المذيعون توقفوا عن إحراج ضيوفكم؛ فإكرام الضيف من أسمى طبائع العرب وفضائلهم؛ فامسحوا واشطبوا سؤالكم هذا.. وأنتم أيها المشاهدون اعذروا نجومكم من حرج سخريتكم.. فاللي فيهم مكفيهم..!!
والمعروف أن الناس غنيها وفقيرها ومتعلمها وجاهلها وكبيرها وصغيرها تتعرض في حياتها إن لم يكن بشكل يومي فبشكل أسبوعي وشهري وسنوي لعشرات المواقف المزعجة والمحرجة، لكن أكثر المواقف إحراجًا ونكدًا وضيقًا لا يمكن أبدًا قوله والإفصاح عنه سوى للدائرة الضيقة من الأصدقاء والزملاء والمعارف، ومن هنا يأتي الحرج الحقيقي حينما يطلب المذيع من ضيوفه مهما تعددت مجالات شهرتهم رواية موقف عصيب يسكن ذاكرتهم؛ فهم بالطبع لا يكشفون كما قلت إلا لأولئك القلة القليلة التي لا يقلق البشر بفضح خفاياهم وأسرارهم في حضرتهم؛ فكيف يقوون على البوح والإفشاء أمام الله وخلقه وعلى شاشة تلفزيونية يطالعها مئات الآلاف من المشاهدين، ثم يحفظها موقع اليوتيوب لتتناقلها الأجيال ويراها الملايين..!!
وعادة إذا اضطر الضيف المغلوب على أمره للبحث عن موقف محرج مر به هربًا من هذا الموقف والسؤال الأكثر حرجًا؛ فإنه سيختار من المواقف التي تتصبغ عادة بالسماجة والسذاجة والحماقة؛ فهذه هي التي يمكن أن يسمعها عامة الناس ودون حرج..!!
فنان العرب محمد عبده مثلاً تتناقل له الجوالات عبر الواتساب مقطعًا من أحد حواراته التلفزيونية يروي خلاله موقفًا محرجًا نزولاً عند رغبة المذيعة، وانتشر المقطع وصار يستخدمه كل المناوئين للمطرب العملاق كدليل على عدم تمتعه بحس الدعابة الساخرة، أو أنه من الفئة التي لا تحسن الحديث ولا تملك منطقًا أو أسلوبًا يتكلم فيه بالحد الأدنى من اللباقة والبشاشة والظرافة، ولدي يقين لا يخالجه مثقال حبة من خردل شكًّا أو ظنونًا بأن فنان العرب يحتفظ بذاكرته بعشرات المواقف المحرجة، لولا أنها لا تصلح للاستخدام التلفزيوني، وإنما مكانها وصلاحيتها وسط الجلسات الخاصة والأصدقاء الخاصين المقربين الأوفياء.. ثم إن الموقف المحرج عادة لا يروق لكل الأمزجة؛ فما تراه أنت محرجًا قد يراه غيرك طبيعيًّا أو تافهًا، ولا يستحق عرضه وروايته والكلام فيه..
أنتم أيها المذيعون توقفوا عن إحراج ضيوفكم؛ فإكرام الضيف من أسمى طبائع العرب وفضائلهم؛ فامسحوا واشطبوا سؤالكم هذا.. وأنتم أيها المشاهدون اعذروا نجومكم من حرج سخريتكم.. فاللي فيهم مكفيهم..!!