|


عموري.. رحلة طويلة من الهلال وإليه

الرياض ـ عبد الرحمن عابد 2018.08.08 | 01:13 am

قرر عبد الرحمن العمودي مغادرة مدينة المكلا اليمنية، بعد أن أرهقه العمل في مجال مواد البناء ونقلها في شاحنته من المصنع إلى منازل الآخرين، وعلى الرغم من تنوع الثروات في مسقط رأسه “معدنيًّا وسمكيًّا وزراعيًّا ونفطيًّا” ووقوعها في منطقة استراتيجية أمام خليج عدن وخطوط الشحن الدولية في المحيط الهندي، إلا أن الرجل الحضرمي اتخذ قراره مسبقًا ورحل بسبب صعوبة المعيشة.
غادر العمودي اليمن في اتجاه الرياض العاصمة السعودية في السبعينيات ضمن رحلة عمل قصيرة، وبعد حرب الخليج الأولى عاد إليها مجددًا برفقة زوجته التي أنجبت له هناك 4 أبناء "أحمد وخالد ومحمد وعمر"، ولمعرفة الأب الجيدة بكرة القدم حيث كان لاعبًا في الدوري اليمني، فقد تنبأ مبكرًا بموهبة "عمر" ابنه الصغير الذي دخل مدرسة نادي الهلال عام 2000، ولم يكمل فيها بسبب جنسيته اليمنية، واستمر في اللعب مع أشقائه بساحة الملز الشهيرة.
اجتمع أحمد القرون، وكيل اللاعبين، مع الأب العمودي في فندق قصر الرياض صيف 2005، إثر مكالمة قصيرة دارت بينه وبين عبد الرحمن عيسى كشّاف المواهب الذي آمن بموهبة عمر وأوصى عليه، وفي الفندق ناشد الأب اليمني القرون "الوكيل" بنقل أبنائه إلى الإمارات حتى يتمكنوا من نيل فرصة كروية قد تغيّر مسار حياتهم، وهو ما حدث بعد أن تكفل محمد بن ثعلوب، عضو الشرف العيناوي، بنقل العائلة اليمنية كاملة إلى مدينة العين بتنسيق حكومي.
تفوقت موهبة عمر على أشقائه الثلاثة الكبار، نظرًا لمهارته وسرعته وبراعته، ويلعب شقيقه خالد في خانة الظهير الأيسر ومحمد في مركز الجناح الأيسر، أما الكبير أحمد فقد أرهقته الإصابات وبات يلعب حاليًا في دوري الصالات مع فريق الوصل. وقالت والدتهم، في آخر تصريح لها: "أي نجاح يحققه عموري هو نجاح لكرة الإمارات أولاً وليس فقط لعمر".
حقق عموري مع العين 12 بطولة خلال 236 مباراة لعبها بالقميص البنفسجي، وانضم صاحب القميص "10" إلى منتخب الإمارات عام 2011، وأحرز مع زملائه كأس الخليج 2013 والميدالية البرونزية الآسيوية عام 2015. وعلى الرغم من أن القدم اليسرى المفضلة بالنسبة إلى عموري، إلا أنه يحب رؤية مقاطع فيديو زين الدين زيدان النجم الفرنسي الشهير، ويقول عنه: "زيدان يجعل كرة القدم تبدو سهلة للغاية، لقد حاولت تقليد ما كنت أراه منه داخل الملعب".
كان من الملف طلب ريان جيجز، أسطورة مانشستر يونايتد، قميص عموري بعد نهاية مباراة بريطانيا والإمارات أثناء دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012. ووسط إشادات وسائل إعلام عالمية بمستويات عمر، تقدمت أندية أوروبية بعدة عروض لاستقطاب اللاعب، من بينها بنفيكا ونيس وإسبانيول، ولكن إدارة العين رفضت بينما لم تتكلل تجربة مانشستر سيتي بالنجاح بسبب رخصة العمل.
يقول هنت تين كات، المدير الفني السابق لأندية أياكس وبرشلونة وتشيلسي: "يستطيع عموري اللعب في أي دوري في أوروبا". وتحدث خافيير أجيري، مدرب اليابان والمكسيك سابقًا ومصر حاليًا قائلاً: "عمر يمكنه اللعب في أي مكان في العالم". بينما عبّر المدرب الجزائري صبري لموشي عن مشاعره تجاه صانع الألعاب: "أحبه كثيرًا، ولست أنا فقط بكل المدربين يريدون لاعبًا مثله".
بعد 13 عامًا من رحيل عائلة العمودي إلى الإمارات، يبدو أن العيناويين قد ظفروا من الهلال مرتين، الأولى حينما أخذوا لاعبهم الصغير، والثانية بعد إعارته لمدة عام واحد مقابل مبلغ كبير يناهز الـ 60 مليون ريال بحسب الأنباء الواردة، وعلى الرغم من السخط الجماهيري الإماراتي تجاه الصفقة ورحيل لاعبهم، إلا أن الهلاليين قالوا: "عمر عاد إلى منزله فقط".