تأسرني وتستوقفني وتدوخني الأمنيات المستحيلة.. لا أعني تلك التي نؤمن بصعوبتها وتعقيداتها مع الواقع والحياة، مثل امتلاكنا بيتًا أو سيارة أو وظيفة أو ملايين تؤمن لنا حياة هانئة كريمة..
هذه بالطبع يمكن أن تراها ماثلة أمام عينيك وتجدها بين يديك وتحصل عليها إذا ابتسمت لك الأيام وساقتها أقدار السماء وربك الرزاق الكريم.. ما أعنيه تلك التي تشبه المحال ولا يمكن تحقيقها طال الزمن أم قصر، والأماني كلها أحلام تتنازعها الأوهام، والأحلام ببلاش.. هذا هو أبو العتاهية شاعر دولة بني العباس الصايع الذي أمضى عمره يتسكع ويعربد ويتجاوز الخطوط الحمراء بين الكوفة وبغداد، قبل أن يتجه إلى طرائق الزهد والعزلة وهجرة الموبقات والمحرمات، كتب له التاريخ أنه صاحب الأمنية المستحيلة الشهيرة، حينما قال متحسرًا على أيام لن تعود:
فيا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
وعلى نفس النهج كتب شاعر شعبي شغف النصر قلبه حبًّا يقول:
يا ليت لو العمر من تحت عشرين
ونرجع لأيام المدرسة والدراسة
أكبر همومي فسحتي والريالين
والقول ماجد كيف جابه برأسه
وهذه أمنيات مستحيلات فلا شباب "أبو العتاهية" عاد ولا أيام الدراسة وماجد سيعودان.. إنها رحلة الحياة التي تمشي إلى منتهاها دون تباطؤ أو انتظار أو توقف، لكنها أمنيات مستحيلات يستحققن الاحترام والتقدير على أقل تقدير.. وإلى إسبانيا نولي وجوهنا حيث لا شيء هناك يمكن ذكره وتذكره مثل عبقري الفن التجريدي بابلو بيكاسو الذي عاش على هذه الأرض أكثر من تسعين عامًا كأحد أكبر الرسامين الغربيين أعمارًا.. أدمن بيكاسو الرسم وفرغ حياته كلها للريشة واللوحة والألوان، وعندما بدأت قواه تتهادى وتذبل سألته صحفية في أواخر أيامه: ماذا تتمنى أيها الفنان العظيم؟ فقال: "أريد أن أرسم الأصوات".. ويا لها من أمنية محال تحقيقها.. !!
أما الأديب الإنجليزي الكبير ديفيد هربرت لورانس الذي يعد أبرز روائي بريطاني في القرن العشرين فكان يقول: "ليت للإنسان حياتين، الأولى يرتكب فيها أخطاءه وحماقاته، والثانية يتعلم فيها من التجارب والهفوات".. وأضع يدي على زنارة السيد لورانس وأشد من أزره وأقف بجانبه وأمشي وراءه وأهتف بكل حبالي الصوتية تأييدًا لهذه الأمنية المستحيلة.. ليت لنا حياتين وعمرين يا أستاذ لورانس.. فلا نريد شباب "أبو العتاهية" ولا رسم أصوات بيكاسو.. نريد عمرًا ثانيًا حتى لا تمضي رحلة العمر وكلها ندم.. نريد أن نلغي أسطورة فات الميعاد التي جمعت مرسي عزير وبليغ وأم كلثوم من خياراتنا.. نمسح الندم تمامًا.. وتفيد بإيه يا ندم..!!
هذه بالطبع يمكن أن تراها ماثلة أمام عينيك وتجدها بين يديك وتحصل عليها إذا ابتسمت لك الأيام وساقتها أقدار السماء وربك الرزاق الكريم.. ما أعنيه تلك التي تشبه المحال ولا يمكن تحقيقها طال الزمن أم قصر، والأماني كلها أحلام تتنازعها الأوهام، والأحلام ببلاش.. هذا هو أبو العتاهية شاعر دولة بني العباس الصايع الذي أمضى عمره يتسكع ويعربد ويتجاوز الخطوط الحمراء بين الكوفة وبغداد، قبل أن يتجه إلى طرائق الزهد والعزلة وهجرة الموبقات والمحرمات، كتب له التاريخ أنه صاحب الأمنية المستحيلة الشهيرة، حينما قال متحسرًا على أيام لن تعود:
فيا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
وعلى نفس النهج كتب شاعر شعبي شغف النصر قلبه حبًّا يقول:
يا ليت لو العمر من تحت عشرين
ونرجع لأيام المدرسة والدراسة
أكبر همومي فسحتي والريالين
والقول ماجد كيف جابه برأسه
وهذه أمنيات مستحيلات فلا شباب "أبو العتاهية" عاد ولا أيام الدراسة وماجد سيعودان.. إنها رحلة الحياة التي تمشي إلى منتهاها دون تباطؤ أو انتظار أو توقف، لكنها أمنيات مستحيلات يستحققن الاحترام والتقدير على أقل تقدير.. وإلى إسبانيا نولي وجوهنا حيث لا شيء هناك يمكن ذكره وتذكره مثل عبقري الفن التجريدي بابلو بيكاسو الذي عاش على هذه الأرض أكثر من تسعين عامًا كأحد أكبر الرسامين الغربيين أعمارًا.. أدمن بيكاسو الرسم وفرغ حياته كلها للريشة واللوحة والألوان، وعندما بدأت قواه تتهادى وتذبل سألته صحفية في أواخر أيامه: ماذا تتمنى أيها الفنان العظيم؟ فقال: "أريد أن أرسم الأصوات".. ويا لها من أمنية محال تحقيقها.. !!
أما الأديب الإنجليزي الكبير ديفيد هربرت لورانس الذي يعد أبرز روائي بريطاني في القرن العشرين فكان يقول: "ليت للإنسان حياتين، الأولى يرتكب فيها أخطاءه وحماقاته، والثانية يتعلم فيها من التجارب والهفوات".. وأضع يدي على زنارة السيد لورانس وأشد من أزره وأقف بجانبه وأمشي وراءه وأهتف بكل حبالي الصوتية تأييدًا لهذه الأمنية المستحيلة.. ليت لنا حياتين وعمرين يا أستاذ لورانس.. فلا نريد شباب "أبو العتاهية" ولا رسم أصوات بيكاسو.. نريد عمرًا ثانيًا حتى لا تمضي رحلة العمر وكلها ندم.. نريد أن نلغي أسطورة فات الميعاد التي جمعت مرسي عزير وبليغ وأم كلثوم من خياراتنا.. نمسح الندم تمامًا.. وتفيد بإيه يا ندم..!!