يعد عبد الله الدوسري، قائد المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة، حالة استثنائية في الملاعب، إذ أسهم في فوز الأخضر بلقب كأس العالم أربع مرات متتالية، آخرها قبل يومين في نسخة البطولة التي احتضنتها السويد.
صقل الدوسري، الفائز بجائزة أفضل لاعب في مونديال السويد، موهبته في أندية الوادي الأخضر، والكوكب، والشباب، والشعلة، والتوباد، والشرق، والسلمية، قبل أن يصبح من أبرز اللاعبين الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب مع المنتخب السعودي، الذي بات الرقم الأصعب في البطولات العالمية.
ويرى الدوسري، الذي سجل هدفَي الأخضر أمام الأرجنتين في المباراة النهائية، أن انضباط اللاعبين، والتزامهم بالبرنامج المعد، والنوم المبكر من أهم العوامل التي أسهمت في احتكار الأخضر اللقب العالمي في النسخ الأربع الأخيرة، كاشفًا في الوقت نفسه، أن المشاركة هي الأخيرة له حيث قرَّر اعتزال اللعب دوليًّا.
وفي حواره مع “الرياضية”، أرجع الدوسري ما تحقق من إنجاز إلى دعم واهتمام تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، وكذلك المسؤولين في اللجنة البارالمبية السعودية.

01
كيف تقرأ إنجاز الأخضر بتحقيق كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي؟
وعدنا جميع المسؤولين بالمحافظة لقبنا، لذا عملنا طوال عامين على قلب رجل واحد للوفاء بوعدنا. أنا وزملائي اللاعبين، والجهاز الفني بقيادة عبد العزيز الخالد سعينا بجد للمحافظة على اللقب، والحمد لله حققنا الكأس للمرة الرابعة على التوالي، ونهدي هذا الإنجاز إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وجميع الجماهير السعودية.
02
ما الأسباب وراء تحقيق المنتخب السعودي بطولة كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الرابعة على التوالي؟
الإنجاز جاء تتويجًا للجهود المبذولة من قِبل الجميع، وعلى رأسهم تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، الذي ذلَّل أمامنا كافة العقبات، ودعمنا بقوة، وكان على اتصال دائم بالمنتخب، هذا الأمر كان له أكبر الأثر في تحقيق البطولة، والمحافظة على اللقب، ولا أنسى كذلك دعم واهتمام جميع المسؤولين في اللجنة البارالمبية السعودية.
03
هل توقَّعتم المحافظة على اللقب، خاصةً أن الكثير من المنتخبات كانت مرشحة لنيل البطولة؟
الوصول إلى القمة قد يكون سهلًا، لكنَّ المحافظة عليها صعبة جدًّا. الحصول على اللقب للمرة الرابعة لم يكن سهلًا، خاصة في بطولة كبيرة مثل كأس العالم. جميع المنتخبات كانت تلعب أمامنا وكأنها تلعب المباراة النهائية، وكانت حريصة جدًّا على هزيمتنا، لكن للأمانة الإعداد المميز للمنتخب طوال أكثر من عامين عبر التجمعات والمعسكرات، جعلنا نلعب بقوة أمام أقوى المنتخبات العالمية، ونتمكَّن من المحافظة على اللقب.
04

حققتم نتائج كبيرة أمام منتخبات عريقة، كيف جاء ذلك؟
استعدادنا للبطولة، كما قلت لك سابقًا، بدأ قبل عامين، كذلك دخلنا المونديال بوصفنا أبطالًا لكأس العالم الماضية. لسنا المنتخب الوحيد الذي حقق نتائج كبيرة، فبولندا، والأرجنتين، والسويد فعلت ذلك أيضًا، لكننا اختلفنا عن الجميع بأننا لم ننظر إلى نتائج المنتخبات الأخرى، بل كنا نهتم فقط بتقديم الأفضل في الملعب، لذا لعبنا بجدية، ولم نتهاون في أي لقاء خلال مشوارنا المونديالي.
05
ما سر احتكار الأخضر اللقب خلال مشاركاته الأربع الأخيرة؟
ليس في الأمر سر، لكنَّ المنتخب السعودي يضم مجموعة من اللاعبين الذين يلعبون مع بعضهم منذ أعوام طويلة، والحمد لله شاركت مع زميلي عمر كسار في تحقيق الألقاب الأربعة، وغالبية المجموعة الحالية، شاركت في كأس العالم 2014 في البرازيل، بالتالي كان هناك استقرار وانسجام كبير بين اللاعبين، إضافة إلى وجود عوامل أخرى، من أبرزها انضباط اللاعبين، والالتزام بالبرنامج المعد، والنوم في وقت مبكر عكس بعض المنتخبات التي كان لاعبوها يسهرون حتى وقت متأخر.
06
بماذا تصف أداء زملائك
في المنتخب السعودي خلال البطولة؟
شهادتي فيهم مجروحة. اللاعبون يملكون الخبرة الكافية، والجميع شاهد ثقتهم في أنفسهم خلال المباريات، خاصة في المباراة النهائية التي سعدنا كثيرًا بنقلها على الهواء مباشرة حتى تشاهدها الجماهير السعودية، وتعرف أن البطولة لم تكن سهلة، وقد رأى الجميع قوة المنتخب الأرجنتيني، لكننا كنا في الموعد، وحققنا اللقب بحماس وإصرار لاعبينا.
07
ما أصعب مباراة لكم في البطولة؟
مباراة اليابان، حيث عانينا فيها كثيرًا أمام منتخب منضبط تكتيكيًّا، لكننا استطعنا تجاوزه بصعوبة بهدف بعد أن وقف الحظ عائقًا أمامنا لتسجيل المزيد، وهناك أيضًا مباراة بولندا التي انتهت بالتعادل السلبي، فقد كان البولنديون يلعبون بخشونة كبيرة، إضافة إلى حرصهم على هزيمتنا، خاصة أنهم كانوا يطمحون إلى تكرار إنجازهم بالفوز بالبطولة.
08
حققت لقب أفضل لاعب في البطولة، صِف لنا شعورك؟
شعور عظيم بأن أكون أفضل لاعب في البطولة، وأشكر اللجنة على اختياري، كما أشكر زملائي اللاعبين على مساعدتهم لي لتحقيق هذا الإنجاز. كنت في حاجة أولًا إلى الحفاظ على لقبنا، لكوني قائد المنتخب، وتكرار رفع الكأس كما حدث في مونديال البرازيل.
09
هل صحيح أنك تفكر في الاعتزال؟
مونديال السويد كان محطتي الأخيرة مع المنتخب السعودي، حيث قررت اعتزال اللعب دوليًّا، وأشكر بعض لاعبي المنتخبات المشاركة، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية معي في لقاء التتويج، وتوديعي الملاعب العالمية.
10
ماذا تتمنى عند اعتزالك؟
أتمنى من تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب، ومن رئيس اللجنة البارالمبية تكريمي على الإنجازات التي حققتها مع المنتخب السعودي، حيث أسهمت في تحقيقه البطولة العالمية الأولى له في ألمانيا، ثم في جنوب إفريقيا، ثم في البرازيل، وأخيرًا في السويد.
11
هل ترى أن مهمة الأخضر ستكون صعبة في الحفاظ على اللقب للمرة الخامسة؟
ثقتي كبيرة في زملائي اللاعبين بمواصلة المشوار، والحفاظ على هذه الإنجازات التي تفتخر بها الرياضة السعودية. هناك مجموعة جيدة من اللاعبين القادرين على العطاء، واكتساب الخبرة حتى يكونوا في قمة جاهزيتها للمونديال المقبل.
12
لاعبون تتوقع لهم مستقبلًا مشرقًا مع المنتخب السعودي؟
للأمانة، هناك أكثر من لاعب، لفتوا نظري خلال مشاركتهم الأولى مع المنتخب، وأتوقَّع أن تكون لهم بصمة واضحة مع الأخضر، منهم نمر غزواني، وفؤاد كعبي، وأحمد بوهلال، وباسم الحبيب، الذين قدموا مستويات رائعة طوال البطولة، ونالوا إشادة الجميع.
13
أحرزت ثلاثة أهداف في البطولة من كراث ثابتة، كيف تجيد التنفيذ بهذه الدقة؟
أملك خبرة كبيرة في تنفيذ الكرات الثابتة، وكان للمدرب عبد العزيز الخالد دور كبير في ذلك فدائمًا ما كان يطالبني بتنفيذ مثل هذه الكرات بعد نهاية التدريبات، وهذا الأمر ساعدني كثيرًا في المباريات.
14
مواقف لا تنساها في المونديال؟
المواقف كثيرة، منها أنني تعرضت لاحتكاك قوي مع لاعب من منتخب إنجلترا في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا ما كلَّفني كسر سنَّين، وأشكر الدكتور ناصر الصالح، الذي عالجني.