|


أحمد الحامد⁩
توم وجيري
2018-08-18
لم أكن أعلم أن المسلسل الكرتوني توم وجيري حاصل على عدة جوائز أوسكار إلا بعد أن قرأت عنه قبل أيام. تم إنتاج حلقاته الـ 161 من العام 1940 لغاية 1958، بمعنى أن الكثير منا تابع العديد من حلقاته على الرغم من مرور 25 أو 30 عامًا على إنتاجها للذين شاهدوا المسلسل في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية.

الحلقات الحاصلة على جوائز الأوسكار هي حلقات شهيرة، ومعظمنا يتذكرها، منها تلك التي يعزف فيها توم على البيانو أمام الجمهور، وحلقة الشواء التي يظهر فيها رجل يشوي اللحوم.

سبع حلقات فازت بالأوسكار، والموسيقى معظمها لسكوت برادلي، الذي كنت أقرأ اسمه دون معرفة السبب. ثلاثة كتَّاب تناوبوا على كتابته، والسيناريو لشخصين، أحدهما سكوت برادلي أيضًا.

هذا المسلسل تحفة فنية مهنيًّا، ويبين مدى الحرفية لدى المنتجين منذ الأربعينيات، وهذا التميز يفسر لنا العبقرية الحاصلة الآن في الأفلام التي تعتمد على الرسم، لكن من جانب آخر، فإن المسلسل لديه أسرار نجاح غير تلك الرسوم المتحركة فتوم وجيري يشبهان فريقين، انقسم الجمهور على تشجيعهما. تجد بعض المشاهدين يتعاطفون مع توم، وآخرون مع جيري، وعند نهاية كل حلقة تشعر بفوز، أو خسارة فريقك، كما أن المسلسل فيه إسقاطات كثيرة من الحياة التي يعيشها البشر.

قبل 25 عامًا، التقيت أحد الطلبة الذين يحضِّرون للدكتوراه في مدينة نيوكاسل البريطانية، كنت شابًا صغيرًا، وحاول أن يقدم لي مجموعة من النصائح للمستقبل، لكنه بادرني بالسؤال التالي: مَن تحب توم، أم جيري؟ تفاجأت من سؤاله! لكنه قال: لا تخجل من الإجابة، فهي ستعرِّفني على شخصيتك أكثر! قلت له: أعلم أن القط توم كثيرًا ما يعتدي على الفأر جيري، لكنَّ جيري يبالغ كثيرًا في الرد على توم، كما أن توم يوجد في المنزل بصورة شرعية، أما جيري فوجوده غير مرغوب فيه من صاحبة المنزل.

ضحك صديقي كثيرًا من إجابتي حتى رأيت دموعه، ثم فسَّر لي نوع شخصيتي من خلال إجابتي تلك، وما زلت مقتنعًا لغاية يومنا هذا أن تفسيره كان صحيحًا.